ملخص دراسات مراكز الأبحاث الأميركية
معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى يتناول بالتحليل الهجمات الصاروخية لإيران على مواقع داعش في محيط مدينة دير الزور السورية، فيما يرى المعهد أن أزمة دول الخليج مع قطر تشكل تحدياً للولايات المتحدة.
وأوضح المركز أن المهام الجديدة الملقاة على عاتق وزير الدفاع "تقوده إلى رفض التمسك بأسطورة القائد الاستراتيجي الأول .. والعمل مع أُطر الوزارة المتعددة والبيت الأبيض والكونغرس لتحديد واستغلال الاليات الضرورية للتنقل بين حدود القيود التي تواجه مستقبل القوات المسلحة".
واستدرك المعهد بالقول إن السياسة الراهنة لا تأخذ بعين الاعتبار "التغيّرات التي ستشهدها طموحات تحقيق الأهداف الاستراتيجية وكلفة العمليات وتعديل بعض الموارد الضرورية قيمتها المقدرة نحو 100 مليار دولار سنويا"، والتي ينبغي تطبيقها كي يتحقق "إنشاء أسس صلبة لهيكلية تحابي الابداع".
أما الدرس الثاني فيتمحور حول "اعتماد استراتيجية طموحة للتدخل العسكري"، وما تقتضيه من ضرورة تبني الولايات المتحدة "توجها مختلفاً".
وحث المعهد صنّاع القرار على "الإقرار أنه وبالرّغم من صوابية المخاوف من الإرهاب، فإنه لا يمثل سوى تهديدٍ أمنيٍ متواضع للأراضي الأميركية"، كما حث على "الإقلاع عن سياسة التدخل العسكري وإعادة تشكيل الدول في سياق الحرب على الإرهاب".
وخَلُص المعهد إلى القول إنه يتعيّن على الولايات المتحدة "حث شركائها على مواجهة المجموعات الإرهابية خارج أراضيهم".
سوريا
وبرّر المجلس استنتاجه "بأن الرهان (السوري) كان إما أن تتردد الولايات المتحدة بالتحرّك، أو أنها ستبادر لإسقاط المقاتلة وتصعيد التوترات في العلاقة الأميركية مع روسيا".
واستطرد المعهد بالقول إن هدف "الرئيس السوري .. لا ينحصر في القضاء على داعش، بل أيضاً إعادة تأكيد سيطرة نظامه على كافة مناطق الدولة".
وتابع موضّحاً أن توجه الولايات المتحدة "للتحرّش سيضاعف كلفة بقاء (القوات) الأميركية في سوريا، وربما إلى نقطة لم تعد تستحق كل هذا الجهد".
وختم المعهد بالقول إنه يعوّل على "تسيُّد العقول الهادئة في واشنطن وموسكو، والإبقاء على هدف إلحاق الهزيمة بالدولة الاسلامية حياً".
فلسطين
وشدّد المعهد على ميل إسرائيل إلى استغلال المتغيّرات الدولية "بتهميشها المسألة الفلسطينية .. ونجاح بنيامين نتنياهو بالاستغلال الفعّال لمخاوف الدول العربية من (تمدد) إيران والمضي لتحقيق أهداف إسرائيل السياسية".
قطر وأزمة الخليج
وأعرب المعهد عن خشيته مما يكمن وراء تلك المطالب "لربط الولايات المتحدة بالأزمة .. والتي طالب وزير الخارجية الأطراف المعنية بأنه ينبغي أن تكون المطالب معقولة وقابلة للتنفيذ"، مشيراً إلى أنّ المواقف الأميركية تصاعدت "بفعل رسائل متضاربة من البيت الأبيض، ووزارتي الدفاع والخارجية".
وأوضح المعهد أن تهوّر ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان يقلق" الولايات المتحدة، بالإضافة لتراجع دور ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد لتقييد اندفاعة نظيره السعودي".
وحذر المعهد صناع القرار من "استدراج الولايات المتحدة بفعل ضغوط متجددة من السعودية والامارات للتخلّي عن قاعدة العديد الجوية في قطر".
وختم بالقول إنه ينبغي على واشنطن "إجراء بعض المحادثات القاسية، وبسرعة، مع جميع حلفائها الخليجيين، لكي تضمن لنفسها دوراً في الدبلوماسية، وتُخفف من حدة الأزمة وتضع حداً لتصعيدها".
إيران
وألقى المعهد ظلالاً من الشك حول فعالية الصواريخ الإيرانية المذكورة، إذ "لا توجد أدلة كافية لدعم الإدعاءات الإيرانية بأنّ كافة الصواريخ وصلت إلى أهدافها المرجوّة وألحقت أضراراً جسيمة وأوقعت عدداً كبيراً من الضحايا".
واستند المعهد الى "تقارير إسرائيلية في تقييم فعالية الصواريخ" إذ "إنّ إيران ربما تواجه مسائل خطيرة في ما يخص مراقبة الجودة والموثوقية المتعلقة ببرنامجها الصاروخي. وفي حين أن هذه الحادثة قد تدفع الإيرانيين إلى إعادة النظر في تدابير التصنيع ومراقبة الجودة وتقييمها، مما يزيد من تأخير مشاريعهم الراهنة، فقد تبحث طهران أيضاً عن حلول لهذه العيوب الواضحة في مصادر التكنولوجيا الأجنبية".