"البحارة" ينطلقون قريباً على شاشة الميادين
"البحارة" رسوم متحرّكة تعرضها قناة الميادين تحكي ظواهر وأمراضاً اجتماعية تجري أحداثها على متن سفينة في عرض البحر ويتخلل العرض موسيقى مصاحبة تنطلق من حناجر دون أي استخدام لآلات موسيقية.
وشرح فريق العمل في "كواليس البحارة" المشروع - الفكرة وكيف تم اختيار المواضيع والطريقة التي نُفِّذت بها.
"البحارة" مشروع اجتماعي توعويّ، يستخدم طريقة الرسوم المتحركة (الأنيميشن الحديثة نسبياً) ليطرح مواضيع تتعلق بواقعنا الاجتماعي بطريقة مرحة، أحياناً يتخطى القضايا الاجتماعية ويدخل في القضايا السياسية، وأحيانا يتحدث عن الفن والثقافة.
هو عبارة عن سلسلة كليبات (فيلرز) بمميّزات عديدة ستظهر بوضوح للجمهور، مدة كل فاصل دقيقتان، في كل فاصل يتم طرح مشكلة. يَطرح حلاً أحياناً، ويكتفي بطرح القضية أحياناً أخرى، لتنبيه المشاهد بمرارة الواقع الموجود في تصرفاتنا وسلوكنا وأخلاقنا، وبالتالي مجتمعنا.
يتناول "البحارة" هذه الظواهر الاجتماعية بشكل سلس بعيداً من الوعظ والإرشاد والفوقية، ويدفع المشاهدين بفئاتهم المتنوعة إلى التفكير قليلاً في هذه الظواهر، وحتى الأمراض السائدة في أي مجتمع كان، كما يمكن ملاحظة التنوّع داخل الفواصل أيضاً من خلال تنوع الشخصيات المستخدمة.
تجربة "حنظلة" التي خاضتها قناة الميادين سابقاً، هي التي حفّزت شركة Foresight على تقديم مقترح "البحارة" للقناة، حيث يقول صادق كريميان، وهو مدير الشركة "قدّمنا عدة مقترحات لقناة الميادين. بداية لم نكن نعرف هل ستقبل قناة جادّة كـ الميادين أن تبثّ أي عمل بطريقة الرسوم المتحرّكة، لكن عندما شاهدنا عمل حنظلة على شاشة الميادين تشجّعنا وقدّمنا مقترحاتنا".
وفي هذا الإطار، يرى بن جدو أنّ تجربة "البحارة" هي مغامرة كبرى للقناة، ويقول "نحن قناة إخبارية، وخصوصاً في هذا الظرف الذي نعيشه في منطقتنا العربية حيث الحروب والفتن، الحديث عن ظواهر اجتماعية وتقديمها للمشاهد بطريقة الرسوم المتحركة هي مغامرة مهنية كبرى، ليست موجودة على بقية الشاشات الإخبارية، العربية أو حتى العالمية، ولكنها استكمال لمغامرتنا في مشروع حنظلة".
يتذكر بن جدو أيضاً تجربة "حنظلة" في معرض حديثه عن "البحارة"، معتبراً أنها كانت أيضاً "مغامرة". ويتابع "في النهاية نحن نتحدث عن فنان كبير، كان مناضلاً وفلسطينيّاً وإنسانيّاً وعروبيّاً، نحت وحفر إسمه، ناجي العلي، على صفحات الجرائد بحنظلة. نحن آنذاك غامرنا بتحريك رسومات حنظلة. هناك من ارتاح لهذا المشروع هناك من لم يرتح له. لكن تقديرنا أنّ مشروع حنظلة لقيّ من النجاحات الكبرى بحيث عرّف الأجيال الكبرى بذلك المشروع".
لماذا اختارت الميادين أن يقدم العمل بطريقة مرحة؟
شاشة الميادين الإخبارية الجدّية، هي شاشة هادفة، لديها مشروع تثقيفي ومعرفي يُعنَى بقضايا الواقع والحياة اليومية على كل الصعد. بالتالي، استخدمت وما زالت، كل الوسائل المتاحة لتحفّز عقل المشاهد على التعاطي مع واقعه بواقعية وكما هو .. لذا تغامر الميادين باستخدام وسيلة جديدة وطريقة جديدة لإيصال الفكرة، على أمل أن تصل إلى أكبر شريحة من مشاهديها.
وافقت الميادين على الفكرة بعد ما شاهدت روعة عمل هذة الفرقة. ألحان "البحارة " وكل الموسيقى هي خاصة لمشروع البحارة ومن إبداع هذه الفرقة.
هنا يؤكد بن جدو أنّ "الموسيقى المصاحبة لمشروع البحارة هي في ذاتها مشروع، هي في ذاتها إنجاز نادر. أن نقدّم فرقة لا تستخدم الأوتار مطلقاً ولا تستخدم الآلات الموسيقية هو في حد ذاتها إنجازٌ كبير".
يلفت بن جدو إلى أنه عندما نتحدث عن ظواهر اجتماعية، ليست ظواهر اجتماعية خاصة بنا نحن في العالم العربي، هي ظواهر اجتماعية تجدها في كل مجتمع. ويضيف "البحارة كما تشاهده على شاشة الميادين العربية، تستطيع أن تشاهده على أي قناة أخرى، إسبانية، إنكليزية، صينية، يابانية، روسية .. لذا هذا المشروع ينطلق من حالتنا العربية ولكنه يحاكي كل الإنسانية".