داعش يحيل معلماً أثرياً آشورياً في سوريا إلى خراب

يد الإرهاب تطال موقع تل عجاجة الأثري الآشوري شمال شرق سوريا ، وأكثر من 40 في المئة من تل عجاجة يتعرض للهدم والجرف على يدّ مسلحي داعش.

موقع أثري آشوري ضحية جديدة لداعش في سوريا
نجح المقاتلون الأكراد في طرد داعش من الجزء الأكبر من محافظة الحسكة الغنية بمعالمها الأثرية، حيث يقع تل عجاجة.

ويُعدّ تل عجاجة أحد أهم المواقع التاريخية الآشورية في شمال شرق سوريا، لكنه كما سواه من الآثار القيّمة، طالته يد الإرهابيين فعاثوا فيه خراباً ودمّروا تماثيل وكتابات مسماريّة يعود عمرها الى آلاف السنين.

وتعرّض هذا الموقع الذي يقع على تلة تبعد حوالى خمسين كيلومتراً عن الحدود العراقية، لخراب كبير فضلاً عن أعمال سرقة ونهب. 

وعاين مراسل لوكالة فرانس برس خلال زيارته هذا المعلم أنفاقا حُفرت فيه ويصل طولها الى نحو 20 مترا في وقت تناثرت تحف أثرية مدمرة في كافة أنحائه.

منذ اكتشاف موقع تل عجاجة في القرن التاسع عشر، نُقلت العديد من آثاره إلى المتاحف السورية وأخرى خارج البلاد، فيما وضع المسلحون إضافة الى مهرّبين محليين يدهم على ما تبقى من آثار كانت لا تزال في موقعها.

ويروي سكان قرية عجاجة القريبة، كيف تمّت عمليات التنقيب عن الآثار المتبقية بطرق عشوائية خلال سيطرة تنظيم داعش على المنطقة. ويقول أبو محمد أنّ عناصر داعش كانوا ينقبون "عبر استخدام الجرافات او عبر الحفر اليدوي".

ويوضح المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم فيقول "وجدوا تحفاً كانت لا تزال مدفونة، من تماثيل وأعمدة" مضيفاً "لقد فقدنا الكثير".

وتعرّض"أكثر من 40 في المئة من تل عجاجة للهدم والجرف على يدّ مسلحي داعش، بالإضافة إلى حفر خنادق داخل حرم الموقع الأثري" بحسب رئيس دائرة آثار الحسكة خالد أحمو، الذي أضاف "دُمرت عن بكرة أبيها سويّات أثريّة لا تقدّر بثمن تعود للفترة الآشورية".

ويقع موقع تل عجاجة على بعد حوالى عشرة كيلومترات شمال مدينة الشدادي وخمسين كيلومترا جنوب مدينة الحسكة (مركز المحافظة). 

وقد استولى داعش على مناطق واسعة من ريف الحسكة الجنوبي، وبينها مدينة الشدادي وتل عجاجة، في العام 2014، إلا أنّ المقاتلين الأكراد نجحوا في طردهم منها في شباط/فبراير 2016.

ويشير عبد الكريم بدوره إلى أن الكثير من الآثار تم تهريبها عبر تركيا الى أوروبا.

ومنذ العام 2014، عام صعود داعش وسيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق، عمد عناصره إلى تدمير ونهب الكثير من المواقع الأثرية في البلدين.

في نيسان/ أبريل 2015، نشر فيديو بدا فيه عناصر التنظيم وهم يهدمون بالجرافات والمعاول والمتفجرات آثار مدينة نمرود، درة الحضارة الآشورية في العراق والتي تأسست في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

كما هدم عناصر التنظيم مدينة الحضر التاريخية التي تعود الى الحقبة الرومانية قبل أكثر من ألفي عام، في محافظة نينوى (شمال).

ووثّقت جمعية حماية الآثار السورية أنّ أكثر من 900 معلم وموقع سياحي تضرر أو دمر أو أُتلف نتيجة الحرب في سوريا. وقد فجر الجهاديون العديد من المعالم الأثرية في مدينة تدمر الشهيرة، وبينها تمثال أسد اللات ومعبد بل وبعل شمين.

ولحماية آثار البلاد، عملت مديرية الآثار السورية بين العامين 2014 و2015 على نقل حوالى 300 ألف قطعة أثرية وآلاف المخطوطات من كافة أنحاء البلاد لحفظها في دمشق.

وعلى رغم جهود حماية الآثار السورية، يقول عبد الكريم "يشهد تراثنا نزيفا". 

اخترنا لك