تبادل التهم بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية في نيجيريا.. وبهاري يدعو للهدوء وأتيكو يتهمه بتدبير ذلك

نيجيريا على موعد جديد مع الانتخابات الرئاسية، جولة محمومة من الصراع الذي تشهده البلاد عادة في المواسم الرئاسية، إلا أنه هذه المرة له طابع من تضاد المصالح والبرامج ما حثّ المتخاصمين على الوقوف جنباً إلى جنب لمنع الريس الحالي محمد بهاري من تجديد ولايته.

يحتدم النزال في نيجيريا على الولاية الرئاسية الجديدة 2019-2023. المنافسة على أشدها بين الرئيس الحالي محمد بهاري المرشح لولاية إضافية عن حزب التقدم وبين منافسه مرشح حزب الشعب الديمقراطي العريق أتيكو أبو بكر.

يتمتع الرجلان بتاريخ سياسي حافل جعل جولة التنافس هذه محطة أساسية. فبهاري القادم من المؤسسة العسكرية يحث الناخبين على التجديد له لاستكمال خطته لـ"المرحلة المقبلة"، بينما يسخر السياسي ورجل الاعمال أتيكو من الحزب المنافس له بأنه دخيل على السياسة وهو سيسترجع مكانة حزب الشعب الديمقراطي.

 

تأجيل الانتخابات الرئاسية يخلق اتهامات متبادلة بين المتنافسين

وفي ثنايا الأحداث جاء مدوياً إعلان الهيئة المستقلة للانتخابات عن تأجيل لاسبوع ليلة موعدها المحدد في السادس عشر من شباط/ فبراير الجاري.

حزب بهاري دعا إلى لزوم الهدوء في الشارع واضعاً اللوم على الهيئة في عدم الجهوزية اللوجستية، فيما استغل الحزب المنافس الفرصة للضرب تحت الحزام، فأصدر بياناً يصوّب فيه على بهاري بدعوى تأجيل الانتخابات سعياً للم صفوفه المبعثرة.

 

بهاري يعد باستكمال خطته لمكافحة الفساد وتحديث البنية التحتية وأتيكو قادم بالخصخصة

الدولة الغنية بالنفط والغاز وصاحبة الاقتصاد الكبير النامي ما تزال تعيش ترددات انهيار عملتها أمام الدولار، وتراجع عائداتها بفعل انخفاض أسعار البترول عالمياً. وفي هذا يجد منافسو بهاري مناسبة جدية لمحاربته، فيما يرد الرئيس بأن الأمر عالمي ولديه من البرامج التنموية ما منع عجلة الاقتصاد من التوقف عن الدوران. هو أطلق مشاريع بنية تحتية عملاقة لسكك الحديد والمستشفيات والكهرباء. كما رفعت حكومته شعار مكافحة الفساد فحاسبت ورفعت الغطاء حتى عن أعضاء في البرلمان من الحزب الحاكم.

 

أتيكو حصد دعم أوباسانجو بعد صراع طويل بين الرجلين تبادلا فيه الاتهامات المهينة

يستند أتيكو في حملته على تفوقه في أعماله الخاصة. فيقول إنه "لا يعد الشعب بوعود فارغة بل بتاريخ من النجاح في خلق خمسين ألف فرصة عمل". إلا أنه يطل مجدداً بعد محاولات فاشلة للوصول إلى الرئاسة حاملاً لواء الخصخصة الاقتصادية الكاملة "ولو قتلوني"، كما عبّر في إحدى مقابلاته الأخيرة. هذا التوجه سعّر الخلاف الانتخابي، فاتهمه حزب التقدم (بهاري) باتباع أجندة صندوق النقد الدولي ودول الغرب.

لا شك أن بهاري يحصد شعبية واسعة خصوصاً في مناطق الشمال حيث تسيطر جماعات الهوسا، إلا أن وضعه الصحي وغيابه لنحو عام على مرحلتين للعلاج خلقا فجوة في الحكم ملأها نائبه "يمي أوسينباجو" صاحب المتابعة الحثيثة. أما أتيكو فقد ربح في هذه الجولة التنافسية ورقة اليانصيب الكبرى بعد مصالحة أكسبته دعم رئيس نيجيريا السابق "أولوشيجن أباسانجو". الأخير كان قد اختار أتيكو نائباً له في عام 1999، ولكن الخلاف استعر بين الرجلين إلى حد الطلاق السياسي خلال ولايتهما. وصف أتيكو رئيسه بصاحب "الرأس العفن"، فيما كتب أوباسانجو صاحب الشعبية الكبيرة "إن أتيكو فاسد ولا ولاء له وضعيف الرأي، يشتري بالمال كل شيء".

اليوم لم يشبه الأمس، فقد علم أتيكو أن أوباسانجو ممر إلزامي لضمان ترشيح الحزب له للرئاسة، فلجأ إليه واستحصل على "الغفران". وبرغم هذا فإن الرجل العجوز المحبوب في نيجيريا لم يكف عن النقد المبطن لأتيكو عن المرحلة السابقة برغم جديته في تقديم الدعم له.

إذن ينقسم المشهد الرئيسي بناء على برنامج المرشح، فبهاري يعد بزيادة دعم برامج مالية للطبقات الفقيرة، واستكمال بناء البنى التحتية ووقف الفساد والهدر ومحاربة بوكو حرام التي نجح في لجمها إلى حد كبير، فيما يعد أتيكو بخلق الوظائف وإطلاق عجلة الخصخصة، وقد واجه آخر تهم فساد له بزيارة الولايات المتحدة، بعد أخبار عن منعه من السفر إليها وزوجته.

نيجيريا على موعد جديد مع الانتخابات الرئاسية، جولة محمومة من الصراع الذي تشهده البلاد عادة في المواسم الرئاسية، إلا أنه هذه المرة له طابع من تضاد المصالح والبرامج ما حثّ المتخاصمين على الوقوف جنباً إلى جنب لمنع بهاري من تجديد ولايته.

اخترنا لك