الدوري الإسباني: برشلونة ينتصر ولكن ماذا بعد ميسي؟
برشلونة ينجح في تحقيق الانتصار على خيتافي في منافسات الجولة الـ24 من الدوري الإسباني.
دخل لاعبو برشلونة إلى "كامب نو" وهم يرتدون قمصان تحمل إسم الفرنسي عثامن ديمبيلي، كإشارة منهم إلى الوقوف بجانب اللاعب الذي يعيش مأساة مع الإصابات، والاستمرار في الغياب عن اللعب، وآخر الأخبار السيئة كانت إجراء جراحة انهت موسمه.
لكن البرسا، الذي تعاطف مع ديمبيلي كان بحاجة إلى من يتعاطف معه، ويشجعه ليقدم أفضل ما لديه، عندما استضاف خيتافي، الذي سافر إلى إقليم كاتالونيا وهو يحلم بخطف نقطة تبقيه في مركزه الثالث.
نجا برشلونة من فخ التعادل بفضل تصديات الحارس الألماني تير شتيغن، وبفضل "الأسطورة" ميسي الذي كان في الموعد ليمنح فريقه بعض التمريرات التي ضمنت لهم الإنتصار وتحقيق النقاط الثلاث. في رحلة البحث عن المحافظة على لقب "الليغا"، رحلة يبدو بأنها ستكون صعبة وليست مستحيلة في ظل توّهج الغريم الأزلي ريال مدريد.
غريزمان عاد إلى الحياة!
في الشوط الأول، دخل برشلونة المباراة وكعادته استحوذ على الكرة، حيث بلغت نسبة الاستحواذ أكثر من 70% في أغلب فترات المباراة، أول فرصة لبرشلونة جاءت عن طريق الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعد تمرير في ظهر الدفاع عن طريق سيرجيو بوسكيتس.
بدا خيتافي خائفاً قليلاً وحذراً في النصف الأول من الشوط، وكان خيتافي منظماً جداً في الخط الخلفي، حيث كان يسعى إلى خطف نقطة من ملعب "كامب نو". مدرب خيتافي خوسيه بوردالاس لم ينتصر في 7 مباريات لعبها ضد برشلونة، ولم ينجح الفريق المدريدي في تحقيق 5 انتصارات متتالية في الدوري الإسباني طوال مسيرته الكروية.
في الدقيقة 22، خرج جوردي ألبا تحت تأثير الإصابة ليدخل مكانه جونيور فيربو، ومع دخوله اقترب خيتافي من التسجيل من انفراد واضح، تصدى له دفاع برشلونة، ليحصل خيتافي على ضربة ركنية، جاءت منها رأسية مولينا ليبعدها الحارس الألماني تير شتيغن، تابعها الكاميروني آلان نيوم محرزاً الهدف الأول، لكن الحكم كان له رأي آخر، حيث عاد إلى تقنية الـ "VAR"، ليلغي الهدف الأول في المباراة، الذي كاد يعقد الأمور على برشلونة.
خرج خيتافي من مناطقه بعدها للضغط على الخط الخلفي لبرشلونة، لكن "البلوغرانا" نجح في استرجاع عافيته والخروج سليماً من إقفال المساحات عليه، وعاد لاستحواذه، وكعادته نثر ميسي سحره، بتمريرة لغريزمان خرقت السد العالي في دفاع خيتافي، كرة أعادة الدماء إلى عروق "الأمير" أنطوان، الذي عاد إلى الحياة وسجل الهدف الأول في الدقيقة 33.
الهدف الأول حرر الفريق الكاتالوني، الذي لم يتأخر في تسجيل الهدف الثاني عن طريق سيرجيو روبيرتو بعد عرضية من البديل فيربو في الدقيقة 39، ليختتم المستضيف بذلك الشوط الأول في تفوقه (2-0).
دفاع برشلونة الكارثي!
في الحصة الثانية، انتظر مدرب خيتافي 6 دقائق فقط لإجراء تغيير مزدوج، كما أجبر الفريق المدريدي على الخروج من مناطقه والضغط على حامل الكرة نظراً لتأخره بهدفين في الشوط الأول، أما برشلونة فكان يبحث عن الكرات الطويلة بحثاً عن بعض الحلول.
برشلونة حاول إنهاء المباراة بأقل مجهود ممكن في الشوط الثاني، لذلك قام البرسا بخفض إيقاع المباراة قدر المستطاع، معتمدين على حرمان الفريق الضيف من الكرة للحد من خطورته. لكن الفريق الخصم خيتافي كان يملك الحافز للعودة للمباراة، البحث عن إنجاز تاريخي في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا.
أسلوب برشلونة لم يسعفه في الحفاظ على نظافة شباكه، وفي ظل الدفاع الهش. نعم. الدفاع الذي يرثى لحاله، سجل خيتافي بعد توزيعة سجل منها أنخيل رودريغيز هدف خيتافي الوحيد في المباراة (د 66).
ارتفع نسق خيتافي الهجومي، وزادت رغبة لاعبي الفريق العاصمي الذي تأسس في 1983 في خطف نقطة من برشلونة، ولكن شتيغن وقف في وجه هذا الطموح، في ظل حالة من الضياع في الخط الخلفي لبرشلونة، وغياب التواصل الكروي ما بين الدفاع وخط الوسط.
نجح برشلونة في تحقيق الانتصار ورفع رصيده إلى 52 نقطة ليعادل ريال مدريد المتصدر مؤقتاً، فيما تجمد رصيد خيتافي في المركز الثالث عند 42 نقطة بانتظار مباراة إشبيلية الذي يبتعد بفارق 3 نقاط في المركز الـ 5. إنتصار برشلونة لم يبشر خيراً لما هو مقبل في لقاء دوري الأبطال أمام نابولي، الفريق الذي ليس في أفضل أيامه لكنه منتشٍ بفوزه على إنتر "المميز" في الموسم الإيطالي هذه السنة.