ملخص دراسات وإصدارات مراكز الأبحاث
تقرير يلخص أبرز ما جاء في دراسات وإصدارات مراكز الأبحاث الأميركية في هذا الأسبوع.
تآكل صدقية أميركا دولياً
رفضت مؤسسة هاريتاج تعرّض بعض أقطاب المؤسسة الرسمية للرئيس الأميركي دونالد ترامب لما أسموه "نفوره من المعاهدات الدولية،" واتساقاً مع وعوده الانتخابية لتقليص نفوذ التحالفات والعمل المشترك على الصعيد الدولي، مما فاقم في عزلة واشنطن وابتعاد حلفائها لعدم ثقتهم بوعودها.
وأوضحت أن الرئيس ترامب، خلال الفترة الزمنية القصيرة من ولايته الرئاسية صادق على "ستة معاهدات منذ آذار/ مارس 2017"، وهي نسبة مماثلة تقل بواحدة عن سلفه الرئيس باراك أوباما خلال السنتين الاخيرتين من رئاسته. إذ النقطة الأهم، بنظر المؤسسة، ليس المصادقة على كم كبير من المعاهدات بل "التوقيع على معاهدات" تحقق مصالح الولايات المتحدة. وخلصت بالقول أن توقيعه ومصادقة الكونغرس على تلك الحزمة من المعاهدات تؤشر على "ميله للموافقة لما يراه"يخدم المصالح الأميركية.
صفقة القرن
زعم معهد هدسون أن انسداد آفاق التسوية دفع الجيل الناشىء من الفلسطينيين لترجيح حل "الدولة الواحدة .. وذلك ليس إلا صرخة يأس" من جيل صدّق الرهانات السابقة على "حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة".
وأضاف أن تعميم ذلك الشعور "قد يحفز تجدد النشاطات في الجامعات الاميركية في إدانة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، لكن ذلك لن يساعد القضية الفلسطينية في العالم الحقيقي".
ليبيا
أشادت مؤسسة هاريتاج بقرار الرئيس ترامب الابتعاد عن التدخل في ليبيا "بخلاف سلفه الرئيس أوباما الذي "خلفت سياساته بلداً مدمراً، واحتراق مقرات أميركية، ووفاة السفير الأميركي بصحبة آخرين". واستدركت أن ترامب، بالمقابل "لم يحقق أي انجازات لتحسين الأوضاع هناك؛" وحثته على بلورة "حلول أمنية قادرة على الصمود في الأقليم والتي باستطاعتها معالجة التحدي الثنائي الأبرز "زعزعة استقرار نشاطات ايران والحملات المنظمة للإرهابيين الإسلاميين العابرة للحدود".
إيران
حثّت مؤسسة هاريتاج المنظومة الاعلامية الأميركية على التحلي بالواقعية في تحليلاتها وتكهناتها فيما يخص نشوب حرب مع إيران، والابتعاد عن التهليل لا سيما ".. وسجلها في التنبؤ بنشوب حرب في ظل ولاية الرئيس ترامب ليس أفضل حالاً من تكهناتها بنتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2016".
وأوضحت أنها بمجموعها وقعت في خطأ "دق طبول الحرب بخلاف الأطراف المعنية بدخول الحرب"، في إشارة للتصعيد العسكري مع كوريا الشمالية.
وأضافت أن حملة التحشيد للحرب ساهمت فيها معظم الوسائل الإعلامية، إن لم تكن جميعها، واختفت لهجة الحرب "فجأة .. لنجد الأجواء بين البلدين قد تغيرت بشكل دراماتيكي تجسد بعقد زعماء البلدين مفاوضات مباشرة وجدية امتدت لأكثر من سنة"، وشددت على خطل تحليلات المؤسسة الإعلامية إذ لم تتجسد "تحذيراتها من نشوب وشيك للحرب وسرعان ما تم التغاضي عنها".
أفغانستان
أشار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى خطة أميركية مبرمجة للانسحاب من أفغانستان عبر رصده" لمفاوضات التسوية السلمية التي تجريها الولايات المتحدة قافزة عن أي مشاركة للحكومة الأفغانية.. كما أن عدة تقارير صحفية نقلت عن مصادر رسمية تفيد بأن واشنطن تنظر في أحداث تخفيض بنسبة 50% في طواقمها الديبلوماسية هناك وتعمل أيضاً على أحداث تخفيضات هامة في حجم القوات والمهام المنوطة بها".
واستطرد المركز بالقول إن الحكومة الأفغانية تعاني من "جملة انقسامات حادة خلال سعيها لتحديد دورها في التسوية السلمية فضلاً عن المتاعب المتنامية من حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة في أيلول/ سبتمبر 2019..".
وأضاف أن التقارير الوردية التي تشير إلى "تحقيق قوات الأمن الأفغانية بعض التقدم لم يتم التحقق منها عبر وسائل مستقلة، بل لا توجد بيانات رسمية حقيقية توضح حجم سيطرة الحكومة على المقاطعات المختلفة والسكان الأفغان". وخلص بالقول إن "قدرة الحكومة الأفغانية على الاستجابة للمطالب (الميدانية) الأميركية وتطوير قواها الأمنية.. لا تزال مبهمة".
تركيا
استعرض معهد واشنطن تبخر أحلام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان "فور الإطاحة بمرشحه محمد مرسي في مصر .. ومراهنته على استعادة تركيا العثمانية لمجدها (الامبراطوري) وتحولها لقوة إقليمية عظمى عبر تسلقه أجواء الربيع العربي". وأوضح أن خسارته لحليفه مرسي وتنظيم الإخوان المسلمين "حدد أطر تفكيره وتحركاته المستقبلية في التعامل مع الخصوم والمعارضة الداخلية.. بدءاً بالمواجهة الدموية مع المعارضة في منتزه غيزي (2013) ومروراً بمحاولة الانقلاب، تموز 2016".
وأردف أن "تأييد إردوغان، كزعيم للاسلام السياسي، ومساندته لمرسي وتنظيم الإخوان في مصر أدّى بتركيا لتدفع ثمناً باهظاً.. من تداعياته ايداعه السجن لعدد كبير من جنرالات الجيش العلمانيين"، عقب محاولة الانقلاب. كما أن علاقات تركيا بمحيطها العربي، لاسيما دول الخليج، تعرضت لهزات كبيرة على خلفية التزام إردوغان بتنظيم الإخوان المسلمين"، ولم يبق له من حليف سوى قطر" في منطقة الخليج التي تحتضن رموز ونشاطات التنظيم الدولي.
وخلص بالقول إن سياسات وطموحات الرئيس التركي لإعلاء مكانة تركيا وتجديد نفوذها الإقليمي اصطدمت بخسارة الشارع العربي بعد سقوط الإخوان المدوي "وعززت النزعات العنصرية لدى الأتراك عن العرب".