الخليج: صراع على الهوية

تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" يوضح أن تسمية الممر المائي بالخليج الفارسي أو الخليج العربي، قد تغدو مسألة شديدة الاهمية في خضم محاولات السعودية وإيران المستمرة للتغلب على بعضهما البعض، والتربع على عرش القيادة الإقليمية.

في الستينيات، جعلت الدول العربية استخدام مصطلح الخليج العربي إلزامياً
إعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن التوترات بين إيران والمملكة العربية السعودية تتصاعد على عدد من الجبهات، وأبرزت تقريراً تحت عنوان "النزاعات الإقليمية في منطقة الخليج تمتد إلى ممر مائي"، قالت فيه إن عناوين الصراع تمتد من الحروب في سوريا واليمن وإعدام الشيخ الشيعي المعارض نمر النمر والاتفاق النووي الإيراني، وتصل إلى مستويات عميقة لدرجة أن القوتين الإقليميتين تتنازعان على مسمى الممر المائي الذي يفصل بينهما. إذ تصر إيران على تسميته بالخليج الفارسي وحظرت أي منشورات لا تشير إليه على هذا النحو، ما يثير استياء الدول العربية التي نجحت في إقناع أطراف متعددة بأن تطلق عليه اسم الخليج العربي. ويشير التقرير إلى أنه ربما يكون هذا النزاع الأقل أهمية بين الخلافات الأكثر حدة بين إيران والمملكة العربية السعودية، ولكنه يسلط الضوء على مستوى العداء والتنافس بين البلدين ويحظى باهتمام كبير من قبل العديد من أصحاب المصالح في المنطقة، ومن بينهم البحرية الاميركية التي تستخدم مصطلح الخليج العربي، خشية تنفير حلفائها الإقليميين. ويوضح التقرير أن تسمية هذا الممر المائي قد تغدو مسألة شديدة الاهمية في خضم محاولات الخصمين المستمرة للتغلب على بعضهما البعض والتربع على عرش القيادة الإقليمية. ويلفت التقرير إلى أن مصطلح الخليج الفارسي اُستخدم عبر التاريخ في الخرائط والوثائق والممارسات الدبلوماسية من قبل الفرس والإغريق والبريطانيين. واكتسبت دعوات تسميته بالخليج العربي بعض الزخم أثناء الحركة القومية العربية في أواخر خمسينيات القرن الماضي، التي قادها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. وفي الستينيات، جعلت الدول العربية استخدام مصطلح الخليج العربي إلزامياً. ومن جانبها، تستخدم الأمم المتحدة مصطلح الخليج الفارسي؛ إذ خلص بحث أجرته مجموعة عمل تابعة للأمم المتحدة عام 2006 إلى أن هناك إجماعاً في الوثائق التاريخية على هذا المصطلح، الذي قالت إنه صيغ من قبل الملك الفارسي داريوش في القرن الخامس قبل الميلاد. وتطلق الحكومة الأميركية على الممر المائي الخليج الفارسي، في حين أن البحرية استخدمت مصطلح الخليج العربي لمدة 25 عاماً على الأقل منذ حرب الخليج عام 1991. ويقول القائد كيفن ستيفنز، المتحدث باسم الاسطول الخامس الأميركي الذي يتخذ من دولة البحرين مقراً له، إن هذا المصطلح يُستخدم بوصفه "لفتة ودية تعرب عن تضامننا مع ودعمنا للبلد المضيف البحرين وشركائنا الآخرين في مجلس التعاون الخليجي". ويقول المحللون إن الاسم ربما يكون مصدر للتوتر حتى في اللقاءات الدبلوماسية، نظراً إلى أن الأمر يتعلق في جوهره بنزاع جيوإستراتيجي حول ملكية الخليج.  

اخترنا لك