رياضيو الصين "العظيمة" يحاربون فيروس كورونا من أجل "طوكيو 2020"
فيروس كورونا يحرم الرياضيين الصينيين من الاستعداد بالشكل المطلوب لأولمبياد "طوكيو 2020".
قد يقضي فيروس كورونا أحلام بعض الرياضيين الصينيين للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية والتي ستقام الصيف المقبل في العاصمة اليابانية طوكيو، كما عطل الفيروس استعدادات بعضهم الآخر، وأجبرهم على الغياب عن البطولات والتدرب في عزلة شديدة وأحياناً وهم يرتدون أقنعة.
فيم يصر منظمو أولمبياد "طوكيو 2020" على أن الوباء الذي يتمحور حول مدينة ووهان الصينية، حيث تسبب في مقتل أكثر من 2100 شخصاً، ولن يؤدي إلى تعطيل إحدى أكبر التظاهرات الرياضية في العالم.
لكن من المحتمل أن يؤثر ذلك على أداء الوفد الرياضي الصيني الذي بلغ عدده 416 رياضياً في دورة الألعاب الأولمبية السابقة في ريو دي جانيرو عام 2016، واحتل المركز الثالث على جدول الميداليات بحصده 26 ميدالية ذهبية ومثلها برونزية، بالإضافة إلى 18 ميدالية فضية، وهو لم يتخلف عن المراكز الثلاثة الأولى منذ مطلع القرن الحالي.
واعتلت الصين صدارة الترتيب في نسخة الأولمبياد التي أقيمت في العاصمة بكين عام 2008، في حين جاءت ثانية في أثينا 2004، ولندن 2012، وثالثة في سيدني 2000.
ولم يتم الإعلان حتى الساعة عن تعرض أحد الرياضيين الصينيين للفيروس المستجد، لكن تفشيه يتزامن مع مرحلة حساسة في الاستعداد للأولمبياد، والذي يبدأ في 24 تموز/يوليو المقبل.
في مثال صارخ، لجأ منتخب الصين لكرة القدم للسيدات إلى القيام بتمارين الإحماء في ممر فندق إقامته في بريزبين في استراليا بعد تعرضه للحجر الصحي قبل التصفيات الأولمبية.
وتأمل الصين أن تفتح الدول المتنافسة أبوابها أمام الرياضيين للتنافس في التصفيات لأن بعض الدول، بينها أستراليا، فرضت قيوداً صارمة على الوافدين من الصين.
وقال نائب رئيس اللجنة الأولمبية الصينية ليو غويونغ "ستكون هناك تصفيات أولمبية لأكثر من 100 مسابقة حول العالم بين شباط/فبراير ونيسان/أبريل"، مشيراً إلى أن "اللجنة الأولمبية الدولية طلبت من مختلف الاتحادات الرياضية الدولية تقديم كل مساعدة وراحة ممكنة للرياضيين الصينيين".
وعلى الرغم من المعاناة التي واجهها خلال إقامته في أستراليا وغياب نجمته وانغ شوانغ التي لم يُسمح لها بمغادرة مدينتها ووهان وتم تصوير فيديو لها وهي تتدرب بمفردها على سطح مبنى مرتدية قناعاً، ونجح المنتخب الصيني للسيدات في الفوز في مباراتين على تايلاند 6-1 وتايوان 5-صفر وتعادل مع أستراليا المضيفة 1-1.
ومنحت أفضلية الأهداف أستراليا الصدارة والبطاقة الأولى للأولمبياد لأستراليا، وباتت الصين مطالبة بخوض مواجهتين حاسمتين أمام نظيراتها كوريا الجنوبية للحصول على البطاقة الثانية المؤهلة إلى طوكيو، لكن المباراة "البيتية" ستقام خارج البلاد.
وكان من المقرر أن تقام جولة التصفيات الثالثة في ووهان نفسها لكن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قرر نقلها إلى المدينة الأسترالية، بعدما تم عزل المدينة بشكل كامل في خطوة احترازية من تفشي الوباء بشكل أكبر، كذلك تم نقل عدة منافسات أخرى مثل الملاكمة وكرة السلة من البلاد خوفاً من الإصابة بالفيروس القاتل.
في المقابل، انتهى مشوار منتخب كرة اليد للسيدات بانسحابه من التصفيات التي تقام الشهر المقبل في المجر، بحجة إن اللاعبات عاجزات عن القيام بالتدريب في ظل تفشي الفيروس.
كما أُجبرت الصين على الانسحاب من كأس العالم للجمباز في ملبورن والتي تمنح نقاطا تأهيلية لطوكيو، بسبب قيود السفر التي فرضتها أستراليا.
"لا أحد يستطيع الدخول والخروج"
وأعرب ليو عن ثقته في أن الرياضيين سيكونون قادرين على الاستعداد بشكل صحيح لطوكيو وأن وسائل الإعلام الحكومية نشرت صورة لهم وهم يواصلون ببسالة روتينهم التدريبي.
وانتقل منتخبا البادمنتون وكرة الطاولة، إلى بريطانيا وقطر توالياً، في حين أن منتخب الجودو غاب عن بطولة باريس "غراند سلام"، في ضربة موجعة في طريقه للاستعداد للأولمبياد.
وأمرت السلطات الصينية منتخباتها في الداخل والخارج بالتدريب خلف أبواب موصدة للوقاية من فيروس كورونا.
وقال مدرب منتخب الصين لمسابقة الخماسي الحديث تساو تشونغرونغ في تصريح لوسائل الإعلام المحلية عبر الهاتف "ما لم تكن هناك حالة طارئة لا يمكن لأي أحد أن يأتي إلى المعسكر التدريبي ولا أحد يستطيع الخروج منها".
وتتواجد لاعبات الخماسي الحديث في إحدى جامعات بكين، لكنهن سيغادرن إلى مصر هذا الأسبوع، وبعد ذلك ستتواصل استعداداتهن الأولمبية في أوروبا.
لا يُسمح للمنتخب باستخدام مضمار ألعاب القوى كونه خارج منطقة الحظر الذاتي، ما يجبره في المقبل على استخدام أجهزة المشي والركض.
ويتم فحص درجات حرارة أعضاء المنتخب بشكل متكرر ودوري خلال اليوم وعليهم ارتداء الأقنعة أثناء التدريب على الفروسية.