"الريجيم" شرط لاستمرار بعض المذيعات في التلفزيون المصري

مذيعات مصريات في التلفزيون المصري يتعرّضن للإيقاف عن العمل لمدة شهر كي يخفضن وزنهن.

بدانة المقدمة أوبرا وينفري لم تمنعها من أن تكون من الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم
أصدرت صفاء حجازي رئيسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون في مصر أخيراً، قراراً بإيقاف 8 مذيعات عن العمل لمدة شهر، لحين القيام بـ”ريجيم” من أجل الظهور على الشاشة بمظهر لائق مرة أخرى، وهددت بمنعهن من العمل التلفزيوني نهائياً، إذا انتهت المهلة المحددة دون الوصول إلى نتائج إيجابية في خفض الوزن.

ومنذ الإعلان عن قرار الإيقاف، لم يتوقّف الجدل الحقوقي والإعلامي في مصر، حيث وصفت منظمات نسائية القرار بأنه "يمثل مزيداً من التمييز ضد المرأة، فلم يسبق لأيّ رجل أن تعرّض لمضايقات بسبب زيادة وزنه".

ويأتي استبعاد المذيعات الثمانية ضمن حملة واسعة للتخلص من البدانة عند السيدات العاملات في اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ولا يقتصر الأمر على زيادة الوزن فقط، بل يشمل بروز أجزاء من الجسم بشكل يشي ببدانته مثل الأكتاف العريضة، حيث تلقت بعض المذيعات لفت نظر (وهي أقل عقوبة في القانون) بسبب بدانة الجزء السفلي من أجسادهنّ.

وما أثار المزيد من الغضب داخل المنظمات النسائية، أنه تم نشر أسماء وصور المذيعات اللواتي جرى وقفهنّ عن العمل، ما يرخي بظلال سلبية على حياتهن الشخصية والعائلية، ويجعلهن مادة للسخرية بسبب زيادة الوزن وعدم الصلاحية للعمل التلفزيوني.

وكانت صاحبة القرار صفاء حجازي، تعرضت بنفسها لقرار مشابه في عام 2007، ومُنعت من الظهور بسبب قرار من قطاع الأخبار بمنع المذيعات صاحبات الوزن الزائد من الظهور لتقديم نشرات الأخبار الرئيسية، بعد أن عملت 17 عاماً ضمن فريق المقدمين الرئيسيين لنشرات الأخبار.

وترى منى مصطفى، عضو الاتحاد النوعي للنساء في مصر، أن القرار يعكس "التمييز الشديد" ضد المرأة، والكارثة أنه جاء من "امرأة" وليس من رجل، ومشكلة المجتمع المصري أنه يقيّم المرأة بجسدها وملابسها وشكلها، وليس من خلال عقلها وخبرتها، ما يجعلها تخسر كل معركة قائمة على المهنية والكفاءة. 

واستشهدت مصطفى بالإعلامية السمراء أوبرا وينفري، مقدمة البرامج الأميركية الشهيرة، بأنه "لا يمكن في مجتمع مثل مصر أن تظهر هذه المذيعة المتألقة على الشاشة، لكن هناك انفتاحاً تجاه المرأة لا يعتمد التقييم فيه على الشكل أو الوزن، بقدر ما يجرى الاختيار بناء على المهارات والخبرة والكفاءة .. لذلك وينفري ناجحة للغاية".

ورأت إحدى المذيعات اللواتي تعرّضن للوقف عن العمل بسبب زيادة الوزن، طلبت عدم نشر إسمها، أن القرار ضد حقوق الإنسان، بيد أن هناك مذيعين رجالاً في التلفزيون يتمتعون بأوزان مضاعفة، ولا يستطيع أحد الاقتراب منهم وكأن البدانة تهمة للنساء فقط.

من جانبها، قالت نادية خليل، أستاذة الإعلام بالمعهد العالي للإعلام في القاهرة، إن "زيادة الوزن بشكل لافت ليست حرية شخصية، ومهنة المذيع تحتاج مواصفات محددة، ويتطلب أن يظهر الإعلامي بشكل لائق، وهذه قواعد لا بدّ من اتّباعها، فارتداء الملابس المثيرة واللافتة والمريبة ليس حرية شخصية للمذيعة، فهناك اشتراطات محددة لهذه المهنة".

اخترنا لك