معركة غوارديولا وزيدان ويوفنتوس على حافة الهاوية

منافسات دوري أبطال أوروبا تعود اليوم بعد تعليقها في آذار/مارس الماضي في إياب الدور الـ16، حيث سيلعب يوفنتوس أمام ليون، وسيسافر ريال مدريد إلى المملكة المتحدة بحثاً عن خطف بطاقة العبور إلى الدور الربع نهائي من مانشستر سيتي.

  • دي بروين محتفلاً بعد تسجيله في مباراة الذهاب (أرشيف)
    دي بروين محتفلاً بعد تسجيله في مباراة الذهاب (أرشيف)

دخلت كرة القدم في نفق مظلم. كاد فيروس كورونا يقضي على الموسم الكروي الأوروبي والعالمي، لكن اللعبة التي تعد "أفيون الشعوب" كانت أقوى وعادت إلى الحياة، على الرغم من غياب الجمهور. 

الجمهور الذي تفاعل من خلف الشاشات، سيكون اليوم الجمعة متسمراً أمامها من جديد، حيث ستعود منافسات دوري أبطال أوروبا بعد أن علّقت في آذار/مارس الماضي. البطولة التي طال انتظارها سترفع نشيدها. وبعد دقائق صمت على "انفجار بيروت" اليوم الجمعة في تمام الساعة 22:00 بتوقيت القدس الشريف، ستطلق صافرة عودة السباق نحو "كأس أم الأذنين".

ستشهد الليلة لقاءين في التوقيت نفسه؛ الأول سيكون بين ريال مدريد ومانشستر سيتي في ملعب الأخير، والآخر بين يوفنتوس وليون في ملعب "أليانز" في تورينو.

لقاء الأقوى في زمن الكورونا!                                       

مما لا شك فيه أن مستوى الفرق من الناحية الذهنية والبدنية تراجع في العديد من الأندية، حيث تراجع لاتسيو في سباق الأمتار الأخيرة على لقب الدوري الإيطالي، وخسر ليستر سيتي المركز المؤهل لدوري الأبطال في الأشواط الأخيرة، ولكن بعض الفرق تحسنت وتقدم مستواها، ومن بينها مانشستر سيتي وريال مدريد.

قدم الفريقان عروضاً قوية، إذ لم يخسر ريال مدريد أي مباراة بعد استئناف المنافسات وخطف لقب الدوري الإسباني من غريمه برشلونة. مستوى الريال لم يكن كما قبل التوقف. نجح زيدان في إعادة "الملكي" إلى القمة، إذ قدم الفريق مستوى أكثر من جيد، وخرج بلقب "الليغا". أما السؤال الذي يطرح: هل سيكون الريال قادراً على العودة في مباراة الإياب من الثمن النهائي بعد الخسارة ذهاباً على ملعبه (2-1)؟

الجواب على هذا السؤال قد يبدو معقداً، ولكن رغم صعوبة المهمة، فإن ريال مدريد قادر على فعلها، وخصوصاً مع زيدان الذي توّج بثلاثة ألقاب متتالية في دوري الأبطال. هجومياً، ريال مدريد قوي وقادر على التسجيل بعيداً من الأسماء. وفي حال مشاركة إدين هازارد، فإنّ الأمر سيشكّل دفعة إضافية للفريق، ولكن نقطة الضعف قد تكون في غياب قائد الفريق سيرجيو راموس بعد طرده في مباراة الذهاب. 

في الجهة المقابلة، مانشستر سيتي الذي خسر لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، ولكن مستواه بعد كورونا كان جيداً، حيث تعيش كتيبة بيب غوارديولا أفضل حالاتها، وخصوصاً مع تألق كيفين دي بروين وعودة إيميريك لابورتي في الخط الخلفي. ما على السيتي فعله هو أن ينسى مباراة الذهاب والانتصار، ويلعب مستغلاً عامل الأرض. وبطبيعة الحال، إن الحافز سيكون تحقيق اللقب الأوروبي ومحاولة الاقتراب أكثر فأكثر من النهائي الذي تستضيفه البرتغال بعد النكسات التي عاشها الفريق أوروبياً في السنوات الأخيرة. 

