مؤتمر أمن السايبر الدولي في تل أبيب: اعتماد اسرئيل على التكنولوجيا يزيد من المخاطر عليها
التقارير الأميركية عن استهداف الكتروني للمنظومات الصاروخية الإيرانية قبل أيام، بغض النظر عن صحتها من عدمها، تؤشر إلى أن الحرب الإلكترونية في قائمة خيارات واشنطن، في ظل عجزها عن الذهاب إلى خيار عسكري غير معروفة نتائجه.
المدير السابق لقيادة "السايبر" في الجيش الأميركي "مايك روجرز" تناول ساحة الحرب الإلكترونية المرتقبة خلال مؤتمر في "تل أبيب"، مرجحًا أن تحمل الفترة المقبلة أحداثًا هامة في هذا المجال على صعيد الصراع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.
ويتزامن كلام المسؤول الأميركي السابق مع تقرير "نيويورك تايمز" حول تحضير السلطات الأميركية لجملة خيارات أمنية ضد إيران، تشمل أعمالًا تخريبية داخل إيران وخيارات اضافية لاضعاف حلفائها في المنطقة.
وحضر نحو ثمانية الاف شخصية من ثمانين دولة "اسبوع السايبر" في "تل أبيب" الذي ركزّ على الإستخبارات بالدرجة الأولى. واستضاف معهد لأبحاث السايبر في جامعة تل أبيب المؤتمر بالتعاون مع مختبر "يوفال نيمان للعلوم" ووزارة الخارجية الإسرائيلية ودائرة أمن السايبر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
واعتبر "روجرز" أن خيار هجمات "السايبر" أقل خطورة من الحرب العسكرية، متوقعًا أن نشهد في المستقبل القريب المزيد من هذه الهجمات. وأوضح المسؤول الأميركي السابق أن هذا النوع من الهجمات يوسّع مروحة الخيارات أمام الإدارة الأميركية، مضيفًأ أن إيران "لا تميّز بين المصالح الحكومية والمصالح الخاصة" عند تنفيذ هجمات الكترونية بعكس الغرب على حد تعبيره.
وشهد المؤتمر مداخلة لمدير الموساد "يوسي كوهين" الذي تحدث عن استخدام الجهاز للبيانات والمعلومات في "السايبر" بهدف توفير "إنذارات مبكرة"، مشيرًا إلى أن ازدياد إعتماد اسرئيل على التكنولوجيا يزيد من حجم المخاطر والثغرات التي يمكن استغلالها من قبل أعدائها.
وكرر كوهين دعوة الضيف الأميركي بالتنسيق والمزيد من التعاون بين القطاعين الخاص والعام بهدف الإستفادة من التجارب وتوفير الوقت عند محاولة حماية المصالح الأميركية والإسرائيلية.
وأعطى "روجرز" مثالًا على التنسيق بين القطاعين العام والخاص الآليات المتبعة في إدارة الطيران المدني في دول العالم، لكن "كوهين" أضاف إلى التنسيق بين هذين القطاعين الخبرات الشابة في المجتمع.
ويدير الموساد الإسرائيلي "مسرّعة أعمال" تحت اسم "ليبرتاد" بهدف الإستثمار في التقنيات في مجالات عديدة والتوصل إلى حلول يمكن استخدامها في العمل الإستخباري.
وشهد المؤتمر مشاركة من "مايكروسوفت" التي تمثلّت بمديرة تقنيات أمن الحوسبة السحابية والذكاء الصناعي في الشركة العملاقة. واعتبرت المديرة في "مايكروسوفت" ان التحدّي الرئيسي بالنسبة لشركات الحماية هو في "إيجاد توازن بين مرونة وقدرة الأجهزة والحاجات الأمنية حتى لا يرتفع سعر الأجهزة".
ودعت ممثلة "مايكروسوفت" إلى التركيز على حماية "الجواهر الأثمن" عند الحديث عن الحماية الالكترونية، ذلك أن المبالغة في تشديد اجراءات الحماية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، مقدمة مثالًا على الجهاز المناعي للإنسان "الذي يعرف متى يُرسل دفاعاته الأقوى".