لبنان يرفض التهديدات الإسرائيلية والعقوبات الأميركية
يواجه لبنان الضغوط الخارجية بمزيد من التضامن الداخلي بعد أن بلغت تلك الضغوط حدّها الأقصى بحسب تعبير الرئيس اللبناني العماد ميشال عون في الوقت الذي رفضت فيه أحزاب لبنانية ومن بينها "تيار المستقبل" التهديدات الإسرائيلية، بحسب ما قاله النائب محمد الحجار للميادين نت.
تركت التهديدات الإسرائيلية للبنان والعقوبات الأميركية على أحزاب وشخصيات لبنانية ردود فعل في لبنان، فأكدّ الرئيس ميشال عون على أن الضغوط الدولية لن يزيد أثرها بعدما بلغت حدّها الأقصى، إضافة إلى التهديد (الإسرائيلي) الجديد للجيش اللبناني ككل، كاشفاً الاتجاه لتقديم شكوى لدى الأمم المتحدة بخصوصها. وقال "نحن ملتزمون تطبيق القرار 1701 وإسرائيل هي التي تعتدي علينا وتهدّدنا وتُسارع إلى التشكّي لتأليب الرأي العام الدولي ضدنا، وتكوين مُعاداة لنا فيه، وهذا ما لن نسكت عليه وسنقوم بما يلزم تجاهه".
بدوره أكّد عضو كتلة المستقبل البرلمانية محمّد الحجار للميادين نت أن "التهديدات الإسرائيلية للجيش اللبناني غير مقبولة وهي مرفوضة جملة وتفصيلاً، وأن محاولة العدو الإسرائيلي وضع الجيش اللبناني وكأنه تحت إمرة حزب الله غير مقبول أيضاً".
أما عن العقوبات الأميركية على الحزب فيعلّق الحجار "نحن لا نستطيع التأثير على القرار الأميركي ولا نقدّم ولا نؤخّر في مضمونه أو تطبيقه، ولكننا حاولنا عبر الوفود التي زارت واشنطن عدم شمول هذه العقوبات البيئة الحاضنة للحزب لأن الأمر يترك تداعيات غير إيجابية على الوضع الاقتصادي اللبناني".
إلى ذلك، وضع مراقبون الهجوم الأميركي على حزب الله إضافة إلى العقوبات التي قرّرتها إدارة دونالد ترامب على الحزب ضمن الحرب الناعمة التي تشنّها واشنطن ضد محور المقاومة، وهي بديلة عن الحرب التقليدية التي تقرع تل أبيب طبولها، ويؤكّد الصحافي إبراهيم بيرم للميادين نت ألا حرب قريبة ضد لبنان، وأن تل أبيب تعمد إلى الحرب الناعمة ضمن مسلسل طويل شهدناه سابقاً، ويضيف "لا تستطيع إسرائيل شنّ حرب على لبنان من دون أن تحسب الرد الذي ستترجمه المقاومة ومعها الجيش والحلفاء، عدا أن مراكمة الخبرات القتالية للمقاومة في الميدان السوري ستنعكس سلباً على إسرائيل التي باتت على قناعة بأن أي حرب قادمة لن تكون نزهة وإنما ستكون مُكلفة".
ويسود اعتقاد في لبنان أن العقوبات على حزب الله وإن كانت مُضرّة فإنها ستضرّ الاقتصاد اللبناني بشكل عام، مع التذكير أن الحزب أعلن أن تأثيرها محدود على نشاط الحزب وهو معدوم على عمل المقاومة على الإطلاق سواء في مواجهة الخطر الإسرائيلي وخطر الجماعات الإرهابية.
وفي المحصّلة، فإنّ احتمالات الحرب العسكرية المباشرة قليلة، على الرغم من رغبات دول عربية وربما إقليمية لدفع واشنطن وتل أبيب بهذا الاتجاه.