بمشاركة 9 دول... لقاء وزاري حول سوريا في لوزان

الاجتماع الوزاري في لوزان السويسرية المخصص لبحث الأزمة السورية ينتهي بعد سلسلة من اللقاءات الثنائية صباح السبت بين وزراء خارجية تسع دول وبمشاركة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.

لقاء وزاري في لوزان السويسرية للبحث في الأزمة السورية (أ ف ب)
انتهى في لوزان السويسرية الاجتماع الوزاري المخصص لبحث الأزمة السورية بعد سلسلة من اللقاءات الثنائية صباح السبت بين وزراء خارجية الدول التسعة المشاركة وهي الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا إضافةً إلى خمس دول عربية هي السعودية والعراق ومصر وقطر والأردن، بعد اكتمال وصول الوفود المشاركة في اجتماعات لوزان حول سوريا ويشارك فيها أيضاً المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وانتهى الاجتماع دون اتفاق واضح المعالم.

وبحسب مراسل الميادين فإنّ لقاءً ثنائياً جمع وزير الخارجية الروسي مع نظيره التركيّ، ومع نظيره الإيراني في اجتماعين منفصلين، إضافة إلى اجتماع ثنائي جمع وزيرا خارجية إيران والعراق على هامش اجتماعات لوزان، ونقل مراسلنا في لوزان عن وزير الخارجية العراقي قوله إنه " يجب القيام بمبادرة جديدة لحل الأزمة السورية".


وكان وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري عقدا في وقت سابق السبت لقاء على هامش الاجتماع، ومن المتوقّع أن يعقد كيري لقاءات ثنائية مع كل من وزراء خارجية تركيا وقطر والسعودية.

وكان قد وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى لوزان بعد أن وافقت بلاده على المشاركة عقب تمسّكها بمشاركة كلّ من مصر والعراق بحسب معلومات للميادين نت، وفي هذا السياق كشف معاون وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي أنّ ظريف شارك في اجتماع لوزان حول سوريا بعد تلبية شروط إيران.

ونقل مراسل الميادين عن علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي و السياسة الخارجية في البرلمان الإيراني قوله "إنّ إيران لم تشارك في اجتماع لوزان تحت الضغط لأنها لم ولن ولا ترضخ للضغوطات، ومشاركتها جاءت في إطار الحفاظ على أمن المنطقة ومصالح المنطقة والمقاومة/ مضيفاً "بالتأكيد لا يجب أن يتم فرض الحلول على الشعب السوري وأن يُقال فلان يجب أن يبقى و فلان يجب أن يرحل، لأن هذا يعني الديكتاتورية، بينما قواعد الديمقراطية تستوجب أن يحدد الشعب السوري مصيره بنفسه، وإن كان قراره بقاء الرئيس بشار الأسد فعلى الجميع القبول بذلك لا أن يصرّوا على ديكتاتوريتهم.


من جهتها ذكرت وكالة الأنباء السعودية أنّ وزير الخارجية عادل الجبير عقد لقاءً ثنائيًا مع دي ميستورا قبيل الاجتماع الدولي لبحث الأزمة السورية في مدينة لوزان السويسرية.


كما اجتمع وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو مع دي ميستورا وتباحثا حول إمكانية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا ووقف إطلاق النار ودعم رؤية المعارضة السورية وفق تغريدة للوزير التركي على موقع تويتر، كما أتى على ذكر اللقاء الثنائي الذي جمعه مع نظيره الروسي وقال إنّه تم التباحث في قضيتي حلب والموصل والعلاقات الثنائية بين البلدين.


ومن المقرر أن يعرض دي ميستورا مسوّدة مشروع حول سوريا وتحديداً حلب على الأعضاء المشاركين في اجتمعات لوزان، وتتضمن مسودة المشروع الذي حصلت الميادين نت على نسخة منه مجموعة بنود أبرزها عدم المس بالإدارة المحلية المستقلة الحالية في حلب وأن تكون قادرة على مواصلة العمل من دون تدخل الحكومة، والسماح ببقاء الأسلحة المناسبة للقيام بذلك بيد مجموعات المعارضة المسلحة خارج جبهة النصرة.

