اسرائيل تلجأ إلى "نور داغان" للـ"انتصار على حزب الله" !

مناورة عسكرية إسرائيلية استثنائية تحاكي حرباً مع حزب الله في لبنان، تُعتبر الأوسع منذ 19 عامًا، تحاكي حرباً عند الجبهة الشمالية مع جنوب لبنان وتستمر لعشرة أيام تحت إمرة الفيلق الشمالي الذي يضمّ كتائب قتالية عديدة.

المناورة الإسرائيلية تعتبر الأوسع منذ 19 عامًا

تتوّج "اسرائيل" قلقها في الأونة الأخيرة من تعاظم خطر حزب الله بمناورة عسكرية "استثنائية" بدأتها اليوم الثلاثاء بعد تحشيد القوات بدءًا من ظهر أمس الإثنين.

المناورة، التي تُعتبر الأوسع منذ تسعة عشر عامًا، تحاكي حرباً عند الجبهة الشمالية مع جنوب لبنان وتستمر لعشرة أيام تحت إمرة الفيلق الشمالي الذي يضمّ كتائب قتالية عديدة.

ويتضمن سيناريو المناورة تصعيدًا أمنيًا مفاجئًا تطلب على إثره القيادة العسكرية من الجيش منع تسلل عناصر من حزب الله بحرًا إلى منطقة قريبة من بلدة "شافي تسيون" قبل أن ينتقلوا إلى "جسر بنات يعقوب" ثم يهاجموا مستوطنة "غادوت" الزراعية المحاذية.

يحاكي السيناريو، الذي يشارك فيه قرابة الثلاثين ألف جندي من جميع اذرع الجيش الإسرائيلي، إخلاء مستوطنات عند الحدود مع لبنان، قبل أن يقرر المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) شنّ حرب واسعة على حزب الله.

السيناريو أعلاه يفترض مشاركة وزارة الأمن ولجنتي الأمن والخارجية في الكنيست والإستخبارات العسكرية، فضلًا عن سلاحي الجو والبحر، إذ يتم تحديد خارطة أهداف عسكرية على إمتداد الأراضي اللبنانية .

اللافت أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت قد اختار تسمية "نور داغان" للمناورة تيمنًا برئيس الموساد السابق مائير داغان الذي قاد العمليات الاسرائيلية خلف الحدود في العقد الأخير قبل اندلاع الأزمة في سوريا. كما أنّ المرة الأخيرة التي أجرى فيها الجيش الاسرائيلي مناورة مماثلة كانت في العام ثمانية وتسعين، في إطار محاكاة حرب مع سوريا تحت قيادة "داغان" آنذاك.

وتستمد المناورة أهميتها، فضلًا عن حجمها والسيناريو المعتمد، من كونها تعكس خلاصة ما توصلّت إليه المؤسستان العسكرية والأمنية الإسرائيليتين في مواجهة حزب الله، بعد أن اعتمدت في السنوات الأخيرة على نظرية "معركة بين الحروب" التي رسمت سقف التدخل الإسرائيلي سابقًا في سوريا ضد أهداف نوعية بحسب المزاعم الاسرائيلية.

وتشير التقديرات الاسرائيلية إلى أنّ حزب الله يتابع عن كثب المناورة وأنه "دخل في حالة تأهب معينة تمهيدًا لها". وفي هذا الصدد، كثفت اسرائيل في الأسابيع الأخيرة من طلعاتها الجوية التجسسية فوق جنوب لبنان والسلسلة الشرقية.

وفي الآونة الأخيرة تصاعد الحديث الإسرائيلي عن تهديد حزب الله، خاصةً مع تتالي الهزائم التي يُمنى بها تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، ومع التطور الملحوظ في دقة صواريخ حزب الله، بحسب التقارير المختلفة.

مستوى القلق الاسرائيلي يفسّر الهدف المعلن من المناورة: " الإنتصار على حزب الله" لا الحاق أضرار كبيرة به كما كان مألوفًا في مناورات سابقة.

ومع ذلك، يعترف المراقبون الاسرائيليون بأنّ ساحة الحرب الحقيقية تختلف عن سيناريوهات المناورات، خاصة و أنّ المستوى السياسي الإسرائيلي كان دائما المشكلة الرئيسية في معارك اسرائيل الأخيرة.

اخترنا لك