آخرها عن "الربيع السعودي".. السعودية في صفحات "نيويورك تايمز" خلال 70 عاماً
الباحث في جامعة جورج تاون عبدالله العريان ينشر سلسلة تغريدات على موقع تويتر، يتناول فيها أبرز ما كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن السعودية خلال 70 عاماً، في سياق ما سمّاه الترويج للإصلاحات داخل المملكة من قبل العائلة الحاكمة.

نشر الباحث في جامعة جورج تاون عبدالله العريان سلسة تغريدات على موقع تويتر، لعناوين مقالات في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، مبيّناً ما سمّاه الترويج الأميركي والدور الداعم لحكام السعودية على مدى 70 عاماً في إطار عمليات الإصلاح السياسي داخل المملكة.
الباحث في جامعة جورج تاون، قام بنشر عناوين ومقتطفات من مقالات لـ"نيويورك تايمز"، عقب مقال كتبه الصحافي توماس فريدمان في الصحيفة عينها قبل أيام بعنوان "ربيع السعودية العربي، أخيراً"،وهو عبارة عن "رسالة غرام لولي العهد محمد بن سلمان، الذي رأى فيه المصلح والجدد والوجه التقدمي الجديد للملكة"، على حد تعبير العريان.
In honor of Thomas Friedman’s latest love letter to Saudi here is 70 years of the NY Times describing #Saudi royals in the language of #reform.
— Abdullah Al-Arian (@anhistorian) November 24, 2017
ونشر العريان مقتطفات من عناوين لمقالات واردة في "نيويورك تايمز" بدأ بها من عدد صادر في عام 1953، حيث وصفت الصحيفة الأميركية الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود بـ “الأكثر تقدميّة، وذو عقل دوليّ من والده الأوتوقراطي، الّذي يعتزم تكوين منظّمة حكوميّة تسمح لمملكته الصّحراويّة باستخدام ثرواتها الهائلة بشكلٍ أفضل".
This piece from 1953 describes King Saud as “more progressive and international-minded than his autocratic father” pic.twitter.com/U8ZFLNX0Ko
— Abdullah Al-Arian (@anhistorian) November 24, 2017
وخلال عام 1960، ذكرت الصحيفة أنّ الملك سعود لعب دور البطل الليبرالي في الإصلاح الدستوري بشكل تصاعدي، في إطار جهوده لإعادة السلطة التي خسرها شقيقه آنذاك.
"نيويورك تايمز" عنونت في عام 1962 مقالاً بعنوان "جنّي النفط والشيخ"، وقامت بوصف قصور حكّام الخليج بـ "حكايا اللّيالي العربيّة – مكانٌ للرّفاهيّة والرّاحة الأبديّة، فتياتٌ حسناواتٌ وحقول خضراء، قصورٌ رخاميّة ونوافير رشّاشة...".
في العام الذي يليه، كتبت الصحيفة أنّ "وليّ العهد فيصل بن عبدالعزيز قام بضخّ عقد جديد من الحياة في المملكة العربيّة السّعوديّة. بمصطلحات أخرى، الخطر الضمنيّ لحملة الرّئيس المصري جمال عبد النّاصر في اليمن دفع بالأمير فيصل والرّجال ممّن حوله إلى انفجار من الإصلاح الاجتماعي والنّموّ الاقتصاديّ".
وفي العام نفسه، ذكرت "نيويورك تايمز" أنه "في ظلّ عدم وجود شقيقه الأكبر فوق رأسه، قام الأمير فيصل في الثّلاثة أشهر الماضية بتوطيد حكمه ووضع قدماً تدابير بعيدة المدى في الإصلاح".
الصحيفة عنونت في عام 1964 "فيصل يُعصرِن لكن بحذر"، وفي مقال آخر كتبت "هو رجل حصل تقريباً على سيطرة تامّة من دون أن يطلب فعلا أياً منها".
