لبنان: أحكام قضائية تثير غضب أهالي العسكريين الذين قتلوا في الحرب على الإرهاب

لم يستطع أهالي العسكريين اللبنانيين الذين استشهدوا في عبرا وجرود عرسال على الحدود مع سوريا وأيضاً في عكار وطرابلس أن يقفوا متفرجين على أحكام قضائية اعتبروها مخففة صدرت بحق بعض قتلة أبنائهم، فتداعوا للاعتصام قبالة المحكمة العسكرية في العاصمة اللبنانية بيروت احتجاجاً على تلك الأحكام.

أهالي العسكريين الشهداء في عبرا
مقابل المحكمة  العسكرية في العاصمة اللبنانية بيروت وقفت والدة طوني الحزوري حاملة صورة ابنها. طوني كان جندياً في الجيش اللبناني، استشهد في المعارك ضد مسلحي أحمد الأسير في عبرا جنوبي البلاد. وقفت تنظر إلى ذلك المبنى والغضب واضح في عينيها اللتين ما لبثتا أن انهمرت منهما دموع وكأن نجلها استشهد للتو.
والدة طوني اختصرت ما عاشه أهالي العسكريين الشهداء الذين قضوا في حرب لبنان ضد الإرهاب بعد صدور أحكام قضائية بحق المتورطين في قتل أبنائهم. 

لم يستطع أهالي العسكريين اللبنانيين الذين استشهدوا في عبرا وجرود عرسال على الحدود مع سوريا وأيضاً في عكار وطرابلس أن يقفوا متفرجين على أحكام قضائية اعتبروها مخففة صدرت بحق بعض قتلة أبنائهم، فتداعوا للاعتصام قبالة المحكمة العسكرية في العاصمة اللبنانية بيروت احتجاجاً على تلك الأحكام.
والد الجندي اللبناني علي السيد الذي ذبحه تنظيم داعش أكد للميادين نت أنه لن يرضى إلا بإعدام قاتل ابنه ولو كلفه ذلك حياته. القضاء اللبناني حكم على بلال ميقاتي الذي أقدم في أيلول / سبتمبر عام 2014 على ذبح علي السيد بالسجن لخمسة عشر عاماً على خلفية انضمام الأخير لداعش.
بدورها أوضحت والدة الجندي الشهيد علي البزال الذي قتلته جبهة النصرة في جرود عرسال بعد نحو شهر على خطفه أن هناك من يريد  "أن يبيع دماءه ودماء رفاقه الشهداء بأرخص الأثمان لمصالح سياسة".
الدولة اللبنانية لم تنفذ حكماً بالإعدام. و"لم تنفذ" لا يعني أنها ألغت العقوبة، وإنما علّقتها بحكم الأمر الواقع. فإلى الآن لا تزال القوانين اللبنانية تصبو الى معاقبة القتل بالقتل، ومنها قانون العقوبات الجزائي، الذي ينص في بعض مواده على عقوبة الاعدام  في حالة إقدام المجرم على أعمال التعذيب أو الشراسة نحو الأشخاص، أو ضد موظف في أثناء ممارسته وظيفته (..)، إلا أن الحكومة أوقفت ومنذ سنوات تنفيذ أحكام الاعدام من دون أن تعدل القانون.
خسائرالدولة اللبنانية كبيرة جراء سقوط شهداء للجيش اللبناني في عبرا جنوب لبنان عدا عن معارك جرود عرسال ورأس بعلبك شرقي البلاد وصولاً الى طرابلس وعكار في أقصى الشمال، تلك المناطق شهدت اعتداءات كثيرة على الجيش سواء بمهاجمة مقاره أو حواجزه أو عبر زرع عبوات ناسفة تحت آلياته. الأسبوع الفائت أصدرت المحكمة العسكرية حكماً بسجن ميقاتي لـ15 عاماً. المفاجأة كانت أن الأخير لم يبد ندمه على ذبح الجندي علي السيد وجاهر أمام قوس المحمكة برغبته بتنفيذ عمليات ضد الجيش اللبناني وضد الجيش السوري أيضاً مدافعاً عن داعش، كذلك اعترف بأنه كان يعد لعملية انتحارية ضد الجيش السوري في محافظة الرقّة، وقال امام القاضي العسكري "وإن خرجت من السجن سأعاود الجهاد في سبيل الله لألقى ربّي شهيداً وأُكافأ بحوريات الجنّة الجميلات".
قضية موقوفي عبرا أي العناصر الذين شكلوا مع أحمد الأسير الموقوف راهناً لدى القضاء اللبناني جماعة مسلحة اعتدت على الجيش وقتلت 22 جندياً وضابطاً، تتفاعل هي الأخرى. ينتظر أهالي العسكريين الشهداء إصدار أحكام عادلة بحق هؤلاء، بخلاف تلك الاحكام التي قضت بحبس عدد منهم لسنوات قليلة وحتى لأشهر ما يعني أن تحركات أهالي هؤلاء الجنود لن تهدأ بسبب هذه الأحكام التي يعتبرونها مخففة وغير عادلة.

لأنها كذلك بنظرهم أكدت سميرة الهبر والدة الرائد الشهيد رائد الهبر للميادين نت أنها لن تسكت "على الغبن والإستخفاف بحق دماء العسكريين" متسائلة "إذا لم تكن الدولة قادرة على حماية ابنائها من الجيش فمن سيحميهم؟". بقلب إمرأة مفجوعة خسرت ولدها طالبت الهبر بحكم الإعدام لكي تتحقق العدالة وببقاء أهل السياسة بعيدين عن هذا الملف.

بدوره استهجن والد الشهيد محمد حبيب ما آل اليه الوضع خصوصاً بعد الوعد الذي قطعته الدولة اللبنانية بعدم التهاون بما يتعلق بدماء الشهداء. يقول "اليوم نرى عكس ذلك وعلى المذنب أن يأخذ عقابه ويرقد تحت التراب ليس هنالك حل آخر وفي حال خذلتنا المحكمة نحن لدينا طرقنا الخاصة ولن نرضى بأحكام استخفافية".

وعتبت زينب مظلوم زوجة الشهيد بلال علي صالح على اللبنانيين بشكل عام وخصوصاً على أهالي العسكريين في كل لبنان. "اليوم عائلاتنا غداً قد يكون أي عسكري وهذه قضية وطنية تمس الجميع فكل العتب على من نسي وتناسى من دفع من دمائه لكي يحمي الوطن". 
المطالب واضحة والأهالي قالوا كلمتهم بوضوح "من قتل أبناءنا يقتل وليس هنالك أي كلام آخر". وحدها الأيام القادمة تحمل الجواب لهم عما إذا كان "سيرقد الشهداء بأمان أو أنهم سيقتلون مرة أخرى هذه المرة من قبل وطنهم" لسان حال الأهالي. 

اخترنا لك