باريس سان جيرمان وأتالانتا.. صراع ما بين الطّموح والحلم!

باريس سان جيرمان وأتالانتا يتواجهان اليوم الأربعاء (22:00 بتوقيت القدس الشريف) ضمن منافسات الدور الربع النهائي من دوري أبطال أوروبا.

  • باريس سان جيرمان وأتالانتا.. صراع ما بين الطّموح والحلم!
    باريس سان جيرمان وأتالانتا.. صراع ما بين الطّموح والحلم!

عندما تتَّسع أحلامك في عالم كرة القدم، يصبح من الصعب أن تقف مكتوف الأيدي وتقدم أداءً متواضعاً، بل يتوجب عليك أن تؤدي وتلعب كما لو كانت المباراة بمثابة النهائي. 

في الكثير من الأوقات في عالم "الساحرة المستديرة"، يصبح الأمل طفيفاً، لكن ضيق الأمل يتحول إلى حافز يدفعك نحو البحث عن تصدّر العناوين، وهذا ما فعله أتالانتا الإيطالي في دوري أبطال أوروبا، الذي عادت منافسته الأسبوع الماضي، والذي يستأنف منافسات الدور الربع النهائي منه اليوم الأربعاء، عندما يواجه فريق مدينة بيرغامو نادي العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان؛ الحالم والباحث عن لقبه الأول أوروبياً. 

وستنطلق مباريات الدور الربع النهائي على شكل بطولة مصغّرة، بعيداً من حدود أطراف المباراة، إذ تستضيف العاصمة البرتغالية لشبونة ما تبقى من بطولة "أم الأذنين"، وتنطلق المباراة الأولى في دور الثمانية بين أتالانتا وسان جيرمان على ملعب "دا لوز".

أتالانتا سفير إيطاليا الوحيد!

  • باريس سان جيرمان وأتالانتا.. صراع ما بين الطّموح والحلم!
    جان بييرو غاسبيريني مدرب أتالانتا

أربعة فرق من إيطاليا لعبت في النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا، هي يوفنتوس وإنتر ونابولي وأتالانتا. وآخر المرشحين للوصول إلى هذا الدور كان أتالانتا. أما المجموعة المذكورة، فقد ودَّعت البطولة، إذ خرج إنتر من دور المجموعات، ويوفنتوس وفريق الجنوب من دور الـ16 الذي استؤنفت منافساته الأسبوع الماضي، ليكون أتالانتا النجمة اللامعة على جبين إيطاليا في النسخة الحالية.

عبر فريق مدينة بيرغامو الدوري الأول "بمعجزة"، ولم يحصد سوى 7 نقاط، لكنّه حلَّ ثانياً خلف مانشستر سيتي، وأداؤه لم يكن مقنعاً. أما المهم، فهو الوصول إلى دور الـ16. ومع مرور الوقت، تصاعد نسق الفريق وقوّته، والتأهل خلق لديه حافزاً. 

بالفعل، نجح المدرب جان بييرو غاسبيريني في خلق فريق متماسك وقوي؛ فريق هجومي يعرف كيف يسجّل، الأمر الّذي جعل فريقه يحلّ ثالثاً مع ختام موسم الدوري الإيطالي، ليتأهّل للموسم الثاني على التوالي إلى البطولة الأوروبية. وفي دور الـ16، وقبل تعليق المنافسات بسبب فيروس كورونا، أظهر أتالانتا وجهه الهجومي الحقيقي، إذ انتصر على فالنسيا بمجموع المباراتين (8-4)، ذهاباً (4-1) وإياباً على ملعب "الخفافيش" (4-3).

يعدّ أتالانتا واحداً من أقوى خطوط الهجوم في جميع البطولات، إذ سجل 98 هدفاً في الدوري الإيطالي، لكن دفاعه ليس في أفضل أحواله، وهو أمر لن يقيم له المدرب الإيطالي وزناً في المباراة المقبلة، لأن الربع النهائي سيلعب من مباراة واحدة ، الأمر الَّذي قد يصبّ في صالح أتالانتا الحالم في تخطي باريس سان جيرمان، لكنه سيفتقد إلى واحد من أفضل لاعبي الفريق هذا الموسم، وهو يوسيب ايليتشيتش، الذي يعاني من صعوبات نفسية ومشاكل شخصية، لكنَّ قوّة أتالانتا تكمن في العدد الكبير للاعبيه القادرين على الوصول إلى الشباك، والذين سجلوا 118 هدفاً في مختلف المسابقات.