1964: “He is a man who has gained nearly absolute power without really wanting it.” pic.twitter.com/QYzWOKyzpE
— Abdullah Al-Arian (@anhistorian) November 24, 2017
كذلك، ورد في الصحيفة مقال جاء فيه أنّ "الأكثر ذكاءً في العائلة السّعوديّة هو الأخ الأصغر فيصل، عمره 58 وهو زاهد، له زوجةٌ واحدةٌ فقط، يعيش على اللّحم المشويّ والخضار المسلوقة، وله صنميّةٌ من الاعتدال. يؤمن ببناء الطّرقات ومشاريع الرّيّ والمصانع، ولكن بميزانيّة معتدلة. يؤمن بتخفيف الانضباط المتشدّد للتزمت الوهابي، ولكن من دون إهانة المشايخ القدماء. يعد بإصلاح دستوري ولكن ضمن إطار القرآن".
وفي إطار الوصف لثروات آل سعود، عنونت الصحيفة "فيصل، الغني والقوي، قاد السعوديين إلى القرن العشرين"، وذلك عام 1975.
وفي العام نفسه، جاء مقال بعنوان "الملك خالد، القوّة الاعتدالية"، ومقالان آخران يتناولان الإصلاح السياسي بعنوان "السّعوديّة نحو إنشاء مجلس كخطوة إلى الإصلاح السّياسيّ" و "في الإصلاح، السعودية تسمح بنظام تدريس أميريكي أجنبي".
خلال عام 1979، قارنت "نيويورك تايمز" السعودية بالدول المحيطة بها، قائلة "سيّارته الـ "ترانس–آم" تسير على طريق الكورنيش على حافّة البحر الأحمر. إلى اليسار، تطعن ناطحات السّحاب الهواء الرّطب، مشهد يصبح مثيراً أكثر للإعجاب من خلال الخراب المحيط بالمدينة العريقة جدّة".
وفي سياق الترويج للملك فهد عام 1982، ورد مقال يصوّر الأخير كشخصيّة رائدة في فصيلٍ تقدميّ وتحديثيّ داخل المملكة ذات العقليّة التّقليديّة.
وبين عامي 1991 و1992، روّجت الصحيفة الأميركية للإصلاحات داخل المملكة، من خلال عناوين كـ"تغييرات سياسية رائدة" و "الملك السعودي يخطط لإصلاح حكومي" و"الملك فهد يتعهد بتغييرات في الحكومة السعودية".
1991-92: “major political changes,” “modernizers,” “governmental reform,” “and other political reforms” pic.twitter.com/0gRSPLSkjm
— Abdullah Al-Arian (@anhistorian) November 24, 2017
وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة عام 1992 إلى أنه "خلال صنعه للتّغييرات، يقوم الملك فهد باتّباع الأجيال السّابقة من الحكام السعوديين الّذين أيضاً مضوا نحو الحداثة، منذ أن قام الملك عبد العزيز بضمّ مساحات واسعة تسكنها زعامات قبلية متصارعة إلى المملكة العربية السعودية منذ 60 سنة مضت".
عام 1996 سُجّل الظهور الأول لفريدمان، وقام بوصف الملك فهد بالـ"بلدوزر" في معالجة الأزمات السّياسيّة بالنّيابة عن حليفه الأميركي.
بعد أربع سنوات على مقال فريدمان، جاء في "نيويورك تايمز" مقال بعنوان "الوريث السعودي يحثّ على الإصلاح، والابتعاد عن الولايات المتّحدة".
الكاتب الأميركي فريدمان، كتب مرة أخرى في إطار التحليل لمستقبل السعودية. وقد ارتأى "مُستقبَلين للمملكة"، الأول سوفيتي والثاني صيني (أي الانفتاح على الرأسمالية العالمية والتحرر الليبرالي)، وجاء عنوان المقالة "على أي مدرسة سأراهن؟ إسألوني في خمس سنوات".
في 2003 خلال الغزو الأميركي للعراق "طمأن" فريدمان أنّ الحرب هناك "قد تدفع نحو الإصلاح في العالمين الإسلامي والعربي".
"نيويوك تايمز" نشرت في العام 2005، مقالاً عن تحديات الإصلاح في المملكة، بعنوان "لعبدلله (الملك)، الّذي صاغ نفسه كمصلحٍ في أرضٍ حيث طاعة التقاليد تعد فضيلة، التحدي الآن هو الوفاء بالوعود بالتغيير المطروحة منذ حين".
وفي هذا الإطار، تناولت الصحيفة نشاطات الملك عبدالله قائلة إنه انطلق في حملة للتّغيير و"رأس الحربة في الحوار الوطني"، وأنشأ مشاريع جديدة وروّج للغة الإصلاح.
في العام نفسه، كتبت الصحيفة أنه حين استلم الملك عبد الله الحكم، كان هناك توقع عظيم بتسريع الإصلاح السياسي والاجتماعي.
وفي مقال آخر، عنونت "نيويورك تايمز" "الملك السعودي يحاول إنماء أفكار عصرية في الصحراء".
“Saudi King Tries to Grow Modern Ideas in Desert” ߤ䠼a href="https://t.co/hEsHoH3jMp">pic.twitter.com/hEsHoH3jMp
— Abdullah Al-Arian (@anhistorian) November 24, 2017
الصحيفة الأميركية، لفتت عام 2009، إلى أنّ الملك السعودي أقال شخصيّتين دينيّتين رفيعتي المستوى، كجزء من "خلط حكوميّ بدا موجّهاً نحو إصلاح المؤسّسة الدينية الصارمة في المملكة".
"وعدٌ بالإصلاح في السعودية"، كان عنواناً لمقال عام 2009، وجاء أيضاً في مقال ثان "بشكل أعمّ، جرّت أجندة الإصلاح قوّة دفعٍ لشعبيّة الملك عبد الله".
This editorial welcomes the reshuffle. pic.twitter.com/Z6Z0eUYlDx
— Abdullah Al-Arian (@anhistorian) November 24, 2017
أما في عام 2010، وصفت الصحيفة الملك عبدلله ذو الـ85 عاماً، بالـ"الثائر الاجتماعي".
وتناولت "نيويورك تايمز" ما قالت إنه تطوير للمناهج التعليمية في المملكة وكتبت أنّ "الملك عبدلله ذو شخصيّة شعبيّة واسعة وبات جدّاً وطنياً .. حكومته وضعت ما يصفه ناشطون سعوديّون بأعمال عشوائيّة من الإصلاح – كتحسين التعليم المدرسي الابتدائي بإدخال الإنكليزية ومواد علمية".
2011: at the height of the Arab uprisings, royal funds buy peace, for now pic.twitter.com/9gXPzNNYo3
— Abdullah Al-Arian (@anhistorian) November 24, 2017
كما رأت الصحيفة عام 2012 في مقال لها، أنّ "الملك فيصل، في عجلة لعصرنة حكمه، أنشأ التلفزيون السعودي في الستينات، ويُعتقد أنّ تلك الخطوة الجريئة قد أدّت إلى اغتياله في العام 1975".
أيضاً، أشارت نيويورك تايمز" إلى أنّ "تويتر يعطي السعودية ثورتها الخاصّة بها".
في عام 2013، اعتبرت أنّ الملك عبد الله، الّذي يُعدّ "تقدّمياً حقيقياً بمعايير الخليج يبقى ذو شعبيّة واسعة".
الصحيفة الأميركية لم تتوقف عن مدح الملك عبدلله إذ كتبت في عام 2015 أنّ الأخير "الذي أتى العرش بعمرٍ متقدّم، حصل على شعبية كإصلاحي حذر".
وفي عام 2016، تناولت الصحيفة الأميركية ولي العهد محمد بن سلمان، قائلة "بعد سنة من الصّعود إلى دائرة القيادة في السّعوديّة، قام بن سلمان الثلاثيني بالمضيّ سريعاً في إحداث ثورة في اقتصاد بلاده، بطرق توحي بإشارات نحو إصلاحات أوسع".
خلال العام الجاري، نوهت "نيويورك تايمز" إلى أنّ "الإصلاحات السعودية تتضمّن روبوتات ذكية".
الصحيفة كتبت أيضاً، أنّ "محمد بن سلمان أقرب إلى ماكنزي -شركة استشارات اقتصادية عالمية- من أن يكون وهابياً – هو محطّم أرقام.. أكثر من كونه مستمعاً للقرآن".
In 2017, Saudi reforms include smart robots ߤ格a href="https://t.co/NQzTQosiPV">pic.twitter.com/NQzTQosiPV
— Abdullah Al-Arian (@anhistorian) November 24, 2017