ما هي خطة دي ميستورا في شرق حلب؟

مراسل الميادين في جنيف يحصل على معلومات خاصة، تفيد أن العرض الذي تقدم به دي ميستورا حول حلب جاء نتيجة نقاشات مستمرة بمشاركة روسية - أميركية، وأن اقتصار طرح دي ميستورا على 900 من مقاتلي "جبهة النصرة" يهدف لإيجاد مخرج يرضي الاميركيين ولا يحرج الروس.

دي ميستورا: أقول لمسلحي النصرة إنهم إذا أرادوا مغادرة شرق حلب فإنني مستعد لمرافقتهم إلى منطقة أخرى
حصلت الميادين على معلومات خاصة تفيد بأن العرض الذي تقدم به المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي مستورا، حول إخراج مسلحي "جبهة النصرة" من شرق حلب، لم يأت بمبادرة مباشرة منه.

وبحسب مراسل الميادين في جنيف موسى عاصي، فإن هناك نقاشات تجري بشكل جدي حول الموضوع منذ أيام عدة، وهذه المحادثات يشارك فيها عدد من الدول بمن فيها الطرفين الروسي والأميركي، رغم إعلان تعليق التعاون بينهما بالملف السوري.

وقالت أوساط دولية تتابع هذه المشاورات إن الهدف من اقتصار طرح دي مستورا على 900 مقاتل من جبهة النصرة، علماً أنه كان قد تحدث منذ أيام قليلة في مجلس الامن عن وجود 50% من المقاتلين في شرق حلب ينتمون إلى "النصرة"، الهدف هو إيجاد مخرج لا يحرج الروس ويرضي الأميركيين، "لأن الثقل العسكري للنصرة لن يخرج من المدينة".

ووفق مراسلنا فإن هذه الاوساط ربطت ذلك بتركيز دي مستورا على مسألة تسلم الإدارة المحلية في حلب، وهي الهيئة التي تضم قادة المجموعات المسلحة هناك، وعلى إصرار المبعوث الاممي وقف الغارات الجوية والقصف "بمجرد خروج مقاتلي النصرة"، أي أن السيطرة العسكرية في المدينة ستبقى على حالها مع فتح المعابر لادخال المساعدات وإدارة شؤون المدينة من قبل الإدارة المحلية.

لكن هذه الأوساط، التي أكدت أن الطرفين الروسي والأميركي موافقان على هذا الطرح، رأت أن حظوظ نجاح هذا الاقتراح قليلة جداً و"علينا مراقبة ردود أفعال أطراف أخرى ودول أخرى كالسعودية"، بحسب ما نقل مراسلنا.

وكان دي ميستورا قد قال إنّ تعليق واشنطن وموسكو المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في سوريا يُعدّ انتكاسة لهذه القضية، مشيراً إلى أنّ ذلك لن يؤثر على عمل مجموعة دعم سوريا، وأنّ اجتماعاً سيُعقد في وقت لاحق الخميس سيتم خلاله درس مسألة وقف الأعمال العدائية.

وأكّد دي ميستورا أنه لا أحد يستطيع أن ينفي بأنّ هناك حالة طارئة في حلب الشرقية، معتبراً أنّ وجود مئات المسلّحين من النصرة في حلب الشرقية لا يبرر الهجوم على هذه المنطقة التي يتواجد فيها أكثر من مئتي ألف مدني، مشيراً إلى " أننا قد نكون أمام راوندا جديدة في حال استمرار القصف في حلب".

ولفت دي ميستورا إلى أنّ هناك 8 آلاف مسلّح في حلب الشرقية، كما تخوّف من تدمير المدينة القديمة في حلب خلال شهرين إذا استمرّت المعارك العسكرية، مضيفاً "أقول لمسلحي النصرة إنهم إذا أرادوا مغادرة شرق حلب فإنني مستعد لمرافقتهم إلى منطقة أخرى".

وأشار المبعوث الأممي إلى سوريا إلى أنّ الأمم المتحدة قررت ضرورة استمرار إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية، مذكّراً بأن لا مجال لانتصار عسكري في سوريا.

وتعليقاً على مبادرة دي ميستورا حول إخراج مسلحي جبهة النصرة من شرق حلب، قال نئاب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف "إننا نؤيد مقترح ستافان دي ميستورا حول إخراج النصرة من حلب".

اخترنا لك