مصر مصرة على تنفيذ قطر للمطالب والإمارات تتهم الدوحة بعرقلة حل الأزمة السورية
وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش ينفي اتهامات قطر لبلاده بأنها وراء قرصنة الموقع الالكتروني لوكالة الأنباء القطرية ويتهم الدوحة بأنها تعرقل الحل السلمي في سوريا. فيما اعتبرت الدوحة قرصنة الموقع الالكتروني من قبل الإمارات خرقاً للقانون الدولي وللاتفاقات الثنائية.
-
-
الكاتب: الميادين نت
-
المصدر: وكالات
- 17 تموز 2017
قرقاش: قطر لديها احتياطي نقدي كبير تموّل فيه الجماعات الإرهابية في المنطقة
ردّ وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على ما وصفه بـ "المزاعم"التي تحدّث عنها
مسؤولون في الاستخبارات الأميركية ونقلتها صحيفة "واشنطن بوست"، والتي
أشارت إلى أن الإمارات هي التي قرصنت صفحات وكالة الأنباء القطرية "قنا"
ومواقع قطرية أخرى في أيار/ مايو الماضي.
وقال قرقاش في
حديث لمعهد "تشاتام هاوس" الملكي للشؤون الدولية في بريطانيا الإثنين إن "الأزمة
في الخليج تتعلق بدعم قطر للتنظيمات الإرهابية منذ العام 1995". واعتبر أن "الدوحة
متورطة بتمويل الإرهاب على أعلى مستوى"، لافتاً إلى أن "لديها احتياطي
نقدي كبير يستخدم في تمويل الجماعات الإرهابية في المنطقة"، وفق ما قال.
وأشار قرقاش إلى
أن "مزاعم" اختراق الإمارات للمواقع القطرية غير صحيحة، مؤكداً "بدأنا حرباً طويلة ضد الأفكار المتطرفة".
وزير الدولة
الإماراتي قال "نريد حلاً إقليمياً للأزمة مع قطر ومشكلتنا تتعلق بتغيير
سياساتها، ونحتاج لنظام رقابة لمدى الالتزام القطري وثقتنا بها منعدمة"،
معتبراً أن الدوحة لا تفي بوعودها ولم تتجاوب مع محاولات الوساطة. لكنه في المقابل رأى أنّ هناك مؤشرات على أن الضغوط على الدوحة تأتي بنتائج.
وقال قرقاش إن "الدوحة
نسفت الوساطة برفض كل المطالب"، ورأى أن حل الأزمة يتوقف على الحكماء في
الجانب القطري، مشيراً إلى أن "المسؤولين الغربيين يدركون الازدواجية التي
تتعامل بها الدوحة". وشدد في الوقت نفسه "لن نصعد أكثر من التدابير
والإجراءات السيادية التي تحقّ لنا".
وقبيل دخوله إلى قاعة المعهد لإلقاء كلمته قام عدد من المحتجين بمواجهة قرقاش وتوجيه اتهامات له بـ "الخيانة والعمالة" وصرخ أحدهم بالقول "لماذا تقتلون المدنيين في اليمن؟".
الأزمة السورية تحولت إلى عمل مسلح بسبب تركيا وقطر
الإمارات تتهم الدوحة بعرقلة التوصل لحل سلمي في سوريا
كما اتهم وزير الدولة الإماراتي قطر بلعب دور سلبي في الدول العربية خلال السنوات الماضية قائلاً إنّ "الدوحة أنفقت ملايين الدولارات لزعزعة استقرار مصر والسعودية والبحرين، ودعمت إرهابيين في ليبيا وبعضهم متورط في تفجيرات في أوروبا".
كما أشار إلى أن "بعض ممن أدرج على قائمة الإرهاب الـ 59 متورطون في عمليات تمويل".
وحول الأزمة السورية أكد قرقاش أنّ الدوحة تعرقل التوصل لحل سلمي في سوريا، وأنّ الأزمة في سوريا تحوّلت إلى عمل مسلح بسبب تركيا وقطر.
