أنصاري يدعو من بيروت للمحافظة على المكتسبات السياسية والاقتصادية للاتفاق النووي
المساعد الخاص لوزير الخارجية الإيرانية ينقل رسالة من الرئيس حسن روحاني للرئيس اللبناني ميشال عون عن التطورات الأخيرة المتصلة بالاتفاق النووي، والاخير يعرب عن أسفه لانسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق المذكور الذي كان يعتبره لبنان "ركناً أساسياً للاستقرار في المنطقة، ويساهم في جعلها منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل".
نقل حسين جابري أنصاري المساعد الخاص لوزير الخارجية الإيرانية والمبعوث الخاص للرئيس الإيراني رسالة من الرئيس حسن روحاني للرئيس اللبناني ميشال عون عن التطورات الأخيرة المتصلة بالاتفاق النووي، بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية منه، والاتصالات التي تجريها بلاده لمعالجة تداعيات القرار الأميركي الآحادي الجانب.
كذلك أطلع الموفد الرئاسي الإيراني الذي يزور لبنان اليوم الإثنين رئيس الجمهورية على المساعي التي تبذلها بلاده للوصول إلى اتفاق سياسي للأزمة السورية من خلال اللقاءات المتوقعة بين أطراف هذه الأزمة.
ونقل أنصاري حرص الرئيس الإيراني على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة.
ولفت المبعوث الخاص للرئيس الإيراني في تصريح له بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن زيارته للبنان تأتي كموفد رسمي من الرئيس الإيراني، كي يشرح مواقف بلاده للشخصيات اللبنانية، ولنقل رسالته إلى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون.
واعتبر أنصاري هذه الزيارة فرصة سانحة للقاء المسؤولين والمرجعيات السياسية، مضيفاً أن الرسالة التي حملها إلى المسؤولين اللبنانيين تحمل في طيّاتها بعدين أساسيين: الموضوع الاول يتركّز على شرح الجهود التي تقوم بها إيران مع بقية شركائها في الاتفاق النووي من أجل المحافظة عليه وعلى المكتسبات السياسية والاقتصادية لبلاده، ومن أجل مواجهة السياسة الأميركية الأحادية المعتمدة في هذا المجال ولمواجهة خروج الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع المجتمع الدولي ومع الدول العربية والأوروبية وتمت المصادقة عليه من قبل مجلس الأمن الدولي.
والشق الثاني من هذه الرسالة، بحسب أنصاري، يشير إلى تأكيد الرئيس الإيراني على معاني الصداقة والتعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة في هذه المنطقة وفي العالم، وتابع "بطبيعة الحال نركز في هذا المجال على العلاقات الأخوية مع لبنان الشقيق".
وفي سياق آخر قال أنصاري "بصفتي مكلّف من قبل الحكومة الإيرانية بمتابعة المفاوضات السياسية من أجل حل الأزمتين السورية واليمنية، فقد وضعت المرجعيات السياسية اللبنانية في كافة التطورات المرتبطة بحل الأزمة السورية. وفي ما يتعلّق بحل الازمة السورية قدمت تقريراً مفصلاً يؤكد أن الجمهورية الإسلامية تضع في سلم أولوياتها مسألة متابعة العملية السياسية التي ستؤدي بإذن الله تعالى إلى الحل السياسي المنشود في سوريا.
ونحن نعمل من خلال المفاوضات التي نجريها مع الأمم المتحدة والدول الضامنة الثلاث على إيجاد المقدمات اللازمة لانطلاق عمل اللجنة الدستورية، وهذه اللجنة سوف تدرس الإصلاحات التي يجب أن تدخل على الدستور في سوريا. وأودّ التأكيد على أن الدور الأساسي الذي تقوم به الدول الضامنة الثلاث من جهة والأمم المتحدة من جهة أخرى هو الدور المساعد لانطلاق عمل اللجنة الدستورية، ولكن الدور الأساسي والفاعل تقوم به الأطراف السورية سواء كان الدولة أم المعارضة أو قوى المجتمع المدني لأن هذه المسألة تدخل في إطار السيادة السورية ولا يحق لأي طرف خارجي أن يفرض وجهة نظره في هذا المجال. والأمر الآخر الذي نعمل عليه في هذه المرحلة هو توفير المناخات اللازمة والمناسبة التي تضمن عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم الأم. ونحن نعتبر ملف النازحين هو من الملفات الحيوية والأساسية التي في ما لو وفّقنا في إنجازه نكون قد قمنا بخطوة أساسية في إعادة أجواء الأمن والأمان والاستقرار في كافة الربوع السورية. والملف الاخر الذي نعمل عليه مع شركائنا بشكل جدي في هذه المرحلة هو الملف المرتبط بتبادل الأسرى والجرحى. ونحن نعلّق أهمية كبرى على هذا الملف الإنساني. ونحن نعتبر أيضاً أن الدور الأساسي للدولة السورية من أجل حلحلة هذه المشاكل العالقة بمشاركة المعارضة السورية.
وفي ما يتعلّق بالازمة اليمنية أود القول إنه طوال الأشهر القليلة الأخيرة كانت هناك حركة مكثفة من المفاوضات التي جرت بمشاركة إيران والأمم المتحدة وأربعة دول أوروبية بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. كل هذه المفاوضات التي تجري والتي من شأنها ان توجد الآليات المناسبة لبدء المفاوضات النهائية للازمة اليمنية. وقلت منذ البداية إن حل أزمة اليمن لا يكون عسكرياً، وهذا يثبت عملياً يوماً بعد يوم. ونأمل أن نجد الظروف المؤاتية للحل السلمي هناك وان يضع الجميع منطق الحل شاملاً".
وكان الرئيس عون قد حمّل الدبلوماسي الإيراني تحياته إلى الرئيس الإيراني وتمنياته له وللجمهورية الإسلامية الإيرانية بدوام الاستقرار والتقدم، مشيداً بالعلاقات الثنائية القائمة بين البلدين.
الرئيس اللبناني أعرب لأنصاري عن أسفه لانسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي الذي كان يعتبره لبنان "ركناً أساسياً للاستقرار في المنطقة، ويساهم في جعلها منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل"، مسجلاً في المقابل ترحيبه بالتزام الدول الاخرى بالاستمرار فيه وفق ما صدر في فيينا قبل أيام، نظراً للتداعيات السلبية التي تترتب على إلغائه على صعيد الأمن والاستقرار في المنطقة.
ونوّه عون بالجهود التي تبذلها إيران للمساعدة في إنهاء الأزمة السورية، لافتاً إلى أن من شأن تحقيق هذا الأمر تسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.
الموفد الرئاسي الإيراني ختم لقاءاته الرسمية مع المسؤولين اللبنانيين بلقاء مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، حيث تطرق البحث إلى موقف إيران من خروج واشنطن من الاتفاق النووي، وكذلك مسألة النازحين السوريين في لبنان، والعمل على تأمين الظروف الملائمة لعودتهم إلى بلادهم.