كتيبة الانتحاريين في الجيش الاسرائيلي!

في نهاية المعركة خرجت كتيبة المظللين منهكة
فجر اليوم التاسع لحرب تموز 2006، تسللت كتيبة الاستطلاع النخبوية التابعة للواء المظليين في الجيش الاسرائيلي إلى بلدة "مارون الراس" جنوب لبنان.
الساعة العاشرة صباحا، وردت إلى قيادة "الفرقة 91" في مقر "برانيت" العسكري الاسرائيلي شمال فلسطين المحتلة أنباء عن تورّط خطير وقعت فيه الكتيبة: قوة خاصة حوصرت داخل منزل، وهي تتعرض لنيران دقيقة من رجال حزب الله عن مسافة قصيرة. تدخلت دبابتان اسرائيليتان لإنقاذ الموقف، وما إن اقتربتا حتى أصيبتا بقذائف مضادة للدروع من طراز "ب 29" عن مسافة أقلّ من خمسمئة متر. كان الخوف الكبير لدى القيادة هو وقوع احد الجنود في الأسر. سارع العميد "غيل هيرش" على الفور الى الاتصال بقائد وحدة "ايغوز" النخبوية "مردخاي كهانا" وأمره بإعداد قوته التي خبرت المواجهة مع حزب الله قبل انسحاب عام 2000، لمهمة انقاذ في "مارون الرأس" في أسرع وقت ممكن.       تردد قائد وحدة "ايغوز" في البداية متسائلا: "وهل سندخل في وضح النهار؟!".   ولكنْ لمّا كان تورط المظليين لا يحتمل أي تأخير، لم يناسب قائد "ايغوز" الظهور كمخالف للاوامر. فانطلق برفقة ثلاث سرايا مجهزة بأفضل الوسائل القتالية لدى الجيش الاسرائيلي، وما ان وصل للمنحدرات القريبة لأعلى مرتفع في البلدة حتى فتحت أبواب جهنم عليهم. وجه عناصر من سلاح المشاة في حزب الله صاروخا مضادا للدروع على أفراد السرية الثالثة, فقتل على الفور قائد السرية واثنان من عناصرها. حاول احد الجنود الاسرائيليين الاقتراب من الجثث فأصيب بصاروخ ثان ولم يبق منه أثر. في هذه الاثناء وبينما كانت السرية الثانية من الوحدة الاسرائيلية تحاول الوصول الى مكان محاصرة جنود المظللين فتحت عليها النيران عن مسافة قريبة فقتل احد الجنود وأصيب عدد آخر. في الوقت نفسه كانت قذائف الهاون من عيار 120 مليمترا تنهال على جنود وحدة ايغوز. وصلت الأخبار لقيادة الاركان؛ فصدرت الاوامر لقائد المنطقة الشمالية ببذل جهده لمنع وقوع كارثة، وطلب من سلاح الجو الاسرائيلي تسخير كلّ امكاناته وشنّ غارات جوية عنيفة على التلال المشرفة على بلدة "مارون الرأس", لانقاذ من تبقى من الجنود، بعد أن قتل خمسة وفقد السادس. استمرت المواجهات لأكثر من 12 اثنتي عشْرة ساعة وامتدت لساعات الليل، فلجأت المقاومة لانارة سماء منطقة الاشتباكات بقذائف الهاون لضرب القوات الإسرائيلية التي حاولت الاستفادة من هبوط الظلام لتكثف عمليات بحثها عن جثة الجندي المفقود. المعركة الضارية لم تسمح  لـ"مردخاي كهانا" قائد وحدة "ايغوز" بتبادل كلمة واحدة مع "ألوني" قائد كتيبة استطلاع المظليين مع ان المسافة بينهما لم تتجاوز عشرات الامتار. في نهاية المعركة خرجت كتيبة المظللين منهكة. وعاد جنود وحدة "ايغوز" بعد ان عثروا على جثة الجندي المفقود إلى وحدتهم داخل فلسطين المحتلة. في لقاء صحافي معهم آنذاك، قال جنود الوحدة إنه عندما تنتهي الحرب سيكون امامهم مهمة واحدة: الهجوم على مقر قيادة الفرقة العسكرية الاسرائيلية في برانيت التي أرسلتهم في مهمة انتحارية!

اخترنا لك