جدارة الحياة: الرئيس سليم الحص.. من الاقتصاد إلى السياسة
الرئيس سليم الحص قامة سياسية لبنانية وعربية. هو إبن بيروت بعراقتها وفلسطين بكفاحها. شخصية وطنية عرفت بصلابة الموقف ودعم المقاومة ضد المحتل الإسرائيلي. الميادين اختارت رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ليكون رمزاً لجدارة الحياة لهذا العام، بعد أن كانت بدأت العام الماضي تكريمها السنوي مع المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد. فمن هو الرئيس سليم الحص وكيف دخل معترك السياسة؟
عاد ليدرس الاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت، إلى أن جاءته الفرصة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في الكويت، فاستغلها، وتولى مهمة المستشار المالي للصندوق لسنة واحدة قابلة للتجديد، وجددت. على الرغم من سعادته وزوجته بالإقامة في الكويت، لم يبتعد عن الوطن طويلاً. تفجرت أزمة بنك أنترا، فعيّن أول رئيس للجنة الرقابة على المصارف. وباشر عمله قبل شهر واحد من تعيين إلياس سركيس حاكماً لمصرف لبنان. هذا المصرف الذي استدان منه مبلغاً من المال ليتمكن من إتمام بناء منزله في منطقة الدوحة القريبة من بيروت. بعدها أصبح رئيس مجلس الادارة المصرف الوطني للإنماء الاقتصادي والسياحي. نفذ سركيس والحص برنامجاً واسعاً للإصلاح وتوطدت العلاقة بينهما على قاعدة الثقة المتبادلة، فأخذ يستشيره في شتى المواضيع الاقتصادية، والمتعلقة بالسياسة النقدية التي ينفذها مصرف لبنان. عام 1976 انتخب إلياس سركيس رئيساً للجمهورية وكلفه وضع تصور عام لبرنامج الإنماء والإعمار. وحين بدأ يعمل على تأليف حكومة فعاليات، التفت إلى الحص سائلاً أيا من الحقائب الوزارية تريد؟ فاختار أن يكون وزيراً لشؤون الإنماء والإعمار لكن الظروف قادته لتولي رئاسة الحكومة للمرة الأولى.. لتكرّ بعدها سبحة طويلة من العمل السياسي الذي رأى فيه كثيرون نظافة كف نادرة.