مقاوم حرمه الانتداب الفرنسي من الجنسية اللبنانية، وأحفاده لا يستطيعون استردادها اليوم

عائلة المقاوم علي حرب، رفيق سلاح أدهم خنجر وصادق حمزة، تُحرم من الجنسية اللبنانية منذ الانتداب الفرنسي للبنان، وأحفاده لم يتمكنوا بعد من استردادها.

  • مقاوم حرمه الانتداب الفرنسي من الجنسية اللبنانية، وأحفاده لا يستطيعون استردادها اليوم
    جواز سفر أردني للمقاوم علي حرب
  • مقاوم حرمه الانتداب الفرنسي من الجنسية اللبنانية، وأحفاده لا يستطيعون استردادها اليوم
    علي حرب قاوم وخسر وأحفاده الجنسية
  • مقاوم حرمه الانتداب الفرنسي من الجنسية اللبنانية، وأحفاده لا يستطيعون استردادها اليوم
    المقاومون الثلاث
  • مقاوم حرمه الانتداب الفرنسي من الجنسية اللبنانية، وأحفاده لا يستطيعون استردادها اليوم
    حرمت عائلة المقاوم حرب من الجنسية
  • مقاوم حرمه الانتداب الفرنسي من الجنسية اللبنانية، وأحفاده لا يستطيعون استردادها اليوم
    بيان قيد عائلي لبناني لشقيق المقاوم علي حرب

"أكثر من 500 شخص من آل حرب حُرموا من الجنسية اللبنانية بعد خروجهم مضطرين من البلاد بسبب تنكيل جيش الاحتلال الفرنسي بهم، وهم يقيمون اليوم في الأردن ".

عديدة هي الأمور التي ما تزال حقبة الانتداب الفرنسي للبنان تؤثر فيها. قوانين، تسمية شوارع بإسم جنرالات فرنسيين من تلك الحقبة، وغيرها من الأمور. لكن أن تُحرم عائلة من جنسيتها اللبنانية بقرار من الاحتلال الفرنسي، وأن تستمر مفاعيل القرار لحد الآن، فهذا غريب. هذه حكاية المقاوم علي حرب الذي حُرم وعائلته من الجنسية اللبنانية وغيرهم من اللبنانيين الذين هربوا من لبنان في ذلك الوقت، نتيجة الفقر والجوع والبطش.

الميادين نت التقى حفيد المقاوم الراحل علي حرب. المقاوم الذي اقترن اسمه بأبرز المقاومين في تلك الفترة مثل أدهم خنجر وصادق حمزة. يقول علي، الحفيد، "عملنا المستحيل كي نحصل على الجنسية ولكن من دون نتيجة تذكر", بالرغم من أنهم راجعوا السفارة اللبنانية في الأردن مراراً , وفي كل مرة يكون الجواب بضرورة "مراجعة السلطات الرسمية في لبنان".

العائلة تتابع الملف منذ العام 1994 وقد التقت لهذا الغرض برئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي بدوره كلف وقتها النائب المحامي حسن علوية بالمتابعة، وهو، بحسب علي، ما يزال كذلك بدون أن يطرأ تغيّر.

أستاذ مادة التاريخ في مرجعيون بلال ياسين تجمعه قرابة لجهة الأم مع آل حرب، وقد زارهم مرارا في «دير أبو سعيد» في الأردن. يقول ياسين للميادين نت إنه "يعز علينا اليوم أنه تم إعطاء الجنسية للكثير من الأشخاص الذين لا يستحقونها فقط من أجل أغراض انتخابية وغيرها، فيما تبقى عائلة المقاوم علي حرب محرومة منها".

لم يغب التاريخ في كلام ياسين. يشرح عن إرادة المقاومة الموجودة عند أهالي جبل عامل منذ مئات السنين، "إبتداءً من مقاومتهم للعثمانيين فالفرنسيين، ومن هؤلاء كان علي حرب، الجد.

الميادين نت زار بلدة تولين الجنوبية والتقى المهندس عباس حرب, الذي يتواصل على نحو مستمرّ مع أقربائه في الأردن. يقول إن "المقاوم علي حرب حاضر في ذاكرة أبناء تولين وأجدادها ودوره البطولي في مقاومة الفرنسيين لا ينسى". ويكمل "بالرغم أنهم قدموا كل الأوراق والمستندات لاسترداد الجنسية، لكنهم لم يحصلوا عليها حتى اليوم وينتظرون حلاً سياسياً قد يشملهم فهم يطالبون السلطات اللبنانية دائماً، ولكن في كل مرة لا يتلقون سوى الوعود".

علي حرب حاضر أيضا في ذاكرة المؤرّخ المرحوم الدكتور علي مرتضى الأمين فالذي تحدث في كتابه "ثائر من بلادي" عن شخصية حرب القيادية في جبل عامل وأنه كان من المشاركين في مؤتمر الحجير عام 1920 الى جانب المقاومين أدهم خنجر وصادق حمزة الفاعور، وقد قاد كلّ منهم مجموعة عسكرية لمقاومة الاحتلال الفرنسي، في كلّ من تبنين والشقيف وصور".

للإطلاع على مجريات الملف، تواصل الميادين نت مع المديرية العامة للأحوال الشخصية التي أكدت أن "هناك قانون لاستعادة الجنسية ولكن ضمن شروط معينة"، مشيرةً إلى أنه "على صاحب العلاقة أن يراجع السفارة اللبنانية في الأردن, والتي بدورها يجب أن يكون لديها نموذجاً عن الطلب الذي يقدمه المعني بهذا الموضوع شرط أن يكون هناك أشخاص من أقارب الأب أو العم لديهم الجنسية اللبنانية".

بيد أن أخ المقاوم علي حرب لبناني، ولديه سجل عائلي، ولكن بالمراجعات والمتابعة لم يتغير شيء لغاية الساعة. 

"الوعود السياسية لا تنفع". تقول المحامية سهى إسماعيل، التي تابعت هذا الملف في فترةٍ سابقة، "لا بد من التوجه الى القضاء لحل هذه الأمور قانونياً".

تشرح إسماعيل أن الجد الأكبر لعائلة حرب غير مسجل في سجلات عام 1932 وبالتالي "فهم غير قادرين على متابعة الأمور في السفارة ولا حل أمامهم إلا القضاء اللبناني".

هل سنقوم بشراء الجنسية؟, يسأل علي (الحفيد). ويكمل "هناك أكثر من 500 لبناني من العائلة, وإذا إتجهنا نحو القضاء ستكون هناك أعباء مالية مترتبة على عاتق كل شخص مما سيزيد الأمور تعقيداً".

حفيد المقاوم علي حرب يطالب فيها الحكومة اللبنانية إنصافاً كون جدّه الاكبر حارب وصمد بوجه "الإنتداب" وغادر وطنه مكرهاً. فهل من المنصف أن يكون نسل أحد أبطال المقاومة اللبنانية التاريخيين غريباَ في وطنه؟

 

اخترنا لك