إسرائيل تحاكي سيناريو هجوم لداعش شمالاً.. خيارات هجومية داخل العمق السوري
ماذا لو شن تنظيم داعش هجوماً على شمال إسرائيل؟ السؤال طرحه معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي وأجرى بناء عليه محاكاة لم ينشر تفاصيلها بشكل رسمي لكن موقع يديعوت أحرونوت عرض السيناريو الذي يقوم على هجوم مشترك ضد الجيش الأردني أيضاً على حدود سوريا الجنوبية.
ووفق "يديعوت أحرونوات" فإن اللاعبين في المحاكاة كانوا مسؤولين سابقين في المؤسسة الأمنية وفي المستوى السياسي وأيضاً باحثين كبار شاركوا في المؤتمر السنوي للتقدير الاستراتيجي لمركز أبحاث الأمن القومي من بينهم الجنرال جون آلن المنسق السابق لقوات التحالف الأميركي.
وفق آلن فإن وقوع حادثة من هذا النوع يتوقع أن يجر إسرائيل والأردن بشكل عميق إلى المستنقع السوري فيما تستطيع واشنطن حماية نفسها بفضل إسرائيل، من خلال دعم الجيش السوري الحر الذي يحارب بنفسه داعش في "هضبة" الجولان وفي جنوب سوريا.
وأضاف آلن أنه بعد عملية مشتركة كهذه التي لها انعكاسات استراتيجية لن تنسق الولايات المتحدة النشاطات الهجومية مع الجيش الروسي الذي يحارب معارضي الأسد.
الجانب الإسرائيلي بحسب المحاكاة سيساعد بشكل سري ودفاعي حليفه الأردن من الشرق، وسيحضّر خيارات هجومية، ليس فقط لتنفيذها في المنطقة القريبة من الحدود إنما في داخل العمق السوري أيضاً باتجاه درعا، والمسعى الأساسي سيكون دفع داعش عن منطقة الحدود مع إسرائيل.
وتحدث موقع "يديعوت أحرونوت" عن "تقديرات أميركية وإسرائيلية مفادها أن داعش يحاول عن قصد جر إسرائيل إلى القتال على الأراضي السورية في الوقت الذي يتلقى فيه التنظيم المتطرف خسائر في حربه مع الدول العظمى".
ممثل داعش في السيناريو قال "إن التنظيم سيعمل في الساعات والأيام الأولى بعد الهجوم على أن ينشر في شبكات التواصل الإجتماعي مقاطع فيديو وفيها رسالة مفادها أن إسرائيل تخاف من "الدولة الإسلامية" ولذلك فإنها غير معنية بالتورط" فيما اتخذ الأردنيون في المحاكاة سياسات مشابهة للسياسات الإسرائيلية أي العمل بأقل خسائر ممكنة من خلال الحفاظ على التعاون مع الجيران، والتوازن بين العلاقات مع عمان ومع روسيا والجزء الأردني في الائتلاف الدولي في سوريا. الممثل "الروسي" في طاولة الحرب قدّر أن موسكو ستكون مستعدة لتبادل معلومات مع إسرائيل في أعقاب عملية داعش وتنسيق النشاطات في البر أيضاً بين الجيشين الروسي والإسرائيلي على الأراضي السورية. أما الجيش السوري الحر فسيستغل هجوم داعش على الأردن وإسرائيل لكي يطلب من حلفائه الغربيين مساعدة لوجيستية إضافية والإعلان عن إغلاق المجال الجوي في المنطقة، مع طلب عدم التدخل في الجولان السوري. أما الرئيس السوري بشار الأسد فلن يعنيه هجوم داعش كثيراً وفق السيناريو الذي رسمته إسرائيل بسبب مساعيه في الحفاظ على المناطق التي لا تزال تحت سيطرته، خاصة حول دمشق. مع ذلك فهو سيستغل العملية المشتركة للإعلان أنه من وجهة نظر المجتمع الدولي النظام هو البديل الأفضل لداعش، وفق المحاكاة الإسرائيلية.