آمال الناخب الايراني .. بين متابعة المناظرات التلفزيونية واستطلاعات الرأي

يرى مراقبون أن المناظرات التلفزيونية بين المرشحين للأنتخابات الرئاسية الايرانية ومنذ إنطلاقها عام 2009 أخذت تلعب دوراً متزايداً وهاماً في تحديد الفائز لتولي منصب رئيس الجمهورية.

المناظرة التلفزيونية الثالثة والأخيرة بين المرشحين الستة لشغل المنصب الرئاسي
رغم ما يصاحب هذه المناظرات من مناكفات وإتهامات متبادلة حادة بين المرشحين تتجاوز التوقعات في كثير من الأحيان، إلا أنها في كل الأحوال نجحت في تنمية مساحة الحريات السياسية، وسهلت من عملية تداول السلطة التنفيذية في ايران، بل أنها ساهمت في ترويض أجنحة نظام حكم الجمهورية الاسلامية على قبول الاخر، والاقرار بعدم إمكانية هيمنة أحد هذه الأجنحة  لوحده على مؤسسات البلاد.

 

يوم أمس الجمعة انتهت المناظرة التلفزيونية الثالثة والأخيرة بين المرشحين الستة لشغل المنصب الرئاسي، وكل من المرشحين الثلاثة الأوائل ( قاليباف، روحاني، رئيسي ) يعتقد أنه قد الحق الهزيمة بخصمه، وأنه الأحق في شغل هذا المنصب، ومن خلال هذه المناظرات إتضح للناخب الايراني التباين الكبير بين المرشحين في طريقة إدارة الدولة لاسيما في شقها الإقتصادي، وما يتعلق الأمر تحديداً بالجانب المعيشي للمواطنين، رغم توافق خطاب كافة المرشحين على أن هدفهم هو خدمة الطبقات الفقيرة والمحدودة الدخل، ومعالجة البطالة وتنشيط الاستثمار، وزيادة فرص العمل وتحسين الصناعات الداخلية.

 

هذه المناظرات التي تابعها الإيرانيون بإهتمام بالغ ستسهل على الناخبين بلا شك تحديد خياراتهم وهوية المرشح  الأصلح ،لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن مسألة التأشير المبكر على تحديد اسم المرشح القادر على تحقيق  الفوز خلال الجولة الأولى من الانتخابات قد توفرت، خاصة مع غياب مراكز مستقلة ومحايدة لاستطلاع الرأي، حيث أظهرت عمليات الاستطلاع  هذه التي أجرتها العديد من المراكز والمؤسسات عقب كل مناظرة تلفزيونية فروقات لافتة في نسبة المؤيدين للمرشحين الرئيسيين "روحاني، قاليباف، رئيسي"، وسبب هذه الفروقات يعود كما يرى بعض المطلعين إلى الانتماءات السياسية والجهوية لهذه المراكز حيث تحاول فيما تنشره من أرقام  إظهار تقدم المرشح الذي تميل إليه على حساب منافسيه، دون أدلة مقنعة. وقد كشفت الأرقام التي روّجتها جملة من مراكز الرأي قبل الانتخابات الرئاسية الايرانية في الأعوام 2005،2009 ،2013 عن التباين الكبير بين تلك الارقام، والنتائج التي أسفرت عنها هذه الانتخابات .

 

لكن المهم فيما نشرته مراكز استطلاع الرأي وبمختلف توجهاتها من أرقام في هذا المجال حتى الآن هو اتفاقها على مسألتين هامتين، الأولى: لا أحد  من المرشحين الحاليين بلغ  حاجز الخمسين بالمئة من المؤيدين له  .

الثانية: إن الرئيس روحاني مازال يتصدر قائمة المرشحين في نسبة الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم لصالحه الجمعة المقبل .

اخترنا لك