وفاة الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني إثر أزمة قلبية

وفاة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والرئيس الأسبق في إيران الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني إثر أزمة قلبية، والمرشد الإيراني علي خامنئي يعزي به ويعتبره رفيق حرب ونضال وعمل، وأن خسارته صعبة جداً.

رفسنجاني توفي عن 83 عاماً
أعلن التلفزيون الإيراني وفاة الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني، أحد أبرز الوجوه السياسة في تاريخ إيران ما بعد الثورة. رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والرئيس الأسبق توفي عن عمر ناهز 83 عاماً إثر أزمة قلبية استدعت نقله إلى المستشفى لكنه ما لبث أن فارق الحياة. وأعلنت إيران الحداد ثلاثة أيام عقب وفاة رفسنجاني فيما تجمّع المواطنون أمام المستشفى الذي توفي فيه وسط انتشار أمني.

وأفاد مراسل الميادين بأن شخصيات عديدة وصلت إلى المستشفى في مقدّمها الرئيس الإيراني حسن روحاني. وعنون التلفزيون الإيراني خبر وفاة رفسنجاني بـ"رحيل رجل الظروف الصعبة.. رحيل معين الثورة والإمام والقائد" مستعرضاً محطات حياته قبل وبعد الثورة والمسؤوليات التي عهدت إليه. كما بثت أقوالاً للمرشد السيد علي خامنئي بحقه.


وقال مراسل الميادين في طهران إن المرشد الإيراني السيد علي خامنئي عزّى بوفاة رفسنجاني، معتبراً أن "خبر وفاة الشيخ رفسنجاني كان مفاجئاً"، وأضاف "رفسنجاني صديق قديم ورفيق الحرب والنضال ورفيق عمل لسنوات طويلة في عهد الجمهورية الإسلامية... خسارة رفيق السلاح والعمل بعد سنوات طويلة وصلت إلى 59 سنة صعب جداً".
وتابع خامنئي "ذكاء الشيخ هاشمي رفسنجاني ومحبته شكلّا لسنوات سنداً لرفاقه ولي على وجه الخصوص"، وقال "إن شيطنة البعض خلال السنوات الأخيرة لزرع الفرقة بيني وبين رفسنجاني لم تؤثر على محبته العميقة لي، وإن الاختلاف في وجهات النظر خلال بعض مراحل السنوات الطويلة لم يؤثر في صداقتنا ولم يوجد أي خلل".

كما فتحت السلطات الإيرانية أبواب حسينية جمران أمام جموع الإيرانيين لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان رفسنجاني، حيث يتواجد أيضاً العديد من المسؤوليين الإيرانيين الحكوميين والعسكريين.



وعقب وفاته وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية رفسنجاني بـ"العدو اللدود" لإسرائيل وبأنه كان مسؤولاً عن بناء البرنامج النووي.

صورة تجمع السيد الخميني والسيد الخامنئي والشيخ رفسنجاني
رفسنجاني، أحد الأسماء التي ارتبطت بالثورة وقائدها، من مواليد عام 1934 في رفسنجان بمقاطعة كرمان جنوب شرق إيران. درس العلوم الدينية في قم وتتلمذ على يد روح الله الخميني. كان من أشدّ المعارضين لنظام الشاه الذي اعتقله مرات عدّة قضى في إحداها ثلاث سنوات في السجن بسبب نشاطه السياسي.  


مع سقوط الشاه وانتصار الثورة بقيادة الخميني عيّن رفسنجاني في مجلس الشورى وشارك في تأسيس الحزب الجمهوري الإسلامي. وظلّ لتسع سنوات رئيساً للبرلمان متمتعاً بقاعدة شعبية واسعة ثمّ عيّن قائماً بأعمال قائد القوات المسلحة.


عام 1989 انتخب رفسنجاني رئيساً لإيران بنسبة 95% من الأصوات، ثم فاز بولاية ثانية أبقته في منصبه حتى عام 1997. ورفض مجلس صيانة الدستور عام 2013 ترشحه للانتخابات الرئاسية بسبب تقدّمه في السن، لكنّه دعم الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني. 

وفي شباط/ فبراير 2016 انتخب رفسنجاني عضواً في مجلس الخبراء. وكان يشغل قبل وفاته منصب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الموكلة إليه مهمة حلّ الخلافات بين مجلس الشورى ومجلس صيانة الدستور. 

أبرز ردود الفعل على وفاة رفسنجاني

وفور شيوع نبأ وفاة رفسنجاني بدأت المواقف الإقليمية والعالمية تتوالى على الحدث، حيث أبرق كل من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني معزيان بوفاة الشيخ رفسنجاني، وكذلك أبرق الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى نظيره الإيراني معزياً.

من جهته عزى أمين عام حزب الدعوة الإسلامية في العراق نوري المالكي المرشد الإيراني علي خامنئي بوفاة رفسنجاني، وكذلك فعل رئيس التحالف الوطني العراقي عمار الحكيم، كما عزى ممثل الأمم المتحدة في إيران غاري لويس باسم المنظمة الدولية بوفاة رفسنجاني.

كما قال رئيس الوزراء الهندي في تغريدة له على "تويتر"، "أعزي باسمي واسم مواطني الهند الشعب الإيراني بوفاة هاشمي رفسنجاني"، وكذلك عزى الرئيس التركي السابق عبد الله غل بوفاة رفسنجاني وقال "رحم الله رفسنجاني لقد تأثرت جداً بسماع خبر وفاته".

ورغم عدم وجود تصريح رسمي أميركي حتى الآن إلا أن المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية ورئيس مشروع الطاقة الإيرانية في أمريكا مارك دوبوويتز وهو من المحافظين الجدد قال في تغريدة على "تويتر"، "وفاة رفسنجاني خبر جيد، لقد توفي الأب الروحي لبرنامج إيران النووي العسكري".


اخترنا لك