اغتيال الكاتب والناشط السياسي الأردني ناهض حتر

اغتيال الكاتب والناشط السياسي الأردني ناهض حتر أمام قصر العدل في العاصمة الأردنية عمّان وإلقاء القبض على الجاني.

أعلنت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" اغتيال الناشط السياسي والكاتب الأردني ناهض حتر عند مدخل قصر العدل في العاصمة عمّان، مضيفة أنه تم إلقاء القبض على الجاني. ونقلت الوكالة عن مصدر أمني أن حتر أصيب بثلاث رصاصات تسببت بمقتله. 

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمشاهد قالوا إنها من مكان حادثة إطلاق النار التي لم تتضح ملابساتها، علماً أن حتر كان متوجهاً لحضور جلسة الاستماع حول التهمة التي وجهها له الإدعاء العام بالإساءة إلى الذات الإلهية. 
الكاتب الأردني ضرغام هلسا قال للميادين "إن حتر كان ملتزماً بالذهاب إلى المحكمة والاستماع إلى ما يقوله القضاء في هذه القضية" مشيراً إلى أن قاتل حتر "كان متواجداً منذ الساعة الثامنة إلا ربع أمام باب قصر العدل وعند دخول حتر ومحاميه وبعض أصدقائه لحق به وأطلق عليه أربع رصاصات في رأسه". ونفى هلسا أن يكون القاتل قد قدم من الخارج لافتاً إلى أنه "ذو توجه سلفي من أحد أحياء عمّان الشعبية" وأنه "خطط لجريمته بشكل مسبق".  
في غضون ذلك أعلنت عائلة حتّر الذي ينتمي إلى مدينة السلط أنها لن تتسلّم جثمانه قبل أن تتم ملاحقة القتلة ومعاقبتهم. 

وقالت جريدة "الغد" الأردني إنها حصلت على معلومات تفيد بأن قاتل حتر دخل إلى الأردن السبت ملمّحة إلى أن أوصافه تدلّ على أنه "متطرف". 
وكانت السلطات الأردنية أفرجت عن حتر  في الثامن من أيلول/ سبتمبر الجاري بعد توقيفه لمدة شهر بتهمة "المسّ بالذات الإلهية" على خلفية رسم كاريكاتوري نشره على صفحته على "فايسبوك"، حيث تلقى تهديدات بالقتل داخل السجن. 
الكاتب السياسي علي حتر رأى أن اغتيال ناهض حتر "يقع ضمن نطاق اغتيال المنطقة الذي يخطط له إسرائيلياً وسعودياً وأميركياً" لافتاً إلى ما كان يحمله الكاتب الراحل من فكر قومي ومواقفه المدافعة عن سوريا والرافضة للتطبيع ومعاهدة وادي عربة بين إسرائيل والأردن.

واستغرب الكاتب الأردني في اتصال مع الميادين كيف نفذ الاغتيال على مرأى من الشرطة بطلقات عدة، محذراً في الوقت نفسه من استغلال اغتيال حتر والانجرار نحو الفتنة في الأردن.  

 

وعرف عن حتر الصحفي المتخصص في شؤون المشرق العربي تأييده للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي ودعمه للحرب على التيارات التكفيرية. بين عامي 1984 و2015 انتظم بكتابة زوايا تحليلية، يومية وشبه يومية، في الصحافة الأردنية واللبنانية آخرها في صحيفة "الأخبار" اللبنانية. 

كما كتب في الميادين نت وله مقالات عدة آخرها في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 وتناول فيها دوافع إسقاط تركيا لطائرة السوخوي الروسية. أما آخر مقابلاته عبر الميادين فكانت ضمن برنامج آخر طبعة في حزيران/ يونيو الماضي.

وللكاتب الأردني إسهامات عدة في نقد الفكر السياسي الاجتماعي وأصدر 15 كتاباً في مجالات اهتمامه، أبرزها "دراسات في فلسفة حركة التحرر الوطني" و"الخاسرون" و"ربيع زائف". 

ردود فعل: الاغتيال جريمة نكراء الإسلام بريء منها

وفي ردود الفعل الرسمية استنكرت الحكومة الأردنية على لسان الناطق باسمها ما وصفتها بالجريمة النكراء المتمثلة باغتيال الكاتب والسياسي ناهض حتر. الناطق باسم الحكومة الاردنية ووزير الإعلام محمد المومني أكد أن الحكومة ستضرب بيد من حديد كل من يستغل هذه الجريمة لبث خطاب الكراهية.

ودان المومني "الجريمة النكراء التي ذهب ضحيّتها ناهض حتّر" معرباً عن الثقة بالقضاء والأجهزة الأمنية في "متابعة ومحاسبة من اقترفها". وأكد مومني أن اليد التي امتدت الى حتر "ستلقى القصاص العادل حتّى تكون عبرة لكلّ من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة الغادرة". بدوره دان النائب الأردني السابق ليث شبيلات اغتيال حتر كما دان على نحو أكبر "كل التعليقات التي تبدي سرورها بهذا الاغتيال". 

مجلس الاعيان في الاردن دان بدوره بشدة اغتيال حتر، وطالب الجميع بالحفاظ على النسيج الاجتماعي وبالوقوف ضد مثيري الفتنة.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة رأت في اغتيال حتر جريمة ضد كل صاحب رأي حر وضد المقاومة الفلسطينية.

رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطالله حنا رأى في اغتيال حتر استهدافاً للمدافعين عن عدالة القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية.

رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان قال ان جريمة اغتيال حتر لا تخدم إلا الكيان الصهيوني وتمثل استهدافا لرافضي كل أشكال التطبيع مع اسرائيل.

واستنكرت دائرة الافتاء الأردنية في بيان صدر عنها، مقتل حتر، مؤكدةً أن "الدين الإسلامي بريء من هذه الجريمة البشعة، ويمنع الاعتداء على النفس الإنسانية لأنه دين الرحمة والعدل والتسامح". 

وتعليقاً على الجريمة أصدر حزب الله بياناً دان فيه اغتيال حتر الذي وصفه بـ"المناضل الكبير في مواجهة العدوّ الصهيونيّ"، مؤكداً أنّه كان "مدافعاً عن محور المقاومة وصوتاً شجاعاً في مناهضة حركة التكفير". 

واعتبر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع اغتيال حتر "جريمة شنيعة تستهدف كل المقاومين للتطبيع مع الاحتلال". فيما دان حزب التيّار الشعبي التونسيّ بشدّة "اغتيال المناضل السياسي اليساري الأردني وصوت المقاومة ناهض حتر". ومن جهته دعا حزب الوطنيين الديمقراطيين الموّحد السلطات الأردنية الى فتح تحقيق عاجل وإيقاف الجناة، واصفاً في بيان له اغتيال حتّر بـ"الجريمة الجبانة".

 

اخترنا لك