أتالانتا x فالنسيا: ما بين قوة الهجوم ورداءة الدفاع!
فالنسيا ينزل ضيفاً اليوم الأربعاء على مدينة بيرغامو عندما يحلّ ضيفًا على أتالانتا رابع الدوري الإيطالي، ضمن منافسات الدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، في مباراة على الورق متكافئة، بين فالنسيا الذي تأهل متصدراً واتلانتا المتوّهج في "السيريا آ" والذي بقي في البطولة بشق الأنفس.
بيرغامو مدينة صغيرة في شمال إيطاليا، حلم محبي الرياضة فيها كان أن يروا فريقهم أتالانتا يبلغ "السيريا آ"، دوري الدرجة الأولى الإيطالي، ولكن الإيمان بالأحلام قد يأخذك بعيداً ويرفعك درجة بعد درجة. وهذا ما حدث بالفعل،النجمة اللامعة في سماء إيطاليا، استمرت في لمعانها الأوروبي بعد النجاح في التأهل إلى الدور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا.
ضيّف أتالانتا، يعرف جيداً ما هو طعم دوري الأبطال، لم يفز بالبطولة يوماً، لكنه عرف ما معنى أن تنافس وتصل إلى النهائي عندما خسر النهائي عام 2001. فالنسيا اليوم ليس فالنسيا الأمس، لكن "الخفاش"، يحمل روابط الدم، ويعرف كيف يحافظ على إرثه.
غاسبريني.. الهجوم ما بعده الهجوم
لا شك أن المباراة ستكون متكافئة ما بين الفريقين، حيث يحلّ فالنسيا ضيفاً على أتالانتا، في إيطاليا، ولكن ما يلتفت إليه أغلب المشاهدين، أن أتلانتا لم يلعب في "التشامبيونز ليغ" في ملعبه، إنما لعب في ملعب ميلان "سان سيرو"، وذلك لأن معايير ملعبه ليست مطابقة للمعايير التي يضعها الاتحاد الأوروبي. ورغم ذلك، عرفت كتيبة غاسبيرني كيف تعبر إلى الدوري الثاني، حتى لو جاء ذلك بشق الأنفس. عانى أتالانتا كثيراً في دور المجموعات، وعدم اللعب في ملعبه كان عاملاً مؤثراً لكن الفريق حقق المطلوب.
ما فعله الفريق الإيطالي ليس مفاجئاً، أتالانتا يملك اليوم، أقوى خط هجوم في الدوري الإيطالي، وواحدا من الأقوى في أوروبا حيث سجل "نيراتزوري" 63 هدفا. كما يقدم لاعبه إليشيتش وغوميز موسماً جيداً كعادتهما، حيث سجل الأول 14 هدفاً في الدوري، وقام الثاني بـ 10 تمريرات حاسمة. إضافة إلى ذلك، أن الفريق "الأسود والأزرق" مستقر في المركز 4 خصوصاً بعد التفوّق على روما أقرب الملاحقين على المركز المؤهل لدوري الأبطال.
يعتمد فريق أتالانتا، على التمريرات القصيرة، والكرات البينية. كما يحبذ غاسبيريني الاستحواذ على الكرة وهذا ما يؤديه اللاعبون بشكل مثالي، خصوصاً أنهم يعرفون جيداً كيف يتحكمون في إيقاع المباراة، ولا يعتمدون كثيراً على اللعب بخشونة.
تكمن قوة أتالانتا في الضربات الحرة والكرات الثابتة، وفي إنهاء الهجمات والفرص. في ما تبلغ نقاط ضعف لاعبيه في الأخطاء الفردية، وحماية تقدمهم وهذا أمر عانوا منه كثيراً في دور المجموعات، والخط الخلفي للفريق سيئ جداً في الدفاع لاعب للاعب، وأمام اللاعبين الماهرين.
في دوري الأبطال، أتالانتا هو أقل من فاز بين الـ 16 المتواجدين في الدوري الثاني، انتصاران فقط وتعادل، كما أن الفريق المقبل من بيرغامو، هو أول فريق يخسر المباريات الثلاث الأولى من ثم يتأهل للدور الثاني منذ موسم 2003-2004.
فالنسيا والهبوط المفاجئ!
بداية الفريق الإسباني في بداية الموسم كانت أفضل مما يعيشه الفريق حالياً، رغم تأهله من مجموعة كانت صعبة حيث ضمّت تشيلسي، وآياكس وليل. ولكن فالنسيا رغم تواجد آياكس الذي بلغ نصف نهائي النسخة الماضية من البطولة الأوروبية، نجح في انتزاع المركز الأول أمام "البلوز".
فالنسيا يعاني كثيراً في الفترة الأخيرة، حيث يحتل حالياً المركز الـ 7 في "الليغا"، الفريق الذي انتصر على برشلونة 2-0 الشهر الماضي، خسر مرتين وتعادل مرة في 5 مباريات، كما تنتظره مباريات صعبة أمام ريال سوسيداد وبيتيس في الجولات المقبلة من "الليغا". ما يذكر عن فالنسيا أنه واحد من أسوأ الخطوط الدفاعية في الدوري الإسباني (تلقى 34 هدفا)، وما زال هناك أكثر من 15 جولة على نهاية الموسم، أي أن "الخفافيش" قد ينهون موسمهم بـ 40 هدفاً وما فوق في شباكهم.
قوة فالنسيا تكمن في العودة عند تأخرهم بالنتيجة وهو أمر لا ينجح فيه الفريق الخصم، وفي إنهاء الهجمات من دون الحاجة إلى الكثير من الفرص. فالنسيا ضعيف في الدفاع في التسديدات من خارج المنطقة، وفي الكرات الهوائية، كما أن لاعبي فالنسيا يفقدون التركيز في المناطق الخطرة، ويرتكبون الكثير من الأخطاء في أماكن خطرة. فالنسيا لم يفز سوى في مباراة واحدة في آخر 8 مباريات لعبها في إيطاليا (5 هزائم، 2 تعادل)، والفوز الأخير يعود إلى موسم 2002-2003 أمام روما في ملعب "الأوليمبيكو" في دور المجموعات.
وتضرب الإصابات صفوف فالنسيا، حيث يعاني فريق المدرب ألبرت سيلاديس من إصابة كل من المدافعين غابرييل باوليستا، وإزيكييل غاراي، والمهاجم مانو باييخو، إضافة للظهير أليساندرو فلورنزي.
سيكون هذا اللقاء هو الأول بين أتالانتا وفالنسيا، كما أنها المرة الأولى التي سيلعب فيها فريق من بيرغامو أمام فريق إسباني. مباراة لا يمكن الحكم عليها، لكن صحوة أتلانتا في الفترة الأخيرة تمنحه خطوة إضافية نحو الدور ربع النهائي. كما أن اختلاف المتأهل لا يعني أن الفرق المتبقية عليها أن تتمنى مواجهة إحداهما، فالنسيا أظهر شخصية في البطولة، واتالانتا وإصراره على التأهل وهجومه القوي يعطيه أفضلية على العديد من الأندية.