جولة على الصحف البريطانية
تتحدث صحيفة الإندبندنت البريطانية عن خطة الحكومة السعودية الجديدة في التخلي عن النفط ومحاولة تطبيق نسحة ماو تسي تونغ الاقتصادية. وفي مقال آخر تتحدث عن ردود الفعل الإسرائيلية بشأن معاداة السامية. أما الأوبزرفر فتتناول في افتتاحيتها الشأن السوري. الصاندي تايمز تنشر تقريراً لمجموعة من القراصنة الإلكترونيين التابعين لداعش الذين نشروا قائمة اغتيالات لعشرات العسكريين الأميركيين.
ورأى الكاتب أن هذه المحاولة لن تنجح. وقال إن ولي ولي العهد محمد بن سلمان نجل الملك السعودي المريض والحاكم الفعلي للمكلة السعودية أطلق خطة طموحة من شأنها أن تضع حداً بشكل سريع لادمانها من النفط. وأشار كوكبرن إلى أن خطة الأمير السعودي تتماثل مع القفزة العظيمة إلى الامام لماو تسي تونغ عام ١٩٥٨ التي كانت تهدف إلى تحويل اقتصاد الصين بسرعة من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد صناعي، لكن هذه القفزة أدت إلى كارثة حلت بالاقتصاد الصيني .
وأضاف الكاتب أن النسخة السعودية تتجسد من "القفزة العظيمة إلى الأمام " في رؤية عام ٢٠٣٠، وهي عبارة عن خلاصة من الاصلاح أعلن عنها الأسبوع الماضي على أساس أن المزيد من التفاصيل سيتم نشرها ضمن خطة التحول الوطني التي ستصدر في أيار/ مايو الجاري أو بداية حزيران/ يونيو المقبل .
وأشار الكاتب البريطاني بأن ولي ولي العهد السعودي الذي يشغل منصب وزارة لدفاع ويسيطر على السياسة الاقتصادية والخارجية يريد تظوير الخدمات والصناعة فضلاً عن بيع حزء من شركة أرامكو من أجل خلق أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم، وإنهاء أو خفض الدعم على المحروقات والكهرباء وغيرها من الضروريات .
وبحسب الكاتب البريطاني فإنه عملياً يريد محمد بن سلمان إنهاء العقد الاجتماعي الطويل الأمد الذي بموجبه كان السعودي يحصل بسهولة على وظيفة في القطاع الحكومي ومستوى عالٍ من المعيشة مقابل تقديم الولاء لآل سعود.
واستنتج الكاتب البريطاني بأن هذه الخطة لن تنجح لأنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها حاكم دولة نفطية في الشرق الأوسط بناء اقتصاد غير نفطي من عائدات النفط. وأعطى الكاتب نموذجاً وهو الرئيس الراحل صدام حسين في العراق الذي كان الحاكم الفعلي للعراق في بداية عام ١٩٧٠ الذي بذل جهوداً قبل الحرب العراقية الايرانية لبناء مصانع ومشاريع الري، لكن حطام هذه المشاريع يمكن مشاهدتها في ضواحي بغداد.
واعطى باتريك كوكبرن مثالاً آخر لفشل هذه الخطط الاقتصادية وهي تجربة شاه ايران الذي حاول وضع خطة خمسية للتنمية يعتمد فيها على عائدات النفط من أجل رفع النمو بنسة الربع كل سنة، لكن حصيلة خطة شاه ايران أدت إلى انتشار حالة عدم الاستقرار في البلاد وزيادة النقمة الشعبية، الأمر الذي أدى إلى الاطاحة به عام ١٩٧٩.
وأشار كوكبرن إلى أن التجرية تقول بأن التنمية الاقتصادية تشجع على تفشي الفساد والخصخصة في الأنظمة الاستبدادية غير الخاضعة للمساءلة التي يستفيد منها في معظم الأحيان الزمرة المقربة من العائلة الحاكمة .
وأشار الكاتب إلى أنه من السهل بما فيه الكفاية أن تسخر أو ترفض تغييرات الأمير السعودي داخل المملكة. ولكن الخطورة تكمن في غطرسته الساذجة التي لا تقتصر على طريقة تعامله مع الاقتصاد، بل أيضاً متابعته للسياسة الخارجية التي أثارت المشاكل مع جيران المملكة السعودية. فمنذ تولي والده السلطة العام الماضي صعدت السعودية في تدخلها من خلال دعم المعارضة في سوريا واشعال حرب في اليمن. واعطى الكاتب البريطاني مثالا على الغطرسة الساذجة للامير السعودي عندما امر محمد بن سلمان في ١٧ نيسان/ ابريل أنهى الأمير السعودي باتصال هاتفي انهاء المحادثات الجارية في الدوحة بين الدول المنتجة للنفط الذين كادوا يتوصلوا إلى اتفاق في تجميد انتاج النفط، وقد اظهرت هذه الحادثة برأي الكاتب طبيعة سلطة الأمير السعودي التعسفية غير المحدودة .
