يوميات العراق: عمليات "قادمون يا حويجة" تقترب
خلال معارك ناحية العياضية، قام عشرات من عناصر داعش بتسليم أنفسهم لقوات البيشمركة الكردية التي تسيطر على مناطق تقع شمال وشمال غرب تلعفر. بعض هؤلاء تم القبض عليهم بعد ذلك في حي الميثاق بالساحل الأيسر للموصل بعد تسللهم عائدين إلى الموصل من برطلة. هذه المعضلة ربما تضع تحديات جديدة أمام القوات المشتركة خلال الأيام القادمة في ما يتعلق بعمليات الحويجة، نظراً لقرب القضاء من مدينة كركوك. إيجاد حل لهذه المشكلة ربما سيكون هو المحدد الأساس لساعة الصفر لانطلاق العمليات.
في تلعفر، وبحلول اليوم 27 من الشهر الماضي، أكملت القوات العراقية السيطرة على المناطق التي ظلت متبقية تحت سيطرة التنظيم داخل القضاء وهي أحياء العسكري والسلام والصناعة الشمالية والقلعة والمثني والطليعة والقادسية والربيع، ثم أطلقت خلال الفترة من 28 الى 31 آب/اغسطس عملية سريعة للسيطرة على ناحية العياضية شمال شرق القضاء، والتي داهمتها من ثلاثة محاور تولتها الفرقة التاسعة المدرعة والشرطة الاتحادية والفرقتين 15 و16 مشاة. وسيطرت خلال 4 أيام بدعم جوي وصاروخي مكثف على كامل مناطق الناحية ومنها العلولية والفقه وخوتيلة وكصير والصاجعة والتمارات والهارونية وتل محمد ومعسكر الكسك والوائلية، وتل واش وتل ميرام وتل مضر ومنطقة المزارع، ثم فتحت طريق الكسك – تلعفر.
إنتهت بذلك عمليات "قادمون يا تلعفر" والتي أستمرت على مدار 12 يوماً في الفترة من يوم 20 وحتى 31 آب/أغسطس، وكانت حصيلتها تأمين وتحرير كامل أحياء ومناطق القضاء التي تبلغ نحو 30 حياً ومنطقة على مساحة تصل إلى 1700 كم مربع، وقتل حوالى 800 عنصر من تنظيم داعش وأسر عشرات آخرين، وتدمير نحو 60 سيارة مفخخة وسبعة معامل تفخيخ و40 نفق وإبطال عشرات العبوات الناسفة.
كما حققت القوات المشتركة بذلك تماساً مع قوات البيشمركة الكردية شمال وشمال غرب القضاء.
الهدف التالي للقوات المشتركة سيكون مناطق قضاء الحويجة الواقع غرب كركوك، هذه المنطقة التي تضم نحو 150 قرية تتوزع بين ضفتي نهر دجلة كان قد تم أطلاق عمليات هجومية بها في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي نفذتها وحدات من قوات قيادة عمليات صلاح الدين مدعومة بالحشد العشائري، انطلاقاً من القيارة على محورين شمالي وشمالي شرقي، لكن توقفت العمليات بعد أيام عقب تحرير عدد من القرى بسبب متطلبات معركة الموصل خصوصاً في الجبهة الجنوبية "القيارة". الهدف هو تحرير المعقل الأساسي الذي ما زال به تواجد كبير للتنظيم، وشل حركته وتدمير قدراته على شن تعرضات باتجاه كركوك شرقاً والشرقاط ومكحول وحمرين وخط الإمداد بين الموصل وبغداد غرباً.
فعلياً، بدأت قوات الشرطة الاتحادية في التحشد على تخوم القضاء، وبدأت مفارز العمليات النفسية وطائرات النقل التابعة سلاح الجو العراقي في الضغط على معنويات عناصر التنظيم في الناحية وتحذيرهم من قرب النهاية.
خلال تلك الفترة، شن تنظيم داعش هجومين فاشلين أحدهما تم فيه استخدام نحو 10 سيارات ضد نقاط الحشد الشعبي على الحدود العراقية – السورية ، كما تصدت قوات الحشد لهجوم استهدف قضاء البعاج غرب الموصل، وقتلت انتحارياً في قرية أم الشبابيط، وأحبطت محاولة تسلل إلى مفرق الزوية في جبال مكحول وهي من ضمن محاولات عديدة تكررت على مدار الشهور الماضية. في بغداد نفذ التنظيم تفجيراً في منطقة جميلة، وفجرت القوات الأمنية سيارة في شارع فلسطين غربي المدينة بعد أن تم اكتشاف أنها مفخخة. كان للتنظيم هجوماً انتحارياً لافتاً حيث استهدف فيه محطة كهرباء تقع شرق سامراء وفيه اقتحم عدد من الانتحاريين المحطة بغرض تدميرها وقتل من بداخلها، لكن تمكنت القوات الأمنية من قتل أغلبهم قبل أن يفجروا أنفسهم.
تزايد بشكل ملحوظ نشاط سلاح الجو العراقي الذي شن غارات مكثفة على مدينة القائم الحدودية غرب الأنبار، ووفر دعماً حيوياً لخلية الصقور الاستخبارية التي نفذت عمليات خاصة في القضاء خلال الأيام الماضية أسفرت عن تدمير مقر في قرية سعدة وموقعين آخرين بجانب مخزن للذخيرة في حي النهضة. كما نفذت الطائرات العراقية غارة مشتركة مع مقاتلات التحالف الأميركي على رتل لداعش حاول التنقل ما بين القائم وعنه.
خلال معارك ناحية العياضية، قام عشرات من عناصر داعش بتسليم أنفسهم لقوات البيشمركة الكردية التي تسيطر على مناطق تقع شمال وشمال غرب تلعفر. بعض هؤلاء تم القبض عليهم بعد ذلك في حي الميثاق بالساحل الأيسر للموصل بعد تسللهم عائدين إلى الموصل من برطلة. هذه المعضلة ربما تضع تحديات جديدة أمام القوات المشتركة خلال الأيام القادمة في ما يتعلق بعمليات الحويجة، نظراً لقرب القضاء من مدينة كركوك. إيجاد حل لهذه المشكلة ربما سيكون هو المحدد الأساس لساعة الصفر لانطلاق العمليات.