"الميادين نت" يجول في عرسال قبل انتهاء مهلة إنذار حزب الله للمسلحين

الميادين نت يجول في بلدة عرسال الواقعة على الحدود السورية اللبنانية في منطقة البقاع، ويرصد آراء أهلها والنازحين السوريين فيها بعد الإنذار الأخير الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله للمسلحين لمغادرة جرود البلدة.

تحتضن عرسال عشرات آلاف النازحين السوريين
الترقب والحذر يسودان بلدة عرسال شرق لبنان على الحدود مع سوريا وسط ارتفاع منسوب الحسم العسكري في جرودها بعد الإنذار الأخير الذي وجهه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للجماعات المسلحة، ولاسيما جبهة النصرة وتنظيم داعش، لمغادرة الجرود.

الميادين نت تفرد بجولة في بلدة عرسال التي تحتضن عشرات آلاف النازحين السوريين واستمع إلى آراء وهواجس سكان  البلدة.

أهالي عرسال: لا نرحب بالمسلحين

رئيس البلدية يؤكد رفض الأهالي لتواجد المسلحين في بلدتهم
لا  تسير الحياة على وتيرتها الطبيعية في واحدة من أكبر البلدات اللبنانية على الحدود مع سوريا (مساحة عرسال تقدر بنحو 5 في المئة من مساحة لبنان)، فسكان البلدة الـ 35 ألفاً يستضيفون نحو 80 ألف نازح سوري موزعين على مئات المخيمات العشوائية في البلدة، فيما تتخذ الجماعات المسلحة نحو 15 ألفاً منهم دروعاً بشرية لاسيما في منطقة وادي حميد في الجرود والتي تعتبر خط تماس ما بين الجيش اللبناني والمسلحين.

ويؤكد رئيس البلدية باسل الحجيري للميادين نت رفض الأهالي لتواجد المسلحين في بلدتهم، موضحاً أن السواد الأكبر من النازحين السوريين هم من المدنيين، ولا ينفي تغلغل بعض المسلحين في مخيمات النازحين، ويتابع "نحن لا نرحب بتواجد هؤلاء وندعم ما يقوم به الجيش اللبناني من إجراءات استباقية ضد الخلايا المسلحة، وفي الوقت عينه نناشد الدولة اللبنانية احتضان عرسال وعدم السماح بامتداد المواجهات إلى داخلها بعد أن كثرت الأحاديث عن معارك منتظرة في الجرود".

ما يقوله رئيس البلدية يكرره عدد لا بأس به من أهالي البلدة، فالمزارع محمد كرنبي يؤكد للميادين نت دعمه الجيش اللبناني ويناشد الحكومة إنقاذ عرسال والالتفات إلى أوضاع أهلها الذين يحرمون وللسنة الخامسة من جني محاصيلهم الزراعية، وخصوصاً مواسم الكرز والمشمش والتوت، ويضيف "في جرود عرسال أكثر من 3 ملايين شجرة مثمرة تشكل مع مقالع الحجارة المورد الأساسي لعشرات آلاف المواطنين وبسبب تواجد المسلحين من مختلف الانتماءات أصبح من الصعوبة بمكان الوصول إلى البساتين والمقالع ما يعني حرمان أهالي عرسال من مورد رزقهم الأساسي".

خالد الحجيري من أهالي البلدة، يشير إلى أن الجماعات المسلحة استغلت تراجع مداخيل أهالي عرسال وعملت على تجنيد بعض الشبان في صفوفها في موازاة غياب الدولة وتقديماتها للبلدة، التي وصفها وزير الداخلية نهاد المشنوق بالمحتلة من الجماعات الإرهابية.

بدورهم أعرب عدد من النازحين السوريين عن رغبتهم بالعودة إلى بلداتهم وقراهم أسوة بمن عاد إلى عسال الورد ورأس المعرة والنبك، وطالبوا بتنظيم إعادتهم إلى ديارهم وإعطائهم الضمانات اللازمة، مع استعدادهم للانضمام إلى المصالحات، وفي المقابل عارض بعضهم العودة إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية في هذه الفترة.

المعركة القادمة.. قادمة

تورط عدد من أهالي البلدة بالصراع المسلح في سوريا ومنهم من طمع بتهريب السلاح أو تفخيخ السيارات
يتحدث أهالي عرسال عن معركة قادمة تماماً، كما يردد الفنان اللبناني خالد الهبر في أغنيته بعنوان "الحرب القادمة... قادمة" ولكنهم يناشدون الحكومة أن تعيرهم اهتمامها بعد سنوات من سياسة النأي بالنفس عن واحدة من أكبر البلدات اللبنانية، والتي شاءت الصدفة أن تكون على خط التماس مع سوريا وأزمتها وانغماس عدد من أهاليها في أتون الصراع المسلح، إما طمعاً بالمال جراء تهريب السلاح وتقديم التسهيلات للجماعات المسلحة، عدا عن المشاركة في تفخيخ السيارات وإرسالها إلى مناطق لبنانية عدة، وإما لقناعة بصوابية التمترس في جبهة العداء لدمشق وحلفائها في لبنان وفي مقدمهم حزب الله.

إذاً على هذه المعادلة تتأرجح الأوضاع في عرسال وسط قرع طبول الحرب لجولة يقال إنها الأخيرة من دون أن يخفي أهاليها خشيتهم من انسحاب المسلحين من الجرود باتجاه البلدة واتخاذهم المدنيين اللبنانيين والسوريين دروعاً بشرية إذا ما استمرت الجماعات المسلحة في سياستها وأدارت ظهرها للتسوية التي عرضها السيد نصر الله.

اخترنا لك