وزير الثقافة الفلسطيني للميادين نت: الاحتلال ليس قدراً!

الميادين نت تجري مقابلة خاصة مع وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور إيهاب بسيسو بمناسبة انعقاد ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية في رام الله في الضفة الغربية.

بسيسو: القدس هي العنوان الذي يختصر الروح الفلسطينية
أجرت الميادين نت مقابلة خاصة مع وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور إيهاب بسيسو بمناسبة انعقاد ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية في رام الله في الضفة الغربية.

ورداً على سؤال حول أسباب عقد هذا الملتقى في هذا التوقيت، قال بسيسو: "لماذا فسطين؟ لدورها الثقافي المميز منذ فجر التاريخ. لماذا 2017؟ لأنها ذكرى مرور مئة عام على وعد بلفور، وذكرى 70 عاماً على التقسيم، وذكرى مرور 50 عاماً على حرب 1967، وذكرى مرور 30 عاماً على الانتفاضة".

وحول سبب إطلاق تسمية "دورة القدس - نبيل الخوري" على الملتقى، أوضح بسيسيو قائلاً: "لأن القدس هي العنوان الذي يختصر الروح الفلسطنية. لماذا نبيل الخوري؟ وهو المقدسي صاحب أول رواية عن احتلال القدس بعد أشهر من حرب حزيران/يونيو أو النكسة وكانت بعنوان "حارة النصارى" التي شكّلت مدخلاً لثلاثية روائية كانت من ضمنها "الرحيل" و"القناع" لتكون ثلاثية فلسطين. وسنقوم عبر دار الشروق المصرية بإعادة طباعة هذه الثلاثية لتكون متوفرة بين أيدي القراء".

وأضاف وزير الثقافة الفلسطيني: "بدأت أعمال الملتقى في 7 أيار/مايو لذكرى ميلاد الشاعر الفلسطيني توفيق زيادة. لماذا تنتهي أعمال الملتقى في 11 أيار/مايو؟ لأنها ذكرى ميلاد الشاعر الفلسطيني سميح القاسم".
 

وحول اتهام الملتقى بأنه يشجع من خلال مشاركة الأدباء والروائيين العرب وزيارتهم إلى رام الله في التطبيع مع إسرائيل، أجاب بسيسو "ردنا هو ما كان يردده المرحوم فيصل الحسيني بأن زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجّان. فملتقى فلسطين الأول للرواية العربية هو لكسر الحصار وليس تطبيعاً وإلا لماذا محاولات العرقلة الإسرائيلية في استصدار تصاريح الدخول. فمشاركة الأدباء والروائيين العرب هي رسالة مفادها أننا بحاجة إلى العمق العربي في دعم الشعب الفلسطيني ودعم الرواية الفلسطينية في مقابل رواية الاحتلال. فالحضور العربي في فلسطين معناه دعم صمود الشعب الفلسطيني وفي المقابل يخلق تفاعلاً فلسطنياً ويعزز الحضور الفلسطيني عربياً".

أما بشأن اقتصار حضور الملتقى على الأدباء العرب وعدم دعوة أدباء عالميين على النحو الذي حصل عام 2002، عندما تمكن وفد من الكتاب العالميين بينهم فائزان بجائزة نوبل هما جوزيه ساراماجو وول سونيكا من كسر حصار رام الله ملبين دعوة الشاعر محمود درويش، قال بسيسو: "هذا الملتقى أطلقنا عليه اسم "ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية" وهذا يعني أنه محصور بالعرب، ونريد أن نتوجه من خلاله الى مجتمعنا العربي كي نحقق التواصل مع بعدنا العربي، ونسعى إلى ترسيخ هذا الملتقى كفعالية دائمة وكبداية لملتقيات تنظمها الوزارة بشكل دوري. لذا فإن المساهمة في فعالية ثقافية في فلسطين تمثل قمة التحدي. وبالتأكيد ندرس إمكانية إقامة ملتقيات عالمية لدعم فلسطين يشارك فيها أهم الكتاب العالميين سواء من أوروبا أو أميركا وعلى رأسهم الحائزون على جائزة نوبل" .

ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية
وذكر بسيسيو أن نحو 50 من الروائيين والنقّاد والناشرين من 11 دولة عربية قد شاركوا في الملتقى إضافة إلى المشاركين من فلسطين، أبرزهم واسيني الأعرج من الجزائر، أحمد المديني من المغرب، الحبيب السالمي من تونس، محمود الورداني وإبراهيم فرغلي من مصر، حج جابر من أريتريا، ليلى الأطرش من الأردن، وعلي بدر من العراق، وطالب الرفاعي من الكويت، فيما لم تمنح إسرائيل تصاريح دخول لكل من إلياس فركوح من الأردن والليبية نجوى بن شتوان من إيطاليا، إذ شاركا عبر سكايب.

وعن غياب لبنان وسوريا عن ملتقى فلسطين الأول، أوضح الوزير الفلسطيني أن لبنان وسوريا يمنعان بموجب قوانينهما مواطنيهما من زيارة الأراضي المحتلة وإلا فنحن نتمنى مشاركة البلدين الشقيقين، لبنان وسوريا، مع العلم أن الروائية السورية مهى الحسن تشارك في الملتقى لأنها تملك الجنسية الفرنسية.

وحول سبب اختيار إطلاق رواية "نرجس العزلة" للأسير الفلسطيني باسم خندقجي في الملتقى علما أنه صدر قبل ذلك عدد من الروايات لأسرى قبل رواية خندقجي، قال بسيسو إن السبب هو أن رواية "نرجس العزلة" قد صدرت حديثاً وبالتالي إطلاقها يشكّل إضافة مهمة الى أدب الأسرى الفلسطينيين، وسوف تبذل الوزارة كل الجهد من أجل ترجمة أدب الأسرى إلى لغات مختلفة". وأضاف أن الملتقى أطلق عرض فيلم "اصطياد الأشباح" للمخرج الفلسطيني رائد انضوني، الذي يوثق معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، وهو الحائز على جائزة "الدب الفضي" في مهرجان برلين السينمائي في دورته الأخيرة.

احتلال فلسطين ليس قدراً ومهمة السلطة بذل الجهود لإطلاق سراح جميع الأسرى

وحول موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس من مبادرات التسوية التي يتوقع أن يطرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال الوزير الفلسطيني إن "رسالتنا سياسية واضحة تنطلق من المبادرة العربية في بيروت عام 2002 التي تنص على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطنية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران/يونيو (1967) ونحن مستمرون بجهودنا الوطنية فمن أجل إنهاء الاحتلال"، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ليس قدراً.

وحول تفسيره للأحكام الإسرائيلية القاسية بحق الأسرى، باسم خندقجي (ثلاثة مؤبدات)، وكميل أبو حنيش (9 مؤبدات)، وعمار الزبن (29 مؤبداً)، وغيرهم من الأسرى، رأى بسيسو "أن مهمة السلطة الفلسطينية هو بذل أقصى الجهد لإطلاق سراح جميع الأسرى. وقد طالب الرئيس أبو مازن بالإفراج عن الأسرى الذين تم اعتقالهم قبل عام 1993 كشرط لاستئناف المفاوضات، وبالفعل تم الإفراج عن ثلاث مجموعات من الأسرى، ورفضت الحكومة الإسرائيلية الإفراج عن المجموعة الرابعة، مما عطل الجهود السياسية من أجل تسوية وضع الأسرى، لكننا مستمرون في جهودنا الوطنية من أجل إنهاء الاحتلال ومستمرون دائماً في المطالبة بزيادة عدد زيارات عائلات الأسرى إلى أبنائهم.

اخترنا لك