عملية نوعية تشلّ هجوم المسلحين في حلب

الجيش السوري والحلفاء يشنون هجوماً نوعيّاً في ريف حلب الجنوبي ينجحون من خلاله بإفشال هجوم كان يخطط له المسلّحون الأربعاء، فيما تشير التوقعات إلى معركة مفصلية ستشهدها الأيام القادمة يجري إعداد آلاف المقاتلين من الطرفين لخوضها.

معركة مفصلية في حلب يُتوقّع أن تشهدها الأيام المقبلة.
أعاد الجيش السوري وحلفاؤه إغلاق الثغرة التي كان جيش الفتح فتحها في الراموسة جنوب غرب حلب بشكل شبه تام.

وفي هذا الإطار، يؤكد مراسل الميادين رضا باشا أنّ الثغرة مغلقة في أكثر الأوقات بشكل شبه كامل، ولكن تبقى إمكانية المرور من خلالها في أوقات قليلة.

يشير الخبير العسكري إلياس فرحات في حديث مع "الميادين نت"، إلى أنه بعد إحكام الجيش السوري وحلفائه الحصار على أحياء حلب الشرقية منتصف الشهر الماضي، قامت الفصائل المسلحة المنضوية تحت "جيش الفتح" وبقية الفصائل المسلحة المتواجدة في حلب بإعلان معركة "ملحمة حلب الكبرى"، بهدف كسر الطوق المفروض على الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون في المدينة، حيث استقدمت الفصائل عدداً من الآليات المفخخة وعدد كبير ممن يسمون بـ "الإنغماسيين"، وتمكنوا بعد أسبوع من المعارك من فتح ثغرة بعرض 900 متر وطول 1500 متر عند حي الراموسة تحديداً.

يؤكد فرحات أنه "لا أحد يستطيع القول بأنّ الحصار قد تم فكّه عن حلب؛ فبعد النجاح بفتح هذه الثغرة، أعاد الجيش السوري والحلفاء إغلاقها بالكثافة النارية، ليصبح أكثر ما يمكن للمسلحين القيام به هو عمليات تسلل إفرادية لا أكثر، ولا إمكانية لإدخال مجموعات عسكرية أو آليات".

ويعمد الجيش السوري اليوم إلى قصف خطوط الإمداد الخلفية للمسلحين، وتحديداً في بلدات خلصة وخان طومان وسراقب في ريفي حلب وإدلب.

 

وفي معلومات للميادين، فإنّ مجموعة مؤلفة من عناصر من الجيش السوري وأخرى من المقاومة، قامت بعملية "تسلل نوعية للغاية" أمس الأربعاء، وألحقت خسائر كبيرة في صفوف النسق الأمامي للمسلحين، وأحبطت أي هجوم كان محتملاً للمسلحين.

تؤكد غرفة عمليات "جيش الفتح" هذه المعطيات فتقول إنّ الجيش السوري وحلفاءه انتقلوا خلال اليومين الماضيين من الدفاع إلى الهجوم.

كذلك تابع الطيران استهداف الجبهة الجنوبية والغربية للمدينة، وجرى قصف كل من الراموسة والكلية الفنية الجوية، وكلية المدفعية، وكلية التسليح، والشرفة، والراشدين 4، المنصورة، خان طومان، جمعية الزهراء وضهرة عبد ربه. بالإضافة إلى قصف طال خطوط إمداد المسلحين من ريف حلب الشمالي الغربي المتصل مع ريف إدلب الشمالي، تحديداً بلدات معرة الأرتيق، كفر حمرا، عندان وحريتان.

وبحسب مراسل الميادين، فإنّ المسلحين حاولوا أيضاً إشعال الجبهة الغربية للمدينة مساء الأربعاء، ولكن هذه المرة بدل الدخول من منطقة "غابة الأسد"، حاولوا الدخول من الراشدين4 باتجاه 1070 شقة، حيث أرادوا التقدم من هناك باتجاه جمعية تشرين القريبة من حي الحمدانية.

ويتابع مراسل الميادين "دخلت سيارة مفخخة ففجرها الجيش، لتبدأ معارك قوية بين الطرفين استمرّت حتى منتصف الليل.

بالتزامن مع القصف والمعارك في الراشدين و" 1070شقة" عمد المسلحون إلى قصف الأحياء السكنية في حلب، وتحديداً حي الحمدانية واحد وإثنين وثلاثة وأربعة، بالصواريخ وقذائف الهاون، ما أدى لاستشهاد 16 مدنياً وجرح 45.

بالمقابل، شنّ الجيش السوري غارات مكثفة على الجبهة الجنوبية الغربية والجبهة الغربية.

وقبل بدء الهجوم الذي خططت له المجموعات المسلحة، نفذ الجيش السوري ضربته الإستباقية، أولاً من خلال قصف تجمع المسلحين في غابة الأسد، ومن ثم الهجوم على المجموعات المسلحة عند الساعة التاسعة والنصف مساءً، أي قبل بنصف الساعة من الموعد الذي حدده عبد الله المحيسني عند العاشرة مساءً، مما أدى لإرباك المسلحين وشلّ عمليتهم العسكرية المقررة.

وفي تحوّلٍ نوعيٍّ في الزمان والمكان، أعلن الإعلام الحربي عن قيام المقاومة باستخدام طائرات دون طيار، إنتقلت من مرحلة الإستطلاع إلى مرحلة الإستهداف. ويبدو أنّ الأمر ليس مجرد تطور عسكري يخصّ ما يدور في حلب، بل لعلّ فيه رسالة إلى أكثر من جهة.

وقبل أيّام، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ السعودية اشترت أسلحة نوعية ومضادات للمروحيات من دون أوروبا الشرقية وسلمتها للمسلحين في سوريا، كما أنّه تم إسقاط مروحية روسية مؤخراً في إدلب بصاروخ مضاد من المسلّحين، ويبدو أنّ السلاح الذي أسقط المروحية هو فعلاً قادمٌ من أوروبا الشرقية بعد أن اشترته السعودية. من هنا يظهر الإعلان عن طائرات من دون طيار القاذفة الصغيرة من قبل الإعلام الحربي مقصوداً في هذا التوقيت بالذات. وفي فيديوهات على يوتيوب، تظهر مشاهد عديدة لاستقدام أعداد كبيرة من المقاتلين إلى جبهات حلب، كما ظهر المحيسني من داخل حلب بحسب ما قالت أوساط الجماعات المسلحة، وهو يحرّض الشباب على القتال "كي لا تكون حلب زبداني أخرى" بحسب تعبيره.   وبحسب العميد فرحات، فإنّ الرّوس لديهم معلومات عن حشد جيش الفتح 7 آلاف مقاتل لفكّ الحصار عن حلب الشرقية وتحصين طريق الإمداد إليها، كما يقول السعودي عبد الله المحيسني أنّ ألفاً من الإنغماسيين باتوا مستعدّين لمعركة حلب القادمة. ويرى فرحات أنّ "معركة كبيرة ستدور في الأيام المقبلة على مشارف حلب، وإذا ما فشل جيش الفتح بتحقيق نصر فيها، فسيصبح بحكم المنتهي، ذلك أنّه زج بأهم قيادييه وألويته من التركستان والأويغور الذين يتدرّبون في تركيا ويخضعون لغرفة عمليات الـ MOM التي يديرها ضباط من حلف شمال الأطلسي وضباط خليجيون".

اخترنا لك