ناشطون يكشفون لـ "الميادين نت" خفايا الاقتتال بين النصرة وأحرار الشام في إدلب

ناشطون في محافظة إدلب يكشفون إنّ المعركة التي افتعلتها هيئة تحرير الشام "النصرة سابقاً" ضد أحرار الشام والتي أسفرت عن 400 قتيل من الطرفين، لم تكن بسبب خلاف على رفع راية المعارضة ذي الثلاثة نجوم على حساب الراية السوداء وإنما كانت ذريعة لبدء هجومها على الحركة لانتزاع معبر باب الهوى منها والذي يؤمن دخلاً مادياً كبيراً بمئات الملايين شهرياً.

هيئة تحرير الشام سعت لانتزاع معبر باب الهوى من أحرار الشام طمعاً بالأموال التي يدرّها هذا المعبر
كشف ناشطون في محافظة إدلب أنّ المعركة التي افتعلتها هيئة تحرير الشام "النصرة سابقاً" ضدّ أحرار الشام والتي أسفرت عن 400 قتيل من الطرفين، لم تكن بسبب خلاف على رفع راية المعارضة ذي الثلاثة نجوم على حساب الراية السوداء وإنما كانت ذريعة لبدء هجومها على الحركة لانتزاع معبر باب الهوى منها والذي يؤمن دخلاً مادياً كبيراً بمئات الملايين شهرياً.


وقال أحد الناشطين في بلدة سرمدا للميادين نت، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إنه بعد وصول الهيئة إلى معبر باب الهوى، دخل وفد تركي إلى المعبر وتوجّه إلى بلدة سرمدا حيث كانت الهيئة قد أقامت غرفة عمليات كبرى فيها لقيادة الاقتتال ضد الحركة.

وأشار الناشط إلى أن الوفد التقى أبو جابر الشيخ أمير هيئة تحرير الشام ونقل رسالة الجانب التركي التي تضمنت عدم سماح تركيا بسيطرة الهيئة على المعبر وأنها ستغلقه حتى إشعار آخر وستمنع وجود أي فصيل عسكري فيه غير أحرار الشام أو من تراه تركيا مناسباً وشريطة أن لا يتبع للهيئة المصنفة دولياً من المنظمات الإرهابية.

وطلب الوفد التركي من الهيئة إيجاد حلّ مشترك مع الحركة يتضمن الاتفاق على هيئة مدنية توافق عليها السلطات التركية لتقوم بإدارة المعبر وتقسيم إراداته المالية مناصفة بين الفصيلين.

وأكد الناشط أن تركيا كانت تنوي السماح لقوات درع الفرات بالدخول إلى المعبر بعد أن استقدمتهم من ريف حلب الشمالي لمؤازرة الحركة، إلاّ أنها قامت بإيقافه وأعطت الهيئة فرصة الوصول إلى اتفاق مع الحركة، وفي حال لم يتم ذلك ستسمح لدرع الفرات من دخول إدلب من عدة جهات وبدعم عسكري منها.

وتوصل حينها طرفا النزاع إلى حل مشترك تضمن وقف القتال والإفراج عن الأسرى وتسليم المعبر إلى هيئة مدينة، إلّا أن ناشطين أكدوا أن هناك عدة أجنحة في الحركة لم تقبل بالاتفاق الذي وقع عليه أبو عمار العمر قائد الحركة مع أبو جابر الشيخ أمير "هيئة تحرير الشام".

وقال ناشطون إن العمليات القتالية توقفت بين الطرفين، إلّا أن الهيئة مازالت تتواجد في المناطق التي انتزعتها من الحركة وتقيم الحواجز فيها وتنشر الدبابات على الطرقات، وأن الغموض مازال يخيم على الاتفاق الذي اعتبره ناشطون هشاً بعد الانشقاقات الكبيرة في صفوف الحركة خلال 3 أيام والتي أصبح موقفها ضعيفاً.

وكشف ناشطون عن فصائل الحركة التي رفضت الاتفاق الذي وقعته القيادة مع الهيئة وهي "لواء المهاجرين والأنصار ولواء خطاب ومجموعات أبو العز أريحا وأبو حفص ابلين".

وحول حقيقة انشقاق حركة نور الدين الزنكي عن الهيئة، قال ناشطون إن الانشقاق من المرجح أن يكون متفقاً عليه مسبقاً بين الزنكي والهيئة، لتكون الأولى بديلاً عن الهيئة في المعبر بالتنسيق معها في حال رفضت تركيا وجود الهيئة على المعبر، وما يؤكد ذلك هو مرور الزنكي كقوات فصل على حواجز الهيئة دون التعرض لها، على عكس فيلق الشام الذي تعرضت أرتاله لمنع وإطلاق نار.

وشنت حركة أحرار الشام هجوماً على ورشة تصنيع الهاون التابعة لها في مدينة إدلب بعد انشقاق القائمين عليها ومحاولتهم نقل محتوياتها إلى مناطق سيطرة الهيئة.

وحول خريطة السيطرة للفصيلين، تحتفظ الحركة على تواجدها الأكبر في جبل الزاوية وبعض المناطق بين معرة النعمان وكفرنبل وصولاً إلى سراقب وبنش ومدينة إدلب، بينما تسيطر الهيئة على 90% من الريف الشمالي ومعظم الريف الغربي ومساحات واسعة من الريف الجنوبي.

وعن الخسائر التي نجمت عن الاقتتال بين الفصيلين، كشفت عدة مصادر أن الحركة خسرت نحو 250 مقاتلاً في صفوفهم والهيئة أكثر من 150 معظمهم سقطوا خلال المعارك في ريف إدلب الشمالي وصولاً إلى معبر باب الهوى، إلى جانب التصفيات الميدانية التي وقعت خلال 3 أيام من المعارك، بالإضافة إلى خسارة الفصيلين عدداً كبيراً من الآليات نتيجة استهدافها بالصواريخ الحرارية والمدافع، من ضمنها 3 أرتال للحركة حاولت الهجوم على نقاط الهيئة في محيط سرمدا.

وأما الضحايا المدنيون، فأفاد ناشطون بسقوط 15 ضحية من المدنيين بينهم نساء وأطفال وعشرات الجرحى جراء الاقتتال في عدة مناطق بالمحافظة.

وما يزال التوتر يخيم على معظم مناطق إدلب، حيث لم يُنفّذ من الاتفاق حتى الآن سوى وقف القتال، بالتزامن مع رفع "ألوية صقور الشام" التي يقودها أبو عيسى الشيخ بمناطق سيطرتها في جبل الزاوية بعد تحركات مجهولة السبب لأرتال "هيئة تحرير الشام" معززة بالدبابات.

اخترنا لك