"بلا أقنعة": وجه الثورة الجزائرية الجميل
يشرح الوثائقي للمشاهدين الظروف التي أسّست للثورة وخاصةً على المستويين الفكري والشعبي، وبالتحديد الظروف الموضوعية التي أسّست للحظة الانطلاقة، انتهاءً بعملية التفاوض مع باريس ثم الاستقلال.
في وثائقي "بلا أقنعة" الذي أنتجته الميادين، سنتعرف إلى شخصيات جزائرية رأت وجه فرنسا القبيح، لكنها لم تركن إلى التطلع إليه حتى واجهته. كانت ترى وطنها الجزائر قريباً. سعت إليه، ولو تكلّفت في سبيل ذلك الدم.
وعليه، سنرى الرائد لخضر بورقعة، وهو واحد من أبناء الثورة الجزائرية (1954 -1962)، الذي يسرد لنا ما حصل على أرض الثورة. أسرار نجاحها واستمرارها.
بورقعة، وهو واحد من مجموعة شخصيات عايشت الثورة وشاركت فيها على المستويات كافة، سيشرح دور الطلاب في الثورة، وخاصة أنّ عماد الثورة كان الشباب من مواليد الفترة بين 1917 و1930.
أما عبد القادر نور، مذيع الثورة في إذاعة صوت العرب بالقاهرة والاذاعة السرية، فيحدّثنا مستذكراً أبيات شعر من تلك المرحلة، كيف روّج الجزائريون في المهجر لثورة بلادهم ضد الاستعمار.
يشرح الوثائقي للمشاهدين الظروف التي أسّست للثورة وخاصةً على المستويين الفكري والشعبي، وبالتحديد الظروف الموضوعية التي أسّست للحظة الانطلاقة، انتهاءً بعملية التفاوض مع باريس ثم الاستقلال. هذه الحيثيات سيطلعنا عليها "عميد الدبلوماسيين" صالح بلقبي، الذي خاض معركة الثورة الديبلوماسية في أروقة الهيئات الدولية، ملخّصاً دور الديبلوماسيين الجزائريين في تلك المرحلة.
استطاعت الثورة الجزائرية أن تلهم غيرها من الشعوب التي تختلف معها في اللغة، لكنّ وجه الاستعمار القبيح كان واحداً، فوحّد نضال الشعوب ضدّه. وكما كانت هذه الثورة ملهمة لغيرها من الثورات اللاحقة، فإنها كانت عند انطلاقها ومسيرتها ذات مكانة عالية عند العرب، الذين أعلنوا تضامنهم مع الجزائريين. عن هذه النقطة سيحدّثنا عمر رمضان ومحمد لحسن الزغيدي ، معرّجَين على سرّ استمرار الثورة لــ8 سنوات وكيف واجهت التحديات الكثيرة التي اعترضتها، ومنها الحلّ العسكري الذي شرع به ديغول مخلّفاً عشرات آلاف الشهداء.
حاولت باريس "فرنسة" الجزائريين بأكثر من وسيلة سواء في موطنهم الأصلي، أو من خلال التأثير في المهاجرين إليها، حتى يصلوا إلى قبول الجزائر بوصفها جزءاً من فرنسا، لكنّ ما حصل هو العكس، حيث أدّى المهاجرون دوراً مهماً في الثورة منفّذين عمليات فدائية تحت مظلة جبهة التحرير، كما يخبرنا محمد غفير الملقّب بـ"موح كليشي".
وهنا لا يمكن إغفال دور العلماء في تنمية الفكر الثوري ومساهماتهم في محاربة التجهيل ومحو الهوية. "جمعية العلماء المسلمين" كانت لها إسهامات كبيرة في الثورة الجزائرية في محاربة الفكر الاستعماري، يرويها للمشاهدين عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين.
يكشف "بلا أقنعة" بعضاً من الصور التي تقف خلف هذه الثورة، من خلال البحث عبر الصورة السينمائية واستخدام مشهدية أفلام سينمائية جزائرية وعالمية قاربت الثورة الجزائرية.
"بلا أقنعة" يُبثّ على شاشة الميادين الأحد 29 كانون الثاني/يناير2017 التاسعة مساءً بتوقيت القدس الشريف، الثامنة بتوقيت الجزائر.