التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية

جملة قضايا سياسية وعسكرية مدرجة على جدول أعمال مؤتمر قمة دول حلف الناتو في وارسو، في ظل "ظروف دولية شديدة التعقيد وتنامي الاضطرابات وعدم الاستقرار،" من بينها "التهديدات الروسية؛ أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا؛ الارهاب؛ وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي."

مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة ركزّت على قمة حلف الناتو في وارسو
عّبر معهد المشروع الأميركي عن قلق عالي الوتيرة في واشنطن نظراً "لحالة الانقسام في المواقف من روسيا" ورؤية بعضها لروسيا كمصدر "تهديد للأمن،" مقابل فريق آخر يرى أن الأولوية ينبغي أن تركز على "مصدر القلق الآتي من الشرق الاوسط وشمال أفريقيا .. (بزعامة) دول تنمي لجنوبي وغربي اوروبا." 

وأوضح أن الأوضاع الاقتصادية في القارة الأوروبية ليست على أفضل حالها "وتمضي دون وجهة محددة، يضاف إليها تخفيضات في الإنفاق العسكري امتدت لعقدين من الزمن وتراجع إرادة الحفاظ على القدرات العسكرية". 

وذكّر المعهد المذكور الدول المترددة أن "حلفاءنا الآوروبيين أخذوا علماً لا شك بالمزاج الأميركي العام .. مفاده أن الحلفاء يمتطون العربة الأميركية مجاناً" دون المساهمة في تحمّل الكلفة. 

وعبّر المعهد أيضاً عن ضيق ذرعه لتلاشي جيل الديبلوماسيين المخضرمين "على ضفتي المحيط الهاديء الذين كانوا يبذلون ما استطاعوا للحيلولة دون تدهور الأمور نتيجة سياسات غير مفيدة" .                                      

 بدوره، تناول معهد جيرمان مارشال الألماني قمة الناتو في ظل تداعيات خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي مناشداً صنّاع القرار في بريطانيا "التأكيد على الاستمرار في لعب دور اساسي على المسرح العالمي .. خلال جولة المفاوضات المرتقبة للإعداد لخروج سلس". 

وأضاف أنه من المنتظر " مشاركة نشطة من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في وارسو للتأكيد على أن بلاده ستبقى تلعب دوراً للتصدي لروسيا ومواجهة التحديات الأمنية الصعبة الآتية من حدود أوروبا الجنوبية".

 وأردف أن انخراط بريطاني نشط "في قمة وارسو سيطمئن الشعب البريطاني والحلفاء أيضاً".

سوريا

وفي سياق منفصل، دان معهد كارنيغي أطراف الصراع في سوريا على خلفية "تسييس مسألة المساعدات عبر التحكم بألية منح الأذون لوصول الاغاثة الانسانية أو حجبها .. وتعطيل النظام وصول المساعدات للحيلولة دون قيام نظام سياسي بديل" في مناطق خارج سيطرته"عقب جنح الثورة السياسية نحو العنف والتعصّب المذهبي والتسلّح".

وناشد الهيئات الدولية "إيجاد حلّ لهذا المأزق .. على الرغم من أن استمرار المفاوضات بهذا الشأن يثير انقسامات وسجالات حادة"،  بين صفوف منظمات الإغاثة المتعددة. 

وطالب المعهد الأطراف المعنية "إرساء قواعد اشتباك مشتركة؛ وإعادة نظر جوهرية في نماذج الإغاثة المعتمدة حالياً .. على رأسها ممارسة ضغوط على جميع الأطراف، لا سيما النظام، للتوّقف عن استخدام المساعدات سلاحاً في الحرب".

داعش

من جهته، حذّر معهد كاتو "حكومات وقادة دول الشرق الأوسط من إدارة الظهر" للتهديدات التي يمثلها تنظيم "داعش".

وأوضح ان "التباين والانقسام في المواقف نحو الحملة (الدولية) ضد داعش تعكس حجم مخاوفها من أن يؤدي زيادة منسوب الانخراط الى تعرضها لهجمات إرهابية". 

وخصّ بالذكر "قادة تركيا الذين لم يتوصلوا لقرار بالسماح للتحالف المناهض لداعش استخدام قاعدة انجرليك" إلاّ في منتصف العام الماضي. 

واعتبر المعهد إيلاء تركيا الأولوية لحربها مع الأكراد "أسلوب مناهض لمنطق الصراع خاصة عند الأخذ بعين الاعتبار ان القوات الكردية هي من ضمن القوى الأكثر فعالية في محاربة داعش".
 أمّا "السعودية ودول الخليج فقد شدت أنظارها ليس لمجابهة تنظيم داعش ، بل إلى الحرب الخاسرة في اليمن والصدام الإقليمي مع ايران".

تركيا

 من جهته، استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تداعيات الهجوم الإرهابي على مطار اسطنبول "والشعور بالتفاؤل الذي توّلد لدى بعض أركان السياسة في واشنطن من أن يؤدي إلى مزيد من التقارب" بين واشنطن وأنقرة في الحرب ضد "داعش". 


واستدرك بالقول أن "التوقعات بتعاون وثيق بينهما يعيقها خلافاتهما حول سوريا .. إذ أنّ تركيا غاضبة من تعاون الولايات المتحدة ليس فقط مع الكرد السوريين بل وروسيا بطريق غير مباشر".
وأضاف ان سياسة انقرة لا زالت "تولي الأولوية لتغيير النظام في سوريا، بصرف النظر عن الكلفة المرتفعة التي تكبدّتها بالإضافة إلى الابقاء على تقديم الدعم لمجموعات متعددة في قوى المعارضة بالاشتراك مع قطر والسعودية".

الهجوم الذي تعرّض له مطار اتاتورك كان أيضا محطّ اهتمام معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى معرباً عن توقعه لجوء تركيا إلى استخدام "أساليب قاسية نظراً لطبيعة الهدف الذي أصاب العاصمة الاقتصادية لتركيا" في مقتل، إضافة إلى أن "الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لن يسمح لتنظيم داعش بالاستمرار دون أن يدفع الثمن". 
وأوضح أن طموح اردوغان السياسي إرساء نظام رئاسي وحشد الدعم الشعبي له "يحتّم عليه الرد بقبضة من حديد لإثبات حزمه". 
وخلص إلى القول أنه نظرا لتلك العوامل، وأخرى أيضاً "فمن المرجّح أن نشهد حملة اعتقالات واسعة وتعزيز مراقبة الحدود وشنّ غارات جوية تركية"، ضد مواقع التنظيم.

روسيا واسرائيل

أمّا المجلس الأميركي للسياسة الخارجية فحذّر من "دفء العلاقات الثنائية بين روسيا واسرائيل .. التي جاءت ثمرة للفراغ السياسي في الشرق الأوسط الناجم عن سياسة فكّ ارتباط ادارة الرئيس أوباما بالمنطقة". 


وأوضح أن هناك تباين في رؤية كل من موسكو وتل أبيب لطبيعة وآفاق العلاقة بينهما "إذّ أن الأولى تعتبرها لعبة سياسية صفرية بخلاف الثانية". 


وأضاف إنه على ضوء ما تقدّم "يمكننا توّقع دخول روسي يرافقه جملة من المبادرات الرامية لدق إسفين بين تل ابيب وواشنطن؛ أي أن ثمن الصداقة الروسية هو تدهور الشراكة الأميركية الإسرائيلية .. ما يعزز صدقية القول المأثور بانه لا يوجد حلفاء دائمين بل مصالح أبدية".

اخترنا لك