أغلال العار
في اليوم العالمي لإحياء ذكرى تجارة الرقيق وإلغائها تشير المنظمات الحقوقية الدولية إلى أن العبودية ما زالت مستمرة تحت مسمى "العبودية المعاصرة" فيما يقبع نحو 45.8 ملايين إنسان تحت وطأة هذا الاستغلال الذي يشكل وصمة عار على جبين البشرية.
Hatashil Masha Kathish one of the last slaves freed by the British in the 1870s #SlaveryRemembranceDay pic.twitter.com/VUIh58lzcD
— Hull Museums (@Hull_Museums) August 23, 2016
العبودية المعاصرة
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن هؤلاء الناس مستعبدون عن طريق تهريب البشر، والعمالة الإجبارية، والارتباط بالديون، والزواج القسري، والاستغلال الجنسي التجاري. العبودية المعاصرة، هي خير مثال على الوحشية الممارسة من قبل أفراد على مجموعات تخضع لأرباب عملها بسبب ظروف الحياة الاقتصادية والاجتماعية الصعبة. في بنغلادش، قضى 1138 عاملا تحت الارض أثناء تأدية عملهم بعد انهيار مبنى "رنا بلازا" عام 2013. أجبر أصحاب المصانع العمّال على الدخول إلى المبنى ذي الطبقات الثماني رغم إنذارات رسمية حذّرت من وجود تشققات بارزة فيه، ونبّهت من خطر انهياره قبل يوم من الحادثة. هذه الحادثة ليست الاولى ولن تكون الأخيرة. فعلى الرغم من اقرار الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي ينصّ في مادته الرابعة أنّه "لا يجوز استرقاق أحد أو استعباد اي شخص، ويحظر الاسترقاق والإتجار بالرقيق بجميع صورهما"، لا نزال نرى اليوم انتهاكات أساسية لحقوق الانسان تمارس بأشكال مختلفة. تعريف الأمم المتحدة للاستعباد يشمل "جميع الأفعال التي ينطوي عليها أسر شخص ما أو احتجازه أو التخلي عنه للغير بقصد تحويله الى رقيق، وجميع الأفعال التي تنطوي عليها احتجاز رقيق بغية بيعه أو مبادلته وجميع أفعال التخلي، بيعاُ أو مبادلة عن رقيق تم احتجازه عن قصد بيعه أو مبادلته". لكن هذا التعريف لا يشمل الاستعباد المعاصر. وبحسب منظمة العمل الدولية فإن 21 مليون شخص هم ضحايا العمل القسري في جميع أنحاء العالم. وجاء في الدراسة، أنّ منطقة آسيا والمحيط الهادئ تضم العدد الأكبر من الأعمال بالسخرة. كما أنّ اتفاقية عام 1965 الملحقة باتفاقية الغاء العبودية، التي تشمل تصرفات شبيهة بالرق مثل الإجبار على الدعارة أو الاتجار بالبشر، لم تشكّل رادعا للحد من العبودية المعاصرة في العالم. وعلى الرغم من الغاء العبودية رسمياً في موريتانيا عام 1981 الاّ أنّ الممارسات المرتبطة بها لا تزال موجودة. ليس بعيداً من العبودية المعاصرة، ما زالت أفريقيا من أكثر المناطق التي تتعرض للاستغلال بعدما عانت على مدى قرون من الاستبعاد. ثروات دول عديدة في هذه القارة لم تكن يوما ملكاُ لشعوبها، إلا بالنذر اليسير. وكانت صحيفة "ديلي تلغراف" الأميركية تناولت عام 2013 تقريراً للأمم المتحدة يظهر أنّ أكثر من نصف عدد أطفال جنوب أفريقيا يعانون من الفقر المدقع. الدراسات تشير إلى أنّ أقل من 20% من البشر يستحوذون على أكثر من 80% من الناتج العالمي. مؤسسة "كريدي سويس" نشرت تقريرا تطرق الى الزيادة الهائلة في عدم المساواة في العالم وتدهور أوضاع الطبقة الوسطى في مختلف الدول لصالح الطبقة الغنية جدا، وكشفت أن نصف الثروة في العالم تتركز في يد 1 في المئة فقط من سكانه.
Here's what happened and why at the #SlaveryRemembranceDay walk in Liverpool #srdliverpool @BreakyWakey_Ben pic.twitter.com/ODP8258DHY
— Tom Belger (@tom_belger) August 23, 2016
Today is #SlaveryRemembranceDay pic.twitter.com/UaViGHwFAH
— HOPE not hate (@hopenothate) August 23, 2016