وقبيل الاجتماعات في لوزان أعلن وزير الخارجية الروسيّ سيرغي لافروف أنّ موسكو لا تنوي طرح مبادرات جديدة في لقاء لوزان بشأن سوريا في الاجتماع.

الوزير الروسيّ شدّد على أنّ شروط استئناف الهدنة تتمثّل بتنفيذ قرارات مجلس الأمن مشيراً الى أنّ خطوات الشركاء في الغرب ليست واضحة.

بدوره، قال المبعوث الخاصّ للرئيس الروسيّ إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف إنّ التسوية في سوريا تحتاج إلى أن تكون ضمن دائرة ضيّقة من الدول التي لها تأثير مباشر في السوريين.

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لا تتوقّع خرقاً في اجتماع لوزان بشأن الازمة السورية. وأبدى المتحدث باسم الخارجية مارك تونر رغبة بلاده في مشاركة إيران في المباحثات، قائلاً إنّ واشنطن تسعى إلى تفعيل الجهود المشتركة بشأن سوريا. 

وكان الرئيس الأميركيّ باراك أوباما شدد خلال اجتماعه إلى كبار مستشاريه في مجلس الأمن القوميّ الاميركيّ على ضرورة الاستمرار في محادثات متعددة الاطراف "لوقف الاعمال العدائية والتوصل الى حلّ دبلوماسيّ لإنهاء الأزمة السورية"، في  خطوة عدّها البعض رسالة طمأنة غير مباشرة لمؤتمر لوزان من أجل تعزيز فرص الحلّ الدبلوماسيّ.

مشاركة مصر

اجتماع لوزان ينطلق بمشاركة تسع دول إلى جانب المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا
وحتى ساعة متأخرة من مساء الجمعة كانت قائمة المشاركين في اجتماع لوزان حول سوريا تقتصر على روسيا والولايات المتحدة وكل من تركيا وقطر والسعودية، قبل أن تعلن إيران قبولها المشاركة وتوجه وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى المدينة السويسرية.

لكن طهران لم تكن وحدها التي انضمت إلى المشاركين، أصرّت على مشاركة العراق الذي أوفد وزير خارجيته، ومصر التي شكل حضورها حدثاً توقف عنده المراقبون والمحللون على ضفتي الأزمة السورية، بين مرحب بدور مصري فاعل ينسجم مع التقارب مع موسكو خصوصاً بعد تصويتها لمصلحة مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن أخيراً، وآخر متوجس من انتقال مصر إلى المعسكر الآخر في ظل التوتر المتصاعد مع السعودية وآخر تجلياته وقف شركة أرامكو السعودية شحنات النفط إلى مصر، علماً أن السيسي رفض ربط الأمر بموقف بلاده في مجلس الأمن لكنه في الوقت نفسه لم يوضح أسباب القرار السعودي. في ظل هذا الأجواء وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى لوزان. 

  

يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بورسعيد المصرية جمال زهران إن مشاركة مصر أمر إيجابي بعد موقفها الواضح في مجلس الأمن، معتبراً أنها أصبحت طرفاً في إدارة الأزمة خلافاً لما تريده لها الولايات المتحدة.

ورأى في اتصال مع الميادين أن صعود الدور المصري سيفيد الأزمة السورية على نحو كبير لافتاً إلى الفجوة بين القاهرة من جهة والرياض وبعض دول الخليج من جهة ثانية. وقال زهران "إن مصر باتت تعمل بعيداً عن الضغوط الإقليمية" متوقعاً تصاعد دورها في المقبل من الأيام.

ولم يستبعد زهران وجود تنسيق بين القاهرة وطهران من تحت الطاولة أو على نحو غير مباشر من خلال روسيا، كما نقل عن مسؤولين ودبلوماسيين مصريين وجود اتصالات على مستويات عالية بين مصر وايران وأن المرحلة المقبلة ستشهد تحولات، مشيراً إلى أنه "لا يمكن للقاهرة لعب دور إقليمي والعلاقة مع إيران مقطوعة".

اخترنا لك