ولفت الكاتب البريطاني إلى تقرير الاستخبارات الألمانية الذي صدر العام الماضي ووصف فيه السياسية السعودية بالمتهورة، وعلق بالقول إن هذا التقرير يثبت صحة ما قاله بشأن السعودية.
وأضاف بأن السعودية بخلاف جميع دول الشرق الأوسط التي تحاول احتواء الفوضى إلا هي تعمل على نشره .
وقال الكاتب أن المشكلة في السعودية ليست من صنع يد الملك سلمان فعدد سكان المملكة كان في العام ١٩٥٠ ثلاثة ملايين أما اليوم فيصل عددهم إلى ٣١ مليون نسمة من ضمنهم ثمانية ملايين أجنبي، مشيراً إلى أنه في ظل أسعار النفط الحالية التي يبدو أنها لن ترتفع كما كانت في السابق فعائدات النفط لن تكون كافية لتلبية سكان المملكة الذين يتزايدون بشكل سريع.
وختم الكاتب البريطاني بالقول إنه إذا أرادت العائلة السعودية في أي وقت من الأوقات الفرار كما فعل الشاه، فمن مصلحتها أن تحفظ ثرورتها في الخارج أو نقله بسرعة إلى بر الأمان.
ردود الفعل الاسرائيلية بشأن معاداة السامية
وتناولت الصحيفة الرسالة التي كتبها زعيم حزب العمال الاسرائيلي اسحاق هيرزوغ لزعيم المعارضة البريطانية جيرمي كوربن بشأن معاداة السامية التي قال فيها إن الأمر "مخيف ومهين" بظهور معاداة للسامية داخل حزب العمال.
ودعا هيرزوغ زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربن إلى زيارة متحف الهولوكوست في اسرائيل من أجل فهم أفضل لويلات معاداة السامية .
... معاداة السامية وتأثيرها على انتخابات عمدة لندن
واعترف صديق خان للصحيفة بأن عشرات ألاف من الناخبيين اليهود في العاصمة لندن سيشعرون بعدم قدرتهم لدعمه بعد تصريحات عمدة لندن السابق كين ليفنغستون حول الصهيونية وعلاقتها بهتلر .
وحده أوباما يمكن أن ينهي هذا التصعيد القاتل في العدائيات الطائفية
وتنطلق الافتتاحية من الوضع الأمني المتردي في سوريا وتصاعد القتال بعد انهيار اتفاق وقف العدائيات الجزئي، وتصعيد القوات الحكومية السورية لغاراتها على مدينة حلب.
وتتهم الصحيفة القوات الجوية التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد باستهداف المدنيين في المستشفيات والمدارس والأسواق، منطلقة من حادث قصف مستشفى في حلب أودى بحياة 27 شخصاً بينهم أطباء وأطفال.
وتقول الصحيفة إن مسؤولين رفيعين في الأمم المتحدة وآخرين استخدموا الأزمة في حلب لدعم دعواتهم لإنقاذ محادثات السلام في جنيف، التي لا يمكن أن توصف إلا بأنها ميتة.
وتنقل الافتتاحية عن الأمير زيد بن رعد الحسين، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان، قوله إن "مفاوضات جنيف كانت الخيار الوحيد المطروح، وإذا تمّ التخلي عنه، أخشى التفكير في كم ما سنرى من رعب أكثر في سوريا".
وتقول الصحيفة إن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لم يظهر في قمة هانوفر الأسبوع الماضي اهتماماً في بذل جهد سياسي بشأن مشكلة عويصة يشير تحليله أنها يجب أن تترك حتى تستنفد نفسها، لكن الأسباب السياسية العملية والأخلاق الإنسانية تشير إلى أن أوباما يجب أن يتحرك لفعل شيء في هذه الأزمة.
وترى الصحيفة نفسها أن أوباما قد لا يكون قادراً على حل الأزمة السورية، لكن حتى الآن يمكنه أن يشرك بوتين معه وأن يضغط على الفرقاء في سوريا للعودة إلى جنيف، فضلاً عن دعم وقف إطلاق النار وتقليل المجزرة، وربما عقد صفقة مع موسكو بشأن مستقبل الأسد.
وتخلص الصحيفة إلى أنه بالنظر إلى الأخطاء السابقة ومن أجل مصلحة الشعب السوري المدمَر، فإن أوباما ملزم بالمحاولة على الأقل.