التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الأميركية

"معهد أبحاث السياسة الخارجية" يشرع في إرساء مبادىء الاستراتيجية المقبلة للادارة الاميركية الجديدة، و"معهد كارنيغي" يعيد قراءة استطلاعات الرأي بين قواعد الحزبين حول الموقف من إسرائيل.

"الارث السياسي السائد لا يأخذ بعين الاعتبار اهمية تربية واحتضان مواهب قيادية تتميز بحس استراتيجي"
شرع "معهد أبحاث السياسة الخارجية" في إرساء مبادىء الاستراتيجية المقبلة للادارة الاميركية الجديدة وحثها على الاقتداء بما افرزته "نهاية الحرب الباردة التي حرمت صناع القرار (في واشنطن) من تركيز الجهود على مسألة مركزية كبرى؛ بينما تواجه راهنا سلسلة من القضايا والتهديدات المتجددة".

وأوضح أن الارث السياسي السائد لا يأخذ بعين الاعتبار "اهمية تربية واحتضان مواهب قيادية تتميز بحس استراتيجي على المستوى الدولي، يؤهلها تخصيص جهود عالية لتداول تحليلات استراتيجية بدلاً من العرف السائد باسلوب ادارة الازمات".

كما أن "بنية النظم البيروقراطية الراهنة التي تتحكم بالسياسة الخارجية والأمن القومي الاميركي، تحيل تطبيق استراتيجية متماسكة الى أمر بعيد المنال، لا سيما في مضيها للتركيز على اعتماد حلول تقنية واطلاق مواقف مثالية، عوضاً عن الالتفات إلى مزاوجة الاهداف بالامكانيات المتوفرة".  

تباين موقف الحزبين من إسرائيل

أعاد "معهد كارنيغي" قراءة استطلاعات الرأي بين قواعد الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول إسرائيل
أعاد "معهد كارنيغي" قراءة استطلاعات الرأي بين قواعد الحزبين حول الموقف من إسرائيل قائلاً إنه إذا استثنى المرء جمهور "الانجيليين" من الحزب الجمهوري "الذين يمثلون نحو 10% من مجموع السكان و23% من ناخبي الحزب"، المعروفين بتبني قراءة حرفية صارمة لنصوص ونبوءات الكتاب المقدس، فإننا "نقترب من تلمس حقيقة كاشفة تشير الى تبخر الفروقات بين قواعد الحزب الجمهوري وباقي التوجهات السياسية، فيما يتعلق بقضية اسرائيل وتتقلص إلى حد بعيد فيما يخص الموقف من الاسلام والمسلمين". وزعم أن قراءة الاستطلاعات تدل على أن "التشبث بالموقف الاسرائيلي ليس بالضرورة مسألة شائعة في صفوف الحزب الجمهوري، بل تخص التيار المتدين تحديد".

دور الاعلام في الصراع الطائفي

إستعرض "معهد كارنيغي" وسائط التواصل الاجتماعي في "الصراع الدائر بين السنة والشيعة، واستشراء الخطاب العدائي. أما تبادل الرسائل المناهضة للطائفية وحدها قد تبدو بلا جدوى نسبية أمام تنامي الاصابات جراء المعارك الميدانية والهجمات الارهابية". وأوضح استناداً إلى تراكم المعلومات المتوفرة أن "الروايات الطائفية متعددة الاشكال والتلاوين يجري استغلالها منذ زمن من قبل العائلات الحاكمة، ورجال الدين، والمحتلين الاجانب لنيل التأييد لمخططاتهم، وفي نفس الوقت تشويه سمعة وتشتيت المعارضين المحتملين. الدعاية والخطاب الطائفي تجد آذاناً صاغية بين صفوف العرب على امتداد الاقليم  وقد تؤدي لمضاعفات جيوستراتيجية". ومضى بالقول إن الاسر الحاكمة "السنية في منطقة الخليج بدعم بين من رجالات الدين تقرع طبول الحرب، واستطاعوا حشد التأييد الشعبي للحرب على اليمن وتصويرها على أنها معركة طائفية بين أقرانهم السنة والمسلحين الحوثيين الذين تدعمهم إيران".

سوريا

أعرب "معهد أبحاث السياسة الخارجية" عن اعتقاده أن "انخراط حزب الله في الازمة السورية قد أضعف هيبته وأضحى عرضة للحملات الداخلية، وأسهم في تنامي حالة الاستقطاب للمشهد السياسي اللبناني، مما ترك آثاره على موقف الحزب الداخلي وصورته العامة". وأمام هذا المشهد، اوضح المعهد أن حزب الله "استثمر في شن حملة سياسية للتأكيد على صورته الذاتية بأنه حركة مقاومة وطنية ضد عدويين وطنيين، العدو الاسرائيلي و"تهديدات التكفيريين". واستطرد بالقول إن تداعيات الأزمة السورية على الحزب تركت آثارها ايضاً على "استراتيجيته ضد اسرائيل، بيد أنه من المفيد الاشارة إلى أن انعكاساتها تبقى محدودة، خاصة لمحدودية التغييرات العميقة فيما يخص استراتيجيته المرئية "للحرب المقبلة مع إسرائيل".

تركيا

إعتبر "صندوق مارشال الالماني" انعقاد القمة الاوروبية التركية، في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أنه أتاح فرصة "لتنشيط العلاقات الاوروبية التركية بعد سنوات من التعثر، ويمكن مقاربة دور تركيا الراهن في أزمة اللاجئين الى دورها كمنطقة عازلة في افق حلف الناتو إبان الحرب الباردة". وأوضح أن تباين المواقف الاوروبية أخذت منحى مختلفاً لا سيما في ظل "مطالبة الجانب البريطاني بإدخال إصلاحات على آلية عمل الاتحاد الاوروبي، بينما في المقابل تواجه مطالب حاجة الاتحاد للاندماج تحديا تضعه في موقف صعب فيما يخص مستقبله".

وعلاوة على ذلك، يشهد الاتحاد تبايناً أيضاً في آلية تعامل دوله المتعددة مع روسيا على خلفية الازمة الاوكرانية، "وتصاعد وتيرة الجدل حول الرؤية المستقبلية لشكل الاتحاد". وفي هذا السياق، يقول الصندوق، إن "تركيا أعيد إنتاجها كحارس لحدود (اوروبا) الغربية مقابل تلقيها دعماً مالياً وبعض الامتيازات".

"تركيا أعيد إنتاجها كحارس لحدود اوروبا الغربية مقابل تلقيها دعماً مالياً وبعض الامتيازات"

اخترنا لك