من "الجزاء المناسب" الى "تغيير الاتجاه"..حرب بلا اهداف واقعية

بعد أقل من يوم على إعلان رئيس الوزراء "ايهود أولمرت" بأن إعادة الجنديين المخطوفين هي أحد الأهداف الرسمية للحرب, تم تعديل الأمر, وبدلاً من "ممارسة الضغط على حزب الله لإعادة المخطوفين" تم تحديد هدف متواضع وأكثر معقولية وهو ؛ "إيجاد الشروط لإعادتهما".

بدلاً من "ممارسة الضغط على حزب الله لإعادة المخطوفين" تم تحديد هدف متواضع
اجتمعت الحكومة الاسرائيلية مباشرة بعد عملية الأسر في الثاني عشر من تموز، وقررت شن عمليةْ اطلقت عليها بداية اسم " الجزاء المناسب" لتحقيق ثلاثة أهداف:

1-     اعادة الجنديين الاسرائيليين المخطوفين دون ربط الامر بالافراج عن سجناء في السجون الاسرائيلية.

2-     ابعاد حزب الله عن الحدود بجهد عسكري ودبلوماسي.

3-     اضعاف مكانة حزب الله والمس بقدرته العسكرية ورموزه وصورته.

سرعان ما تم استبدال الاسم الرمزي للجزاء المناسب بـ"تغيير الاتجاه"، ما يدل على أن هناك من قرر في القيادة الاسرائيلية تعديل سقف الأهداف.


بعد أقل من يوم على إعلان رئيس الوزراء "ايهود أولمرت" بأن إعادة الجنديين المخطوفين هي أحد الأهداف الرسمية للحرب, تم تعديل الأمر, وبدلاً من "ممارسة الضغط على حزب الله لإعادة المخطوفين" تم تحديد هدف متواضع وأكثر معقولية وهو ؛ "إيجاد الشروط لإعادتهما". وبدأ وزير الدفاع "عمير بيرتس" يؤكد في مداولات داخلية أن الغاية المحددة إلى الآن من العملية هي ابعاد حزب الله إلى ما وراء مجرى نهر الليطاني والتأكد من انهاء خطر الصواريخ.

لكن أولمرت سرعان ما عاد ليطرح ثلاثة أهداف للحرب، في خطابه أمام الكنيست:

-     تحطيم حزب الله والقضاء عليه،

-     استعادة قدرةش الردع الاسرائيلي،

-     تغيير الواقع الداخلي في لبنان.

لم يأخذ أولمرت بالحسبان خيبة الأمل التي ستحصل إذا لم تتحقق هذه الأهداف التي صيغت بصورة عامة جدا يصعب تحقيقها.

فشلت الأهداف العامة للحكومة الاسرائيلية. وعلى الرغم من العمليات والخطط المتغيرة  لهيئة الاركان، والتي تم ترقيمها من "تغيير الاتجاه 1" حتى "تغيير الاتجاه احد عشر 11"، فإن جميع هذه الخطط بقيت حبرا على الورق نظرا للخسائر البشرية والمفاجآت التي لم تلحظ فيها. 

مع اعلان وقف اطلاق النار في الرابع عشر من آب 2006، تبين ان الاهداف التي وضعتها الحكومة الاسرائيلية لم تتحقق:

-     فالجنديان الاسيران عادا كما أراد أمين عام حزب الله؛ أي في عملية تبادل بعد مفاوضات شاقة وطويلة.

-     اما مكانة حزب الله فقد ارتفعت بعد الحرب بين العديد من الشعوب العربية والغربية حتى.

-     وبقي سلاح المقاومة على جهوزيته في مواجهة أي اعتداءات لاحقة، علما ان اليوم الاخير من الحرب شهد اطلاق مئتين وخمسين صاروخا باتجاه المستوطنات الاسرائيلية.

يمكن القول إن تقرير القاضي الياهو فينوغراد اختصر الكثير على المستويين العسكري والسياسي حين أعلن أن "من قرر القيام بعملية عسكرية فعلية، كان ينبغي له أن يدرس بشكل جيد، ولو وفق قرار متسرع، ظروف الساحة، وأهداف المعركة التي يمكن أن تتحقق، والكتلة الحاسمة للعملية العسكرية والسياسية المطلوبة، ومجمل الطرق التي هناك حاجة لاستخدامها، من أجل إنتاج أمل معقول بتحقيق معظم الأهداف مع الأثمان الموازية ومن دون فقدان السيطرة".

اخترنا لك