الجيش السوري يعثر على أنفاق للجماعات المسلحة بعد تقدمه في الغوطة الشرقية
الجيش السوري يعثر على أنفاق للجماعات المسلحة كانت تستخدمها لنقل المعدات والأسلحة وتنقلاتهم وذلك خلال تقدمه في غوطة دمشق الشرقية. مصادر موثوقة تفيد الميادين بأن قوات سوريا الديمقراطية تحشد قواتها في ريف الرقة الشمالي لشنّ عملية باتجاه مدينة الرقة.
الجيش السوري يعثر على أنفاق خلال تقدمه في غوطة دمشق الشرقية
يواصل الجيش السوري تقدمه في غوطة دمشق
الشرقية وقد استعاد السيطرة على بلدة بياض شبعا بعد اشتباكات مع المجموعات المسلحة.
كما استعاد الجيش السيطرة على بلدتي البزينة وحوش الحمصي قرب مرج السلطان في الغوطة.
وخلال تقدمه في مناطق غوطة دمشق عثر الجيش
السوري على العديد من الأنفاق التي بنتها الجماعات المسلحة والتي كانت تستخدم لنقل
المعدات والأسلحة والمواد فضلاً عن تنقل المسلحين.وروى ناجون من مجزرة قرية الزارة في ريف حماة
التي ارتكبتها المجموعات المسلحة الأسبوع الماضي ما تعرضوا له من اعتداءات.ويعمل الجيش السوري على تثبيت مواقعه في
القرى والبلدات التي استعادها أمس في غوطة دمشق. وقد بلغت مساحة الأراضي المستعادة
نحو 40 كيلومتراً مربعاً. وشملت بياض شبعا وزبدين ودير العصافير والركابية ومزارعها.
ومع استعادة هذه القرى والبلدات يكون الجيش قد عزز أمن مطار
دمشق الدولي والطريق المؤدي إليه، وكذلك أمن منطقة السيدة زينب جنوب دمشق.من جهة ثانية، أفادت مصادر موثوقة الميادين
بأن قوات سوريا الديمقراطية تحشد قواتها في ريف الرقة الشمالي لشنّ
عملية باتجاه مدينة الرقة. كما أكدت المصادر أن العملية ستجري بغطاء من التحالف بقيادة
واشنطن. وتعتبر الرقة أحد أبرز معاقل داعش في سوريا. مراسلة الميادين في سوريا قالت
إن خارطة الغوطة الشرقية اليوم بعد سيطرة الجيش على كامل القطاع الجنوبي لها باتت
تحت سيطرة ثلاثة قوى وهي فيلق الرحمن ومن معه ضمن جيش الفسطاط، وجيش الاسلام.
وأشارت إلى أن الجيش السوري الذي قام بهذه العملية خطط لها منذ وقت طويل.
وأضافت مراسلتنا إن فيلق الرحمن هو
القوة الأقل انتشاراً في الغوطة الشرقية أو بمعنى آخر الأقل امتلاكاً للمساحة
الجغرافية فيها. ولفتت إلى أن الاقتتال الذي
دار بين الفصائل المسلحة قبل أسابيع قسم الغوطة الشرقية إلى قسم غربي وهو شريط
يمتد من المرج إلى جوبر وزملكا وعين ترما وصولاً إلى مسرابة. هذا الشريط يسيطر
عليه فيلق الرحمن فيما بقية المناطق التي تبقت من الغوطة الشرقية أي 70 بالمئة
منها يسيطر عليها جيش الاسلام ،وهي مناطق تقع إلى الشرق من الغوطة الشرقية، وتمتد
إلى حدود البادية في ميدعة وفي العتيبة، وصولاً إلى الحدود الأردنية.
وبات جيش الاسلام يملك في هذه الخارطة
مساحات واسعة أي خطوط امداد وخطوط انسحاب تمتد نحو البادية السورية.
وتحدثت مراسلة الميادين عن حصول توازن
كبير في التسلح والعتاد بين هذه القوى حيث يتحالف فيلق الرحمن مع النصرة ومع
الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام وهي قوى قاعدية اخوانية في مواجهة جيش الاسلام، وهو
تيار سلفي وهابي، ورأت أن هذا الأمر ينذر بأن الحرب قد تكون طويلة جداً بين هذه
الفصائل إن لم تنجح الوساطات التي انتقلت الى مستوى اقليمي أيضاً.
وأضافت مراسلة الميادين أن
دخول الجيش السوري إلى هذه المنطقة وسيطرته على الغوطة الجنوبية هو ليس فقط تطور استراتيجي
مهم جداً بل أيضاً لأن الجيش بات يسيطر
على بوابة الغوطة الشرقية من الجهة الجنوبية خاصة في دير العصافير والتمدد داخل
معاقل أساسية للمسلحين حيث تضم هذه المنطقة أيضاً أكبر مخزون لزراعة القمح والذي يبلغ
40 ألف دونم، وهو ما يشكل ضرباً لعصب اقتصادي مهم لهذه الفصائل المسلحة التي تعتاش
منه أغلب العائلات التي بقيت في الغوطة الشرقية.
ولاتزال الغوطة الشرقية المصدر والممول
الذي يغذي دمشق بالخضار والفواكه والألبان.
قراءة ميدانية لتقدم الجيش السوري في الغوطة الشرقية
مدير مركز الاعلام والدراسات في بيروت
رفيق نصرالله قال في حوار مع الميادين إن ما يجري عسكرياً في الغوطة هو جزء
من نتاج الهدنة التي أتقنها الروس بشكل جيد، واستفاد منها الجيش السوري سواء في
جبهات تتعلق بمحيط حلب أو حمص.
وأضاف نصرالله إن هذا الهجوم لم يكن
متوقعاً حيث كانت الأنظار متجهة إلى ريف حلب، لكن ما حصل أن هذا الهجوم المدروس
بعناية والذي جاء أيضاً بعد اشتباكات ما بين الفصائل المسلحة استفاد منه الجيش السوري وحقق هذا التقدم والذي قد يتعزز بعد وقت قليل على ما يبدو.
ورأى نصرالله أن ما حققه الجيش السوري
من تقدم ميداني استفاد منه في الجانب السياسي أيضاً وهو ما يعتبر رسالة للجانب السعودي حيث يرتبط جزء
أساسي من هذه الفصائل المسلحة بإدراة غرفة العمليات في السعودية.
ورأى أن هذا الخرق والذي تمّ بشكل
ناجح ومدروس هو معطى جديد له علاقة بما قد يجري في محادثات جنيف التي أصبح موعدها
مفتوحاً لأكثر من سبب. الأمر الذي يعطي دلالات بأن الميدان هو الذي يتحكم
بالمواعيد وليس العكس، وبالتالي فعندما يحقق الجيش السوري انجازات في الميدان
يستطيع أن يفاوض بقوة في المحادثات. وأضاف أنه وبشكل أوضح فإن وفد معارضة الرياض لم يعد
باستطاعته التحدث بلغته "الحادة" التي كان يتحدث بها بعد هذه التطورات الميدانية التي تقدم فيها الجيش السوري.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية