محاولات حكومية للتقدم في سرت وتفجير إنتحاري في بنغازي

تعمل قوات حكومة الوفاق على التقدم داخل مدينة سرت بغطاء جوّي أميركي وسط خلاف حول الدور العسكري الأميركي في البلاد، في حين أدى تفجير إنتحاري في بنغازي إلى مقتل عدد من قوات حفتر.

معارك في مدينة سرت بين القوات الحكومية وتنظيم داعش
تسعى القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا إلى تعزيز تقدمها في مدينة سرت في مواجهة قناصة تنظيم داعش والألغام التي زرعها، بعد الزخم الذي حصلت عليه بفضل الضربات الأميركية المتواصلة.

وقال رضا عيسى العضو في المركز الإعلامي للعملية العسكرية الهادفة الى استعادة سرت من أيدي داعش إن "قواتنا تواصل التقدم وهي تسعى اليوم إلى تعزيز هذا التقدم في ظل ضربات أميركية متواصلة أعطت زخماً للعملية العسكرية".

وأضاف "قواتنا تواجه قناصة وألغام تنظيم داعش في أجزاء متفرقة من سرت، وهناك أهداف يصعب التعامل معها بفعل تواجدها بين المنازل، ولذا فإن الضربات الأميركية التي تتمتع بالدقة ستساعد في القضاء على هذه الأهداف المهمة".

وقال عيسى إن "كل يوم يتأخر الحسم فيه تصبح المدينة اكثر تفخيخاً لكن لا شك أن وجود سلاح فعال ودقيق سيسرّع من انتهاء المعركة" بيد أنه لفت إلى أن "الضربات الأميركية تساعد القوات لكنها لن تحسم المعركة على كل حال بل الجنود على الأرض هم الذين سيحسمونها، كما حدث في العام 2011" في إشارة إلى العملية التي شنتها قوات حلف الأطلسي من أجل إسقاط النظام الليبي السابق. 

وكانت الولايات المتحدة قد بدأت الإثنين تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع وآليات لداعش في سرت شرق طرابلس بطلب من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي. ونفذت الطائرات الأميركية الإثنين والثلاثاء سبع غارات على الأقل، ولم يعلن عيسى عن وقوع غارات جديدة الأربعاء.

في غضون ذلك قتل 23 عنصراً من القوات التي يقودها اللواء خليفة حفتر والموالية للبرلمان المعترف به في هجوم إنتحاري في غرب بنغازي تبنّاه ما يسمى "مجلس شورى ثوار بنغازي" بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن مصادر طبية في المدينة.

 

رفض للضربات الأميركية

وفيما تحظى الضربات الأميركية بتأييد سياسي وعسكري في غرب ليبيا، فإنها قوبلت بالرفض من قبل البرلمان المعترف به دوليّاً ومقرّه مدينة طبرق شرقاً.

وأصدرت لجنة الدفاع في البرلمان الرافض لحكومة طرابلس بياناً طالبت فيه السفير الأميركي بالحضور الى طبرق "للإستيضاح حول هذه الضربات والخروقات الجوية بدون إذن وتنسيق مسبق"، معتبرة أن الغارات الأميركية تؤدي إلى "تغليب طرف على طرف وازدواجية لمعايير محاربة الإرهاب".

بدورها، أعلنت دار الإفتاء الليبية، أعلى سلطة دينية في البلاد، رفضها للضربات الأميركية. وقالت في بيان على صفحتها على موقع فيسبوك إن "طلب التدخل الأجنبي في البلاد أمرٌ مرفوض ومُستنكر ولا يجوز التهاون والرضى به". واعتبرت دار الإفتاء أن الضربات الاميركية تشكل "محاولة لسرقة جهود الثوار وتضحياتهم الباهظة في جبهة سرت واستهانة بالأعداد الكبيرة من دماء الشهداء"، داعية من يعنيه الأمر الى أن
"يتحمل المسؤولية ولا يسمح بانتهاك سيادة الوطن بتدخل يخشى ان تكون عواقبه وخيمة" على حد تعبيرها.

يذكر أن دار الإفتاء الليبية في طرابلس معارضة لحكومة الوفاق وكذلك للسلطات الموازية في شرق ليبيا.

اخترنا لك