إخفاقات الاستخبارات الإسرائيلية في مواجهة فرسان عماد مغنية العشرة!
" ما هي قدرتنا على إسكات صواريخ حزب الله باتجاه حيفا والخضيرة؟". هذا هو السؤال الذي وجهه وزير الدفاع الاسرائيلي عامير بيرتس لرئيسش الاركان داني حالوتس في تموز 2006، فأجابه الأخير بنبرة ملؤها الثقة: "لدينا القدرة". كان ذلك قبل المصادقة على عملية الوزن النوعي.
-
-
الكاتب: علي شهاب
-
المصدر: الميادين نت
- 4 اب 2016
الإخفاق الآخر للاستخبارات العسكرية ولجهاز الموساد تمثل بعدم القدرة على المساس بـ"الفرسان العشرة".
استند جواب حالوتس الى
معلومات صنفتها الاجهزة الاستخباراتية بالدقيقة جدا، فقبل بدء الحرب كان هناك جهد استخباراتي مركز اشترك فيه فريق
خاص من جهاز الموساد ووحدة الاستخبارات العسكرية "آمان"، لتحديد
القدرات الصاروخية لحزب الله، وعمل على خمسة مستويات:
1-
تشخيص المسؤولين المعنيين في حزب الله عن تشغيل المنظومة
الصاروخية.
2-
فهم طريقة المناورة والتكتيك العسكري المزمع استخدامه
لاطلاق الصواريخ ذات المدى المتوسط.
3-
تحديد أماكن تخزين الترسانة الصاروخية.
4- تحديد المناطق
المفترضة لمنصات إطلاق الصواريخ بحسب
المدى.
5- تحديد اسلوب
عمل الطاقم المعني بنقل الصواريخ من سوريا، في محاولة لمنع حزب الله من التزود بها
خلال اندلاع الحرب.
لكن
بعد مرور ثلاثة وعشرين يوما على الحرب؛ في الرابع من آب، قرابة الساعة التاسعة
والنصف ليلا، هزت منطقة الخضيرة انفجارات قوية كان سببها سقوط ثلاثة صواريخ من نوع "خيبر" التي يصل
مداها لأكثر من مئة وخمسة عشر كيلومترا، واصاب أحدها منشأة حساسة بداخلها عدة
مخازن للوقود في "اوروت رابين".
تبعد
الخضيرة خمسة وسبعين كيلومترا عن الحدود مع لبنان.
الصواريخ
التي استهدفتها اطلقت من نقطة قريبة من مدينة صور التي استهدفتها الطائرات الحربية
الاسرائيلية بقنابل ثقيلة في عملية الوزن النوعي.كان هذا واحدا من ابرز اخفاقات
الاستخبارات العسكرية التي قدرت بناءا لنتائج الحملة الجوية بأن حزب الله لم يعد
قادرا على تحريك منصات الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى.
أظهر استهداف الخضيرة جدية التهديد الذي
أطلقه السيد حسن نصر الله باستهداف تل ابيب في حال استهداف العاصمة بيروت.
الإخفاق الآخر للاستخبارات العسكرية ولجهاز الموساد تمثل
بعدم القدرة على المساس بـ"الفرسان العشرة"؛
كان لدى الأجهزة الاستخباراتية في اسرائيل قبل الحرب
تقدير بانها تستطيع النيل من شخصيات قيادية بارزة في حزب الله، في عملية أطلق
عليها اسم " الفرسان العشرة" ، ومن بين صور الشخصيات المطلوبة التي علقت
على لوحة في مركز قيادة الاستخبارات العسكرية كانت صورة عماد مغنية.
لكن أحدا من هؤلاء "الفرسان" لم يصب بأي أذى،
على الرغم من وجود وحدة عمليات خاصة تابعة لجهاز الموساد على الاراضي اللبنانية
حاولت، مع مجموعة من العملاء، تحديد مواقع وجودهم, إضافة الى تحديد موقع وجود
السيد حسن نصر الله، من دون الوصول الى أي نتيجة.
اضافة لهذه الاخفاقات التي برزت على المستوى الاستراتيجي
فقد كان هناك سلسلة من الاخفاقات على المستوى العملاني والتكتيكي أفقدت القوات البرية
للجيش الاسرائيلي زمام المبادرة وجعلتها تتفاجأ في ميدان القتال. أبرز هذه
الاخفاقات تمثل بهذه العناوين:
1.
فقدان التقدير المتعلق بأسلوب القتال الذي كان يتدرب
عليه حزب الله لمواجهة اجتياح بري للبنان.
2.
عدم توافر معلومات دقيقة عن طبيعة الاسلحة بحوزة حزب
الله كالأسلحة المضادة للدروع.
3.
عدم الاهتمام الكافي بتهديد منظومة الصواريخ القصيرة
المدى والتي لا يمكن لسلاح الجو القضاء عليها ما جعل الجبهة الداخلية في اسرائيل
تعيش حالة صعبة وضاغطة.
4.
عدم توافر المعلومات الدقيقة عن الانشطة العسكرية السرية
التي كان حزب الله يقوم بها عند الحدود ما أدى لتعرض القوات البرية لخسائر بشرية
فادحة.
5.
وجود خلل ونقص في المعطيات التي كانت تزود بها القوات
البرية المتوغلة داخل الأراضي اللبنانية حتى ان بعض القوات الاسرائيلية كانت تعتمد
أثناء محاولتها التقدم على خرائط قديمة.