إغلاق التحقيق مع كلينتون في قضية بريدها الإلكتروني

وزارة العدل الأميركية تغلق ملف التحقيق مع هيلاري كلينتون في قضية استخدامها خادماً خاصاً لبريدها الإلكتروني، وترامب يشكك في أجوبتها إلى الــ "أف بي آي".

الجمهوريون اتهموا رئيس الأف بي آي بالادلاء بمعلومات غير متماسكة
حرّك مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي الجدل حول استخدام هيلاري كلينتون خادماً خاصاً لبريدها الإلكتروني حين كانت وزيرة للخارجية، حيث نشر ملاحظات التحقيق الذي أجراه معها حول هذه القضية، ما حمل خصمها الجمهوري دونالد ترامب على شن هجوم جديد عليها.

وأظهرت الصفحات الـ 58 التي تستعيد وقائع جلسات الاستجواب التي خضعت لها كلينتون بشأن هذه القضية، وقد حجبت منها 14 بصورة تامة لتضمنها معلومات حساسة، أن الــ  "أف بي آي" لم يجد أي دليل يثبت تعرض بريد كلينتون الإلكتروني للإختراق، ولو أنه لم يكن من الممكن له استبعاد هذا الاحتمال كلّياً، لعدم تمكنه من استعادة بعض الهواتف النقالة التي استخدمتها.

واستخدمت كلينتون خادماً خاصاً وبريداً الكترونياً خاصاً حين كانت على رأس الدبلوماسية الأميركية، بالرغم من حساسية الملفات التي كانت تتعامل معها.

وينقل التقرير عن الوزيرة السابقة قولها للمحققين إنها كانت تثق بأن محادثيها لن يقعوا في خطأ أن يرسلوا إليها معلومات سرية أو حساسة عبر بريدها الخاص. كما أقرّت كلينتون خلال التحقيق معها بأنها لم تكن تعلم أن الوسم "س" الذي كان يظهر على بعض الوثائق كان يعني أن هذه الوثيقة "سرية".

وتفيد الملاحظات بأن هيلاري كلينتون "أكدت أنها لم تتلق من وزارة الخارجية أي توجيهات أو إرشادات بشأن حفظ أو حماية بيانات حين كانت تستعد لمغادرة منصبها كوزيرة للخارجية في 2013".

كما تذكر الوثائق أن "كلينتون تعرّضت في كانون الأول/ديسمبر 2012 لارتجاج دماغي وكانت تعاني قرابة عيد رأس السنة من جلطة دموية في الدماغ. وتبعاً لتعليمات أطبائها، لم يكن بإمكانها العمل في وزارة الخارجية سوى بضع ساعات يومياً، ولم تتمكن من أن تتذكر كل جلسات الإحاطة التي كانت تحضرها".

ورد فريق حملة دونالد ترامب في بيان قائلاً "هيلاري كلينتون مرشحة لمنصب يبدأ كل يوم فيه بإحاطة فائقة السرية، والملاحظات حول مقابلتها مع الأف بي آي تؤكد سوء تقديرها الرهيب وعدم نزتاهتها".

ورأى جيسون ميلر أحد المتحدثين باسم ترامب أن كلينتون "عرّضت أمننا القومي للخطر".

أما المرشح نفسه، فاعتبر أن أجوبة منافسته للأف بي آي "تتحدى المنطق".

وانضم رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين إلى السجال، فرأى أن ملاحظات الأف بي آي "تثبت تعاطي هيلاري كلينتون المتهور والشديد الخطورة مع بيانات مصنفة سرية".

وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ريتشارد بور إن "هذه الملاحظات تثبت علناً أن هذه الرسائل الإلكترونية كانت تحتوي على معلومات مصنفة سرّية، وأن الذين كانوا يرسلونها كانوا على علمٍ بذلك".

في المقابل، أعربت قيادة حملة كلينتون عن "ارتياحها"، مؤكدة أن ملاحظات الأف بي آي تؤكد صحة نتائج التحقيق.

وأوصت الشرطة الفدرالية في مطلع تموز/يوليو بعدم توجيه أي اتهام إلى كلينتون في القضية، غير أنها استخلصت أن وزيرة الخارجية السابقة اثبتت عن "إهمال كبير" باعتمادها خادماً خاصاً أقيم في منزلها.

وعلى إثر ذلك قررت وزيرة العدل لوريتا لينش طي التحقيق بدون بدء ملاحقات.
وأثار هذا القرار غضب الجمهوريين الذين اتهموا رئيس الأف بي آي جيمس كومي بالادلاء بمعلومات غير متماسكة، وطالبوا بمعرفة تفاصيل التحقيقات الفدرالية حول كلينتون التي استمرت عاماً.


اخترنا لك