سجّل كل من الكولومبيين دوفان زاباتا ولويس موريال 19 هدفاً (لكل منها)، وأضاف الكرواتي ماريو باساليتش 11 هدفاً، و"دينامو" خط الوسط الأرجنتيني بابو غوميز ثمانية، فضلاً عن 9 أهداف للأوكراني رسلان مالينوفسكي.

الطّبيعة الغريبة للموسم منحت آمالاً إضافية لأتالانتا بمواصلة الحلم في مشاركته القارية الأولى، فيما لم يحقّق في تاريخه الذي يعود إلى 112 سنة سوى لقب كأس إيطاليا في العام 1963.

أتالانتا قادر على تخطي "بي أس جي"، لكن كل ما على غاسبيريني فعله هو أن يجعل لاعبيه يؤمنون بذلك، لأنه لم يفعل ذلك معهم في ما يخصّ الدوري الإيطالي الذي توّج به يوفنتوس "الأضعف" منذ سنوات.

طموح باريس سان جيرمان بقيادة نيمار!

  • لاعبو باريس سان جيرمان في ملعب المباراة
    لاعبو باريس سان جيرمان في ملعب المباراة

يخوض نادي العاصمة الفرنسية باريس سان جرمان الأدوار الإقصائية، وهو يعاني من العديد من الإصابات، إذ سيغيب ماركو فيراتي، وتدور الشكوك حول مشاركة كيليان مبابي. هذه الأمور قد تصب في صالح أتالانتا.

لكنَّ طموح باريس سان جيرمان ولهفته منذ سنوات وراء التتويج في دوري أبطال أوروبا، سيقوده نيمار وحيداً في خطّ الهجوم، ومن المفترض أن لا تؤثر الغيابات كثيراً على الفريق، لكنه عملياً يملك "دكة" بدلاء قادرة على التعويض إلى حد ما. 

ربما تكون النسخة الحالية من "بي آس جي" الأفضل في السنوات الماضية، من ناحية التماسك والعقلية، إذ نجح توخيل في خلق مجموعة جيدة وتهيئتها من الناحية الذهنية. يُذكر أنها المرة الأولى التي سيلعب فيها الفريق العاصمي هذا الدور من العام 2016، كما سيكون الفريق على بعد خطوة من الوصول إلى النّصف النهائيّ بعد غياب دام 25 عاماً عن هذا الدور، عندما أقصي سان جيرمان أمام ميلان في العام 1995.

المشكلة الحقيقة في باريس في السنوات الماضية كانت تتمثل بغياب المنافسة في الدوري المحلي، فهناك فجوة في المستوى بين باريس وباقي الفرق في قوة اللاعبين والانتدابات، لكن هذا العام مختلف قليلاً، لأن سان جيرمان تصدّر المجموعة أمام ريال مدريد، ولم يخسر أي مباراة في دور المجموعات، حيث انتصر في 5 مباريات، وتعادل في واحدة، مسجلاً 17 هدفاً، فيما تلقّى هدفين. هذه الأرقام تظهر أنّ سان جيرمان تخطى عقد المواسم الماضية، وهو مرشح حقيقي للتويج إذا ما تخطى أتالانتا.

وفي دور الـ16، عبر من بوابة دورتموند بعد أن خسر ذهاباً (2-1)، وانتصر على ملعبه (2-0) قبل تعليق المنافسات. هذه المؤشرات تدل على أن توخيل غيّر الأجواء هذا الموسم أوروبياً، لأن الفريق يعيش استقراراً على الصعيد المحلي، وتوّج بالدوري الفرنسي مع إلغاء البطولة، وبكأس فرنسا وكأس الرابط الفرنسي.

من الصعب التكهّن بنتيجة المباراة. باريس سان جيرمان يملك الأفضلية من ناحية الأسماء والخيارات، رغم الغيابات، لكن أتالانتا فريق حالم، ويملك رغبة في تحقيق المفاجأة، كما أنه خاض مباريات أكثر في زمن كورونا، لأن "السيري آ" استكمل منافساته، بخلاف "الليغ آ"، الأمر الذي يدخله أكثر في أجواء المنافسة واللعب تحت الضغط.