رافات... سجن وجدار وحكاية صمود
في فلسطين المحتلة تستمر قصص الصمود الفلسطينية التي تنشأ من رحم المعاناة. اليوم الاحتلال الإسرائيلي يمارس الضغط على الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق أهدافه وسياسته الخارجية تجاه الفلسطينيين.
في بلدة رافات يحاول كيان الاحتلال فرض وجوده بكل الطرق, هذه البلدة التي تقع في الضفة الغربية ضمن محافظة القدس لكنها الأقرب إلى مدينة رام الله.
تبلغ مساحتها ما يقارب 4000 دونم ويعيش فيها حوالي 3000 نسمة. يشرح رئيس بلدية رافات الفلسطينية للميادين أن الاحتلال سيطر على 700 دونم منها وضمها الى سجن عوفر.
رافات التي سُجنت وقصفت ودُمرت نراها اليوم تُحاصَر بالجدار العازل, ذلك الجدار الذي سجن شعباً بأكمله, في أكبر سجن في التاريخ مساحةً.
أمام هذا الواقع, تعيش عائلات فلسطينية كثيرة حالات من المعاناة والرعب والاضطهاد تتمثل في هجوم المستوطنين على مساكنهم وأملاكهم. هذا ما أكده رئيس بلدية رافات الفلسطينية.
قصة صمودٍ يرويها الكبير والصغير في هذه البلدة. فهم من ولدوا وكبروا وتفتحت عيونهم على حواجز الاحتلال، وجرائمه بحقهم.
مشهد الفتيات وهن يقفن على تلّة بالقًرب من سجن «عوفر» الإسرائيلي، يحكي الكثير عن رفضهن للذل والهوان.
يمارس قراصنة الفرح والمحبة طقوسهم الموغلة بالسادية والبطش على شعب اعزل من كل شيء إلا من إيمانه بمقاومته وقضيته، ويقف كزيتون رافات وأشجار صبرها، يحطم مخططات جنرالات الاحتلال، ويمزق احلامه في البقاء، يستمد هذا من صورة حفرت في ذاكرتهم إبان تحرير معتقل الخيام. ومنا يؤمن قطعاً بتحرير معتقل عوفر، ليسترد أرضه ويقبّل جبهات اسراه أحرارا.ً
لا السجن ولا القصف ولا العنصرية بأشكالها استطاعت تطويع أبناء الأرض. تستنشق من على بيوتها القديمة رائحة تحرير آت لا محالة يشبه تحرير جنوب لبنان وغزة.
يكبر الأطفال ولا ينسون، يحفظون حدود بلدهم واسماء قراهم المدمرة كأسمائهم وأكثر، يرفعون شارات نصرهم ولا يبدّلون، وتبقى أيديهم مفتوحة تستبل الأمل بتحرير لا يتحقق الا بمقارعة الظلم فوق أرض خصبة وسماء ملأى بأرواح الشهداء