وما ذكر آنفاً هو ما أكد عليه غوارديولا، الذي أشار في المؤتمر الصحافي إلى أنه على الرغم من ملاحظة طريقة لعب ريال مدريد خلال الأسابيع الماضية، فإنَّ فريقه كان مركزاً على نفسه وعلى ما يتعين عليه فعله لتحقيق الفوز على "الملكي". وفي ظل الحديث عن بيب، فإنّه عبَّر في وقت سابق عن أن مسيرته في السيتي ستفشل إن لم يحقّق لقب "التشامبيونزليغ"، حيث حقّق كل البطولات المحلية.

نسخة يوفنتوس الأسوأ!

  • رونالدو في مباراة الذهاب
    رونالدو في مباراة الذهاب

توّج يوفنتوس بلقبه التاسع على التوالي في الدوري الإيطالي، لكن يوفنتوس البطل الحالي، ليس كما يوفنتوس البطل السابق، فكثر من النقاد يجمعون على أن "يوفنتوس ساري" النسخة الأضعف لليوفي في السنوات الأخيرة. ولولا تراجع منافسيه لاتسيو وإنتر، لكان اللقب خارج أسوار ملعب "أليانز". 

يوفنتوس سيدخل المباراة وهو مطالب بتعويض إخفاقه ذهاباً بعد أن خسر أمام ليون (0-1) على ملعب الأخير، ولكن ليس غريباً على اليوفي أن يصل إلى إياب ثمن النهائي في موقف صعب، فهو دائماً ما يستطيع قلب الأمور لصالحه، ولكن علامات الاستفهام ستكون حول قدرته على فعل ذلك تحت قيادة ماوريتسيو سارّي.

استطاع يوفنتوس أن يقلب الطاولة في الدور نفسه مرتين في السنوات الأخيرة أمام توتنهام منذ عامين، وأمام أتليتكو مدريد الموسم الماضي بعد الخسارة ذهاباً (2-0) على ملعب "واندا ميتروبوليتانو" العام الماضي، ولكنه حقَّق انتفاضة بقيادة البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي سجَّل 3 أهداف.

وستزداد الأمور تعقيداً، وخصوصاً في حالة الأرجنتيني باولو ديبالا، الذي يعاني من مشكلة في الساق اليسرى منذ 26 تموز/يوليو، إذ ستكون مشاركة أفضل لاعب في يوفنتوس هذا الموسم موضعاً للشك.

من جانبه، سيغيب ليون عن البطولات الأوروبية لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً، وخصوصاً بعد حلوله سابعاً في الدوري الفرنسي، وخسارته للقب كأس فرنسا أمام باريس سان جيرمان الشهر الماضي بركلات الترجيح. 

الفريق الفرنسي يعاني كثيراً في البطولة الأوروبية أمام الفرق الإيطالي، حيث لم ينجح في الانتصار في الأراضي الإيطالي منذ العام 2008، عندما انتصر على فيورنتينا (2-1)، كما أنه لم يفز في آخر 10 مباريات خارج أرضه في الأدوار الإقصائية منذ العام 2006، إذ كان الانتصار الأخير أمام بي أس في آيندهوفن. كلّ هذه الأرقام السلبية قد تتغير في حال لعب ليون كما كان في مباراة الذهاب، إذ لم يظهر أيّ خوف أو ارتباك، إنما لعب بثقة كبيرة أوصلته إلى الفوز. 

وفي ما يخصّ الإصابات، يستعيد ليون في هذه المواجهة المهاجم الهولندي ممفيس ديباي، الذي لم يكن متاحاً في لقاء الذهاب في آذار/مارس، لإصابته الخطيرة بالرباط الصليبي، ويفترض أن يقود هجوم الفريق مع الفرنسي موسى ديمبيلي.