ترامب بين الغوطة وخان شيخون
شهد عام 2013 رفض الرئيس الحالي دونالد ترامب التدخل الأميركي في الحرب السورية وحثّه على عدم اتخاذ إجراءات فيها، بينما شهد عام 2017 نقلة نوعية معاكسة في موقفه اليوم.
هذا الموقف يناقض تماماً ما غرّد به الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب في 11 أيلول/ سبتمبر عام 2013 عندما كانت وسائل الإعلام ما زالت تضجّ بحادثة قصف الغوطة الشرقية لدمشق بـ"الكيماوي" حينها قال "على أوباما أن يركّز على بلدنا، الوظائف، الرعاية الصحية، وجميع مشاكلنا الكثيرة، إنسى سوريا وإجعل أميركا عظيمة مرة اخرى!".
وفي تلك الفترة لم تكن هذه التغريدة هي التغريدة اليتيمة التي يحث فيها ترامب على عدم اتخاذ إجراءات في سوريا.
Obama must now start focusing on OUR COUNTRY, jobs, healthcare and all of our many problems. Forget Syria and make America great again!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) September 11, 2013
وأضاف "علينا أن نبقى خارج جحيم سوريا، والمعارضة سيئة تماماً كالنظام السوري الحالي.. ماذا سنحصل مقابل حياتنا؟ مليارات الدولارات؟" قال في تموز/ يونيو من ذلك العام.
Obama wants to unilaterally put a no-fly zone in Syria to protect Al Qaeda Islamists http://t.co/DCgP83Oxas Syria is NOT our problem.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) May 29, 2013
وفي تغريدات كثيرة له في أوائل أيلول/ سبتمبر جاء ما يلي:"يجب على الحزب الجمهوري الاستمرار في التركيز على إيقاف تمويل "اهتمامات أوباما" ومعركة الميزانية وشيكة. لا تدع سوريا تحكم جدول الأعمال".
وقال في تغريدة أخرى "لا ينبغي لنا أن نهاجم سوريا ولكن إذا ما اتخذوا هذه الخطوة الغبية، فإن الجامعة العربية التي يضحك أعضاءها يجب أن تدفع! "الروس يلعبون لعبة ذكية جداً. وفي الوقت نفسه يكرسون الكثير من الوقت لسوريا ويجعلون الولايات المتحدة تبدو حمقاء، هذا خطير!
ومع استمرار الحرب السورية بعد الاتفاق الكيميائي، تحوّل اهتمام ترامب أكثر إلى وجود تنظيم داعش في سوريا ومدى تدفق اللاجئين من مناطق النزاع.
ترامب لم يعد يركز على تنحي الأسد
وبحلول عام 2015، وبعد إطلاق حملته الانتخابية، بدأ ترامب بتغيير رأيه في مسألة عدم التدخل الكامل في سوريا، وقال وقتها إنه ينبغي إنشاء "مناطق آمنة" في البلاد.
أما في كانون الأول/ ديسمبر من ذلك العام قال إنه يريد "بناء منطقة آمنة كبيرة وجميلة، يتوفر فيها كل ما يحتاجه الناس للعيش، وأنهم سيكونوا أكثر سعادة".
أما في الآونة الأخيرة فقال مسؤولون في إدارته بمن فيهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون والسفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إن الولايات المتحدة تتراجع عن هدفها المعلن منذ فترة طويلة وهو إسقاط الأسد.
وقالت هايلي "إن الأمر يتعلق بتغيير الأولويات وإن أولويتنا لم تعد موجودة هناك"، في حين قال تيلرسون "إن مصير الأسد سيقرره الشعب السوري".