قطر: ضلوع الإمارات في القرصنة خرق للقانون الدولي
في المقابل، أعربت الحكومة القطرية عن أسفها بعدما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الاثنين عن "ضلوع دولة الإمارات العربية المتحدة ومسؤولين كبار فيها في جريمة القرصنة التي تعرّض لها الموقع الالكتروني لوكالة الأنباء القطرية في 24 أيار/ مايو الماضي".
وقال مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني إنّ "المعلومات التي نشرتها الصحيفة الأميركية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك وقوع جريمة القرصنة على الموقع الالكتروني لوكالة الأنباء القطرية".
وأضاف مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري أنّ هذه المعلومات "التي تفيد بارتكاب هذه الجريمة النكراء والتي تُصنّف دوليّاً من جرائم الإرهاب الالكتروني من قبل دولة خليجية، يُعدّ خرقاً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وللاتفاقيات الثنائية أو الجماعية التي تربط بين دول مجلس التعاون الخليجي أو جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أو الأمم المتحدة".
وأشار آل ثاني إلى أنّ التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في قطر بهذا الشأن لا تزال مستمرّة، مضيفاً أنّه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية "لمقاضاة مرتبكي هذه الجريمة أو المحرّضين عليها".
مصر تتمسك بمطالبها من قطر
الرئيس السيسي ووزير الخارجية الكويتي ووزير الخارجية المصري
في غضون ذلك، أعلنت مصر أنها تتمسك بقائمة المطالب التي قدمتها مع السعودية والإمارات والبحرين إلى قطر كشرط لاستئناف العلاقات ورفع العقوبات الاقتصادية عنها.
جاء ذلك خلال استقبال مسؤولين مصريين لوزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح في القاهرة اليوم الاثنين. والتقى الشيخ صباح بنظيره المصري سامح شكري قبل أن يجتمع بالرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن شكري أكد للشيخ صباح الاثنين "تمسك مصر بقائمة المطالب المقدمة لدولة قطر، واستمرار العمل بحزمة التدابير والإجراءات المتخذة ضدها". وأضافت أن ذلك يأتي "على ضوء ما تلمسه دول الرباعي من استمرار قطر في اتباع نهج المماطلة والتسويف، وعدم اكتراثها بالشواغل الحقيقية التي عبرت عنها الدول الأربع وتطلعات شعوب المنطقة في التصدي بحزم لخطر الإرهاب والتطرف".
وثمن شكري جهود الوساطة الكويتية لكنه أوضح "أن حل الأزمة يتأتى عبر تلبية قطر للمطالب التي قدمت لها".
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن السيسي أعرب خلال اجتماعه مع الشيخ صباح "عن تقديره للمساعي الحميدة التي تقوم بها الكويت". وأضافت "أوضح السيد الرئيس أن ثوابت سياسة مصر الخارجية تقوم على عدة مبادئ منها عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة والسعي للحفاظ على الأمن القومي العربي، وفي المقابل فإنها لا تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها". وتابعت "أكد سيادته أهمية الوقوف بحسم أمام السياسات التي تدعم الإرهاب والتصدي لمحاولات زعزعة استقرار الدول العربية والعبث بمقدرات شعوبها".
وكانت الدول الأربع قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر الشهر الماضي وفرضت عقوبات اقتصادية وتجارية عليها متهمة إياها بدعم تنظيمات متشددة وبالتحالف مع إيران، وهي اتهامات تنفيها الدوحة.
ورفضت قطر قائمة مطالب قدمتها الدول الأربع لها وقالت إنها انتهاك لسيادتها. وتضمنت المطالب وقف الدعم القطري المزعوم للجماعات المتطرفة وإغلاق قناة الجزيرة وقاعدة عسكرية تركية في قطر والحد من علاقات الدوحة بإيران.
وتتوسط الكويت لإنهاء الأزمة منذ بدايتها، لكن لم تحقق جهود الوساطة تقدماً يذكر على صعيد حل الأزمة.
ووقعت قطر والولايات المتحدة الأسبوع الماضي مذكرة تفاهم بشأن مكافحة تمويل الإرهاب. لكن الدول العربية الأربع قالت إن مذكرة التفاهم لم تخفف مخاوفها وإن العقوبات ستظل قائمة إلى أن تستجيب الدوحة لمطالبها وإنها ستراقب عن كثب جهود قطر لمكافحة تمويل الإرهاب.