إنزاغي كلمة السر .. لاتسيو يحلق في سماء العاصمة
سيموني إنزاغي المدرب الإيطالي، واحد من أبرز الأسماء اللامعة في كرة القدم الإيطالية، وربما العالمية، نجح إنزاغي الصغير في تحويل لاتسيو إلى فريق تخشاه كل أندية إيطاليا، حتى يوفنتوس.
اسمٌ لمع وسط إيطاليا، رسم ضحكات في قلوب الجماهير، فيليبو إنزاغي، لاعب يوفنتوس وميلان السباق، كان الاسم الأشهر في عائلة إنزاغي. في الوقت الذي كان شقيقه سيموني إنزاغي يلعب في النادي العاصمي لاتسيو.
3 نيسان/أبريل 2016، هذا التاريخ كان نقطة تحوّل المجهر، من فيلوبو إلى سيموني. المكان كان ملعب "الأولمبيكو" في العاصمة الإيطالية روما، حيث كانت النتيجة تشير إلى تقدم روما على غريمه التقليدي لاتسيو (3-1)، ومع حلول الدقيقة 87 يسجل الأرجنتيني بيروتي هدف روما الرابع، ليزيد من معاناة لاتسيو.
في تلك الليلة كان الأب جيانكارلو إنزاغي وابنه فيليبو حاضرين في الملعب، وبعد الهدف الرابع لروما، همس الأب لفيليبو "إذاً، سيموني سيتولى غداً تدريب لاتسيو". وهذا ما حدث بالفعل قرر رئيس النادي كلاوديو لوتيتو إقالة بيولي وتعيين سيموني إنزاغي مدرب فريق الشباب، مديراً فنياً للفريق الأول بشكل مؤقت. رحل سيموني الطموح والحالم، أثبت نفسه ثم عاد إلى حيث كانت البداية، عاد إلى لاتسيو من جديد.
اليوم لاتسيو واحد من أقوى الفرق في إيطاليا، نعم في هذا الموسم "النسور الذهبي" كسرت الأرقام القياسية، وارتفع مستوى لاعبي لاتسيو بشكل ملفت، الفضل كل الفضل يعود لإنزاغي، لا لقرار لوتيتو، الرجل الذي يحب جنيّ المال، لا دفع الكثير منه.
ما الذي فعله إنزاغي؟
أظهر سيموني قدراته كمدرب بشكل واضح، حيث تحوّل لاتسيو إلى منافس حقيقي على لقب الدوري الإيطالي، فأصبح رفقة إنتر يركضان خلف كسر هيمنة يوفنتوس على لقب "الاسكوديتو". صاحب الـ 41 عاماً، يمتلك صلابة ذهنية، وأفكاراً خلاقة، كما يعرف كيف يلعب بأي تشكيلة متوفرة، علماً أن لوتيتو لم يمنح إنزاغي الكثير من الخيارات والأسماء البراقة. يمكن اعتبار إنزاغي أفضل مدرب إيطالي حالياً، خصوصاً أنه مازال في سن صغير. كما أظهر إنزاغي قدرته على التكيّف مع الغيابات واللعب بأكثر من رسم تكتيكي، كما أنه يهتم بأدق التفاصيل. إذا عدنا إلى مباراة لاتسيو في الموسم الماضي.
نجح المدرب الشاب، في تحقيق أول ألقابه سريعاً مع لاتسيو، وهو كأس إيطاليا الموسم الماضي، من ثم كأس السوبر الإيطالي بعد أن تفوّق للمرة الثانية هذا الموسم على يوفنتوس بنفس النتيجة أيضاً (3-1). ومن تلك المباراة ومجموعة مباريات أخرى يتضح لنا ما الذي تغيّر في لاتسيو، مع الشاب الإيطالي.
قدرة لاتسيو على إنهاء الهجمات، وبناء الهجمات المرتدة واضحة جداً، إضافة إلى صنع الفرص من الكرات الطويلة، وصنع فرص سانحة للتسجيل. ازدادت قدرة لاتسيو مع سيموني على خلق الفرص والحلول من المجهودات الفردية. أصبح لاتسيو قادراً على العودة عند تأخره، والحفاظ على تقدمه. وبعيداً عن القدرات الهجومية يتميز لاتسيو بقدراته الدفاعية في وجه الكرات الثابتة. أما نقطة ضعف لاتسيو دفاعياً هي الدفاع واحد بمواجهة واحد، وفي الكرات الهوائية.
أسلوب لعب لاتسيو مع سيموني يعتمد على الوصول إلى المرمى من خلال الكرات البينية، واللعب من العمق، يعتمد "النسور" على الجهة اليسرى في أغلب الأحيان، كما يسددون بأرقام عالية على المرمى. انزاغي يؤمن بالتمريرات القصيرة، والاستحواذ في مناطق الخصم، وأسماء مثل لويس ألبرتو، ولوكاس ليفا، سافيتش، ساعدت إنزاغي في فعل ذلك.
لاتسيو والأرقام القياسية
خلق إنزاغي كتيبة متكاملة في فريقه، حيث يتمتع لاتسيو بتكامل في كل المراكز، أكمل لاتسيو 18 مباراة متتالية بدون خسارة في الدوري الإيطالي، وهي الأطول فى تاريخ الفريق. بدوره يتصدّر إيموبيلي قائمة هدافي الدوري بـ 25 هدفاً، أصبح إيموبيلي في الجولة الـ21 أسرع لاعب يسجل 20 هدفاً في الدوري الإيطالي منذ بداية القرن الـ 21، أي منذ عام 2000 حيث لم يحتَجْ لأكثر من 20 مباراة فقط، وذلك بمعدل هدف واحد فى كل مباراة. يقدم إيموبيلي موسماً إستثنائياً. رفقة إيموبيلي هناك لويس ألبرتو الذي يتصدّر قائمة صانعي الأهداف أيضاً إذ سجل 3 أهداف وصنع 12 أخرى. لاتسيو يعدّ ثاني أقوى هجوم في "السيريا آ" بعد أتالانتا (61 هدفاً)، وفي رصيد لاتسيو 53 هدفا ً، كما تلّقت شباكه 20 هدفاً فقط ليكون بذلك أقوى خط دفاع مناصفة مع إنتر ميلانو. ويحتل لاتسيو المركز الـ 3 مبتعداً بفارق نقطة واحدة عن "السيدة العجوز" و"النيرازوري".
لاتسيو اليوم قد يكون أقوى من أي وقت مضى، الفريق لديه حافز ودافع للفوز باللّقب، وهو يعرف جيداً أن كسر هيمنة يوفنتوس أمر صعب، كما أنه يقدر صعوبة تحقيق المفاجأة، وهذا يظهر في تصريحات رئيس النادي لوتيتو.
يريد كلاوديو لوتيتو رئيس النادي أن يرى فريقه يلعب ضد إنتر ميلان بنفس التصميم والقتالية الرياضية التي أظهرها هذا الموسم، حيث سينزل الإنتر ضيفاً على ملعب "أولمبيكو روما" يوم الأحد المقبل. وانتعش الإنتر بعد الفوز في "ديربي المادونينا" على ميلان (4-2)، مع سقوط يوفنتوس بالخسارة أمام فيرونا في ملعب "مارك أنتونيو بينتجودي".
إنزاغي نجح في تحويل لاتسيو من فريق يسعى إلى خطف مركز أوروبي، إلى التقدم والارتقاء نحو فريق منافس على لقب الدوري الإيطالي، بالفعل لاتسيو هذا الموسم، لن يكون اسماً عابراً في الأيام المقبلة، لا شك أنه سيتأهل لدوري أبطال أوروبا، لكن ماذا لو كان لاتسيو بطلاً للدوري الإيطالي؟