ميدانيّات العراق: انطلاق عمليات غربي الأنبار

بعد تمكّن القوات العراقية من تحرير قضاء تلعفر شمال غرب الموصل، أصبح تواجد عناصر تنظيم داعش منحصراً في نطاقين يشكّلان جبهتين كبيرتين تحتفظان باتصال مع الحدود السورية وتتّسمان بموانع طبيعية وجغرافية تجعلان من المعارك المقبلة فيهما الأهم والأكثر صعوبة بالنظر إلى التطوّرات المحلية والاقليمية الحالية.

تصدّت قوات الحشد لمجموعة من الهجمات الانتحارية المحدودة شنّها تنظيم داعش خلال 20 يوماً

الجبهة الأولى هي جبهة الحويجة وسهلها غرب مدينة كركوك، حيث باتت استعدادات القوات المُحتشدة على أطرافها، سواء من وحدات قوات مُكافحة الإرهاب أو الفرقة التاسعة المُدّرعة أو الفرقة السادسة عشر مشاة أو ألوية الحشد الشعبي شبه مُكتملة، خصوصاً بعد وصول الجسور المحمولة والتي بدأت عمليات نصبها على نهر دجلة. تتّسم هذه الجبهة بسلسلة من الموانع والنقاط التي تستغلّها عناصر داعش في التسلّل من الحويجة وستكون هذه النقاط هي مواضع المقاومة الرئيسية من قِبَل التنظيم للقوات المُتقدّمة.

 

 أهم هذه النقاط هي جبال مكحول وحمرين، بجانب الشرقاط والخانوكة والفتحة ومفرقي النمل والزوية. هذه النقاط والتي تقع أغلبها في الجانب الأيسر للنهر، تمثّل السيطرة عليها أولوية أساسية للقوات المُهاجِمة والتي ستحاول أن تنفّذ هجماتها بشكل مُتزامن على كامل هذا الخط لمنع أية اختراقات أو محاولات التفافية من قِبَل تنظيم داعش. دخلت وحدات كبيرة من قوات الحشد إلى داخل مدينة كركوك لمحاولة البحث في إمكانية إطلاق العمليات في الحويجة قريباً، في ظلّ تعقيدات تفرضها اعتراضات الأكراد على مشاركة الحشد الشعبي في الهجوم، والتوتّر الذي أحدثه إعلان أربيل عن أن كركوك ستشارك في الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان العراق، وحتى حلّ هذه المُعضلة تحاول القوات غرب الحويجة تنفيذ عمليات استطلاعية هجومية تمكّنت في أحداها من القبض على عدّة عناصر من داعش في قرية السلمان في الساحل الأيسر للشرقاط.

 

الجبهة الثانية أكبر من حيث المساحة وتمتد من المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية لقضاءي الحضر والبعاج جنوبي الموصل وصولاً إلى أقضية عنه وراوه شمالي الرطبه غرب الأنبار. العمليات في هذه الجبهة بدأت خلال الأيام الماضية على اتجاهين رئيسيين، الأول في اتجاه ناحية عكاشات شمال غرب الرطبة، وفيه تمكّنت قوات عمليات الأنبار وشرطتها والفِرَق الأولى والسابعة والثامنة والعاشرة من الجيش العراقي مدعوماً بألوية الحشد الشعبي من تحرير كامل الناحية بعد التقدّم اتّجاهها من محورين. الاتّجاه الثاني انطلق أمس من شمالي حديثة باتّجاه قضاء عنه غربي الأنبار، في هذا الاتّجاه تمكّنت قوات الفِرقة السابعة ووحدات من الفِرقة الثامنة وقوات عمليات الجزيرة والعشائر حتى الآن من تحرير كامل ناحيتيّ الريحانية والريادية. العمليات في هذه الجبهة تتم بهدف رئيسي وهو السيطرة على كامل قضاءي عنه وراوه وصولاً إلى مدينة القائم الحدودية، ومن ثم السيطرة على ما تبقّى من خط الحدود مع سوريا لإغلاق الطريق بشكل كامل على إي تحرّك لداعش.

 

في ما يتعلّق بعمليات قوات الحشد الشعبي، تصدّت هذه القوات لمجموعة من الهجمات الانتحارية المحدودة شنّها تنظيم داعش خلال 20 يوماً مضت، فأحبطت هجومين انتحاريين على بلد والدور في صلاح الدين، وهجوماً شنّه انتحاريان إثنان على الحيّ العسكري في قضاء تلعفر شمال غرب الموصل، وهجومين مزدوجين في المقدادية في ديالى، وهجوماً انتحارياً استهدف جنوب مدينة بيجي شمال تكريت، بجانب عدّة هجمات ومحاولات تسلّل على مناطق غرب الحويجة ومنها مفرق الزوية وعين البيضة ومفرق النمل. تعرّض خط الحدود مع سوريا أيضاً إلى مجموعة من الهجمات أحبطتها قوات الحشد، منها هجمات استهدفت مناطق تل صفوك والصكار وأبو راسين ومناطق في ناحية القيروان. إزاء هذا الوضع، أطلقت قوات الحشد عدّة عمليات للتطهير والتأمين، فأطلقت عمليات لتطهير مناطق شمال قضاء الدجيل جنوبي تكريت ومنها البوعلوان والرفيعات والفرحانية وسيّد غريب، وعملية مُماثلة شرقي ديالى لتطهير مناطق زلوا ووادي ثلاب والحديدين ونفط خانة وأمام ويس، وعمليات لتطهير مناطق في ناحية القيروان ومنها أبو راسين والخبرة وثرى الجراح وأبي الثرثار. كما أطلقت تحرّكات محدودة لتطهير قريتي حجيرة الشمالية والجنوبية في ناحية المحلبية غربي الموصل، ومنطقة عزيز أغا شمال القامشلي قرب الحدود مع سوريا.

 

تكثّفت العمليات الهجومية لسلاح الجو وطيران الجيش خلال هذه الفترة، فنفّذت المُقاتلات ست غارات على مدينة الميادين السورية، وغارات أخرى في الحويجة ومدينة القائم، وموقعين في صحراء الرطبة وجنوب غربها، ومنطقة الوطا شرق بحيرة حديثة. كذلك نفّذت مروحيات طيران الجيش غارات على وادي الثلاب شرقي ديالى.

 

اخترنا لك