ماذا عن العلاقة بين ترامب وأوبرادور؟

أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الفائز في الانتخابات الرئاسية المكسيكية يعلن أنه عند توليه السلطة "سوف يمد يده" للإدارة الأميركية، من أجل أن تكون علاقة صداقة مع هذه الدولة الجارة، فماذا يتوقّع المحللون بشأن علاقتهما التي من غير الممكن التوّقع الدقيق بخصوصها؟

أوبرادور: لقد اتسمت تغريدة الرئيس ترامب بالإحترام الشديد

أعلن أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الفائز في الانتخابات الرئاسية المكسيكية أنه عند توليه السلطة "سوف يمد يده" للإدارة الأميركية ، برئاسة دونالد ترامب، من أجل أن تكون علاقة صداقة مع هذه الدولة الجارة. 

وقال الزعيم اليساري في مقابلة مع تيليفيزا "سنمدّ يدنا الصادقة من أجل علاقة صداقة وتعاون مع الولايات المتحدة."

كما شكر السياسي المؤسس لحركة التجديد الوطني (مورينا) تغريدة ترامب الليلة الماضية، بعد استطلاعات الرأي التي أعلنته الفائز المرجح في الانتخابات

 وجاء في تغريدة ترامب أنه "راغب جداً" للعمل مع لوبيز أوبرادور، وأنه "هناك الكثير للقيام به بما يعود بالفائدة لكل من الولايات المتحدة والمكسيك".

 

وأوضح لوبيز أوبرادور "لقد اتسمت تغريدة الرئيس ترامب بالإحترام الشديد وهذا ما سنسعى دائماً ليكون في العلاقة مع حكومة الولايات المتحدة، ألا وهو الاحترام المتبادل. نحن لن انقلل من احترام أحد لأننا نريد منهم أن يحترموننا".

ولفت لوبيز أن فريقه يدرك تماماً "ضرورة الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة" بسبب قضايا كثيرة مشتركة مثل قضية الحدود، والعلاقات الإقتصادية والتجارية الوثيقة والمتشعبة، والملايين من المكسيكيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة. 

وقال "لن نتقاتل ، وسنسعى دائماً للتوصل إلى اتفاق" ، وفي الوقت المناسب ، "سنقيم تعاوناً بعد تحقيق التفاهم".

كذلك، سُأل كيف سيكون رد فعله اذا وجّه ترامب  مجدداً رسالة هجومية ومسيئة ضد المكسيك عبر  تويتر؟، فرفض لوبيز اوبرادور الإنزلاق إلى المواجهات عبر الشبكة العنكبوتية وقال "سوف نعمل بحذر شديد، لأننا سنمثل بلادنا".

وحول اتفاقية التجارة الحرة الشهيرة، قال سأقدم اقتراحاً في حينه، هناك مصلحة في التوصل إلى اتفاق بشأن اتفاقية التجارة الحرة لشمال أميركا، مضيفاً أنه يعتزم أن يكون يتكامل فريق المفاوضين المكسيكيين  بأخصائيين محترفين في هذا المجال.

وقال"سوف أقدّم اقتراحاً في حينه، وسأطلب من الرئيس (انريكي) بينيا نييتو (الرئيس المكسيكي الحالي قبل استلام لوبيز أوبرادور السلطة) غداً" مضيفاً أنه سيعقد اجتماعاً مع الرئيس الحالي لطلب "معلومات" حول سير عملية المفاوضات، لنساعد بكل ما بوسعي".

لدى الرئيس المنتخب في المكسيك عدد من القضايا التي يتعين عليه ايجاد حلول لها مع إدارة دونالد ترامب، بما في ذلك سياسته المناهضة للمهاجرين، وتبعات قرار فصل الأطفال عن ذويهم( أكثر من 2000 طفل على الحدود بين البلدين)، وعزم رئيس الولايات المتحدة بجعل المكسيك تدفع تكاليف بناء جدار حدودي، وإعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية مع كندا وأطراف أخرى.

 ماذا يتوقّع المحللون بشأن علاقة ترامب وأوبرادور التي من غير الممكن التوقع الدقيق بخصوصها؟

كلاهما عصبي ما يزيد من صعوبة الخلافات بخصوص اتفاقية التجارة الحرة وبناء الجدار والتدابير تجاه المهاجرين ويعقّد  "العمل معا لفائدة البلدين" ، التي أعرب عنها ترامب.

ومعلوم أن ترامب هو صاحب الخطاب الذي أساء للشعب المكسيكي من العبور من المجرمين لقاعدة حملته الانتخابية على الوعد لبناء الجدار الفاصل بين البلدين لمنع مرور غير قانوني.

يأتي فوز لوبيز أوبرادور في وقت يزداد فيه إحباط الشركات الأميركية بسبب سياسات ترامب التجارية ، مثل فرض التعريفات على المواد الخام من الدول الأخرى، وغيرها

"قد تراجع السوق لدينا بشكل كبير منذ أن بدأ ترامب بالإعلان عن تعرفة الرسوم الجديدة اعتبارا من بداية هذا العام.  وبالتالي من المتوقع أن يبدأ أوبرادور (المكسيك)  وترودو (كندا) بالضغط على ترامب من خارج الولايات المتحدة في مجال التجارة والهجرة، وتقوم الشركات الأميركية بالضغط  عليه كذلك من داخل الولايات المتحدة ما يمكن أن يحدث تغييراً ما.

برأي بعض الأخصائيين في الجامعات الأميركية فإن كل منهما لا يسكت على إهانة أو تهجّم.. مما سيسبب ربما بفترة متوترة جدا وبشكل متبادل. إذا قال ترامب شيء عن المكسيك فسيحصل على الرد فوراً.

وهناك مشكلة أخرى لدى لوبيز أوبرادور وهي أن فريقه يفتقر لدبلوماسيين من ذوي الخبرة والشأن ..

ولكن تبقى في يد لوبيز أوبرادور أوراق يمكنه أن يلعبها في الأوقات الحرجة مع ادارة ترامب.. فالمكسيك تقوم منذ سنوات طويلة بدور يصب في مصلحة جارتها وهو احتجاز وترحيل الآلاف من المهاجرين من أميركا الوسطى الذين يحاولون عبور الحدود المكسيكية – الأميركية، ويمكنها أن تقلع عن ذلك في حال وجود نزاع بين البلدين، أيضاً يمكن لمكتب مكافحة غسل الأموال والإتجار بالمخدرات التخلي عن البرامج التي تطبق في المناطق الواقعة على الحدود الجنوبية.

الورقة الرابحة التي في حوزة ترامب ربما تكون مسألة التحويلات المالية المرسلة من قبل المكسيكيين الذين يعملون في الولايات المتحدة الذين تفرض عليهام ضريبة 20٪ على تحويلاتهم.

وأشارت إحدى الدراسات نقلاً عن مصادر البنك المركزي المكسيكي إلى أن التحويلات المالية في عام 2015 بلغت 25 مليار دولار أميركي، أي أكثر من عائدات البلاد من صادراتها النفطية.

الملفت أن لوبيز أوبرادور وخلال رحلته إلى مختلف المدن الأميركية، حيث الجاليات المكسيكية،  اتهم المرشح المكسيكي يومها ترامب ومستشاريه بالتعاطي مع المكسيكيين "على طريقة هتلر والنازيين لليهود".

وفي وقت لاحق نشر كتاباً عن تلك الرحلة بعنوان "إسمع يا ترامب" ، وقال إنه قرر يومها مواجهة الحكومة الأميركية. بينما كان الرئيس المكسيكي في ذلك الوقت، إنريكي بينيا نييتو ، صامتاً.

وحتى لو بدا لوبيز أوبرادور اليوم مستعدًا لمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة، في الأمن أو في مكافحة المخدرات ، إلا أن البعض يعتقد أن نمط العلاقات يمكن أن يتغيّر بسبب المشاكل العالقة ، حتى يتحول لوبيز أوبرادور الى كابوس بالنسبة للولايات المتحدة.