"2006" على الميادين: هكذا تمّ الأسر، وهذه مسارح الحرب وخواتيمها

"2006"، وثائقي من إنتاج الميادين على ثلاثة أجزاء، يكشف أسرار التخطيط لعملية أسر الجنديين الإسرائيليين في تموز 2006، وكيف حصلت، بالاعتماد على مشاهد لمناورات حزب الله التي سبقت العملية، ثم شهادة الجندي الإسرائيلي الوحيد الذي نجا منها. ويستعرض الوثائقي ما تبع تلك العملية من حرب على مدى 33 يوماً، وكيف وصلت هذه الحرب إلى خواتيمها مع عملية تبادل الأسرى. الوثائقي يعتمد على شهادات شخصيات من أصحاب القرار في إسرائيل ولبنان وحزب الله، وغيرهم، ليشكل عملاً متكاملاً يميط اللثام عن تفاصيل تلك المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان والعرب وإسرائيل.

الوثائقي اعتمد على شهادات ومشاهد للمناورات التي سبقت عملية الاسر
عقد مرّ على حرب تموز 2006. كشف من أسرارها ما كشف، فيما الوقت الآتي سيكون كفيلاً بإماطة اللثام عن المزيد. إلا أن مشاهدي "الميادين"، سيكونون أمام ما يكفي من المعلومات والشهادات الجديدة التي ترسخ في أذهان العرب صفحات الفشل الإسرائيلي. ذلك الفشل الذي دُفعت إليه إسرائيل على يد جنود مجهولي الهوية من المقاومة، سنرى وجه بعضهم للمرة الأولى.

"2006"، هو عنوان الوثائقي الذي انتجته واشرفت على تنفيذه "الميادين"، ومن إعداد وإخراج الصحافي عباس فنيش، وسيبث على شاشة الميادين في الذكرى العاشرة لحرب تموز. وثائقي يُفصح فنيش أنه "سيلعب لعبة الذاكرة". وذلك بغية التأريخ لمحطات ناصعة في مسيرة العرب، بعد تاريخ طويل من الهزائم والانكسارات.

"الانتاج النوعي" والكبير لهذا الوثائقي الذي استغرق انجازه نحو ثمانية أشهر، سيعرض في ثلاثة أجزاء مليئة بالتفاصيل والمعلومات التي تنقسم بين الميدان والسياسة وما بعد الحرب. أي عملية تبادل الاسرى التي كانت خاتمة فصول تلك الحرب.

تكاد الأجزاء الثلاثة تتساوى من حيث الأهمية، بسبب توزع شخصياتها وشهاداتهم، والنقاط التي تسلط الضوء عليها مقرونة بالحقائق والشهادات. الجزء الاول يتميز بالتشويق والاثارة الميدانية. فيه لمشاهدي الميادين ما يكفي من مشاهد وحقائق لتختزن ذاكرتهم صور أولئك الذي رسموا لوحات الحدث. يتحدث هذا الجزء عمن خططوا لعملية الأسر ويكشف لاول مرة كيف أجروا مناورات للعملية ذاتها قبل أن تنفذ بفترة، وصولاً إلى اللحظات الأخيرة التي سبقت عملية أسر الجنديين الإسرائيليين. ولعل أهم من سيفرغ ذاكرته من جعبها هو الجندي الإسرائيلي الوحيد الذي نجا من عملية الأسر، والذي يتحدث بنفسه في وثائقي "الميادين".

وفي هذا السياق يشرح فنيش "في الجزء الأول سنكشف ممهدات عملية الاسر. لماذا اتخذ القرار بأسر الجنديين بعد محاولة سابقة لم تنجح في الغجر عام 2005. وكذلك كيفية اختيار نقطة العملية، وكيف تم رصد النقطة؟ ولماذا تم اختيار دورية بعينها دون غيرها؟".

هذه الممهدات ستكون على شكل شهادات ومشاهد للمناورات التي سبقت عملية الاسر، التي يقول فنيش إن مشاهد المناورات وشهادات المعنيين "ستكشف لنا عن العقل الأمني اللامع لحزب الله ومدى ثقته بنفسه. سنرى أحد أبرز العقول الأمنية ومنهما القائد العسكري لحزب الله الشهيد عماد مغنية، إضافة إلى قائد العملية الشهيد خالد بزي، وهما يعطيان توجيهاتهما، وكذلك وجودهما في ساحة المناورات. سنستمع إلى المحادثات بين الجنود الإسرائيليين بعد الأسر، وكيف يتوجهون إلى نقطة العملية".

استند الوثائقي إلى من استطاع الوصول إليهم من أصحاب القرار في إسرائيل ولبنان. "توخينا الوصول إلى أكبر قدر من الشخصيات التي كان لها علاقة بالقرار في إسرائيل ولبنان"، يشير فنيش الذي يعدد أهم الشخصيات الإسرائيلية المشاركة في العمل وهم "وزير الدفاع الأسبق عمير بيرتس ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، إضافة إلى رئيس أركان قيادة القوات البرية السابق، ثم الجندي الإسرائيلي الذي نجا من عملية الأسر".

أما في لبنان فيشرح فنيش أنه لم يتمكن من الحديث سوى إلى الوزير السابق مروان حمادة، عضو تكتل 14 آذار، لاستطلاع شهادته حول الحرب، فضلاً عن شخصيات في حزب الله ومنها الوزير محمد فنيش ومسؤول لجنة الإرتباط والتنسيق وفيق صفا.


سيكشف حزب الله وثيقة شروط كان يسوق لها السنيورة بلسان رايس

أما الجزء الثاني فيبدأ من المؤتمر الصحافي للأمين العام لحزب الله السيد حسن لنصر الله، ثم المعادلة التي أطلقها حينها في مؤتمره الصحافي عقب عملية الاسر. سيكشف الجزء الثاني على لسان ليفني وبيرتس "النقاشات التي دارت في إسرائيل وكيف تقرر ضرب منظومة صواريخ حزب الله"، وأيضاً "الاعتراف بأن قرار تدمير هذه الصواريخ لم يكن صائباً وأن حزب الله ترك مفاجآت".

الجزء الثاني سيشمل إضافة إلى ما سبق تفاصيل من قبيل "كيف تم اتخاذ القرار البري المحدود، والذي كان مرفوضاً بداية. ثم الخيبة في بنت جبيل والمشاكل التي حصلت بين الضباط الإسرائيليين، وصولاً الى المسار السياسي الذي له علاقة بوزيرة الخارجية الأميركية الأسبق كوندوليزا برايس".

هذا الجزء الذي ينتهي مع عودة النازحين إلى بيوتهم، سيزيل النقاب عن حيثيات دعم الولايات المتحدة لحكومة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة. في هذا الجزء الغني بالاعترافات على حد تعبير فنيش "سيكشف حزب الله وثيقة شروط كان يسوق لها السنيورة بلسان رايس. وهي مكتوبة بخط يده. وتتضمن خروج حزب الله من الجنوب وعدم عودة النازحين قبل 3 اشهر".

أما الجزء الثالث فسيستعرض أسرار المفاوضات التي سبقت عملية التبادل، ولماذا أصر حزب الله على تحرير جثامين الشهداء العرب لدى الاحتلال الإسرائيلي، وهنا سيسلط الضوء على الشهيد التونسي ميلود النومة. كما سيرى مشاهدو الميادين شهادات أهم من كان له علاقة بعملية التفاوض، من حزب الله والإسرائيليين والصليب الأحمر الدولي، إضافة إلى مستشار الوسيط الالماني، الذي سيتحدث عن المراحل التي سبقت عملية التبادل والتي اتسمت بالكثير من التعقيدات قبل بلوغ خواتيمها.

وثائقي الميادين "2006" يعرض ابتداء من هذا الاسبوع، وعلى مدى ثلاثة اجزاء كل يوم سبت التاسعة مساء بتوقيت القدس الشريف وبيروت.

 

اخترنا لك