ملخص دراسات وإصدارات مراكز الأبحاث الأميركية
في مسار تقييم إرهاصات "الربيع العربي" اعتبر معهد كارنيغي أن نتائج الاحتجاجات جاءت مخيبة للآمال إذ شهد العالم "انهيار بنيان بعض الدول .. وأخرى استطاعت المراوغة والالتفاف على المطالب واستعادت سيطرتها على مجتمعاتها، وأثبتت أن الرهانات السابقة كانت في غير محلها".
جديد السياسة الأميركية
أعرب معهد أبحاث السياسة الخارجية عن اعتقاده بعودة الولايات المتحدة لتبوأ مكانتها الدولية السابقة "كما كانت بين أعوام 2008-2016"، وتعديل ما اعتراها من أضرار وفق كبار خبراء السياسة الخارجية الأميركية. ونسب المعهد إلى طواقم الخبراء والمخضرمين قولهم أن "رئاسة دونالد ترامب للبلاد لا تعدو كونها كبوة قصيرة الأجل، وعند انتهاء ولايته من المرجح عودة الأمور إلى سابق عهدها". واستدرك المعهد بالقول أن تلك النظرة الرغبوية لا تأخذ بعين الاعتبار "عمق الاضطرابات الناجمة عن سياسات ترامب، لا سيما التغيرات التقنية والديموغرافية والاقتصادية والعسكرية التي تدخل بمجملها في حسابات تشكيل عناصر السياسة الخارجية" للولايات المتحدة وإرساء "مفهوم واضح المعالم للمصالح القومية العليا".
غياب جون ماكين عن المشهد السياسي
انفرد معهد كاتو من بين أقرانه بمطالبته إلقاء نظرة عميقة على "إرث" السيناتور جون ماكين وإخضاعه "لقواعد حكم قاسية، لما كان يمثله من سياسات تدخل عسكرية"، على الرغم من اصطفافه أحياناً ضد التدخلات العسكرية الأميركية لا سيما "في لبنان إبان عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان، وعدم ارتياحه للدور الأميركي في منطقة البلقان". بيد أن ماكين، يقول المعهد، تحول "في العقود الأخيرة من خلال موقعه المميز في مجلس الشيوخ إلى أشرس الداعين للتدخلات العسكرية، بصرف النظر عن الظروف تقريباً". وبعد سرد المعهد لسجل ماكين في "الحروب العدوانية التي شنت ضد صربيا؛ الغزو الكارثي للعراق، وتدمير ليبيا، ودور عسكري فاعل في سوريا". وأضاف المعهد أن ماكين فاقم العلاقات الأميركية الروسية "بدعمه المتهور لجورجيا ضد روسيا؛ وطالب بشن عدوان عسكري على كوريا الشمالية؛ .. أما اوكرانيا شكلت خيبة أمله بقوله انه لا يرى خياراً عسكرياً يمكن تطبيقه، انه لإمر كارثي".
"النظام العربي الجديد"
في مسار تقييم إرهاصات "الربيع العربي" اعتبر معهد كارنيغي أن نتائج الاحتجاجات جاءت مخيبة للآمال إذ شهد العالم "انهيار بنيان بعض الدول .. وأخرى استطاعت المراوغة والالتفاف على المطالب واستعادت سيطرتها على مجتمعاتها، وأثبتت أن الرهانات السابقة كانت في غير محلها". واستطرد بالقول أنه على الرغم من تلك الانتكاسات فإن "الإضطرابات أدت لبروز نظام عربي جديد .. الذي أعاد رسم خريطة العلاقات الإقليمية؛ بقيادة دول الخليج الثرية والقمعية". واستخلص بالقول أن "انتشار دول فاشلة وضعيفة أرسى بروز فرص للمنافسة والتدخل، ودخول لاعبين جدد على المشهد السياسي وقدرات جديدة" أيضاً.
اليمن
استعرض مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن وما نجم عنها من تحديات أمام منظمات الإغاثة الدولية لتصريف المساعدات، منها "كيف تقود آلية توزيع المعونات إلى تعقيد أو إطالة أمد المأساة الإنسانية .. وتعزيز نفوذ تجار الحروب". وأضاف أن منظمات الإغاثة بمجملها "ليست على دراسة كافية دائماً للتعرف على انعكاسات إجراءاتها على مسار الأزمة، لكنها تعي أثر ذلك .. وتحرص على ضمان عدم انزلاق عملياتها إلى اندلاع حرب وما سيتبعها من تطورات".
إيران
حذرت مؤسسة هاريتاج من تصريحات إيران حول الملاحة في مضيق هرمز "وتحذيرها للبحرية الأميركية بأنه لا مبرر لوجودها هناك وقد يؤدي إلى تخبط في اسواق النفط الدولية". وأضافت أن إيران اعتادت على "التهديد بإغلاق مضيق هرمز إن تعرضت لهجوم أو لعدم استطاعتها تسويق نفطها؛ وبالمقابل تسعى إدارة الرئيس ترامب إلى تصفير صادرات إيران النفطية، لكن من غير المرجح أن تستطيع تحقيق ذلك الهدف نظراً لرفض الصين ودول أخرى العقوبات الأميركية واستمرارها باستيراد النفط الإيراني".
في مكان آخر، أعربت مؤسسة هاريتاج عن "حتمية فشل جهود الإتحاد الاوروبي لحماية لإيران من العقوبات الأميركية .. عبر ترتيبه صفقة محفزات اقتصادية لحمل إيران على البقاء في الاتفاقية النووية". واضاف أن تفعيل دول الاتحاد الاوروبي لقانون يحمي الشركات الاوروبية وكل من يتعامل مع إيران من العقوبات الأميركية، سرى مفعوله في 7 آب الماضي". لكن من المرجح أن تحجم الشركات والأفراد من الاتجار مع ايران عوضاً عن تفعيل نصوص التشريع الحمائي؛ لا سيما وأن بعضا من كبريات الشركات الاوروبية – توتال، ميرسك، سيمنز – أشارت إلى أنها ستسحب اعمالها